…فلنوحد الحزن

انطلقت المسيرة باتجاه كربلاء، وبدأت العيون تدمع والقلوب تخشع، مع نداءات "لبيك لبيك يا حسين"، فنحن قوم لن نركع إلا في الصلاة ولا نبكي إلا في عاشوراء الحسين!
بهذه العبارات وغيرها من كلمات الحزن، والالم، والغضب، تستقبلك المناطق الجنوبية، فالحسينيات اكتست بالسواد، كما كل عام طوال الايام العاشورائية.

عندما اقرأ هذه العبارات استغرب السبب من كتابتها ليس لأنني لا أؤمن بهذه القضية، لا، بل انا أكثر الحاملين شعار لبيك يا حسين، لكنني اهزأ لانني أرى أن معظم الناس تتدعي حب الحسين، ولكن اي حسين منهم؟ وعن أي كربلاء نستذكر.. لا أعلم!
استغرب، ولا اعرف اي حسين نوالي،واي شعار نحمل، في ظل هذا الانقسام حيت بات لكل حزب او تيار سياسي حسين خاص به، و لكل مرجع حسين خاص به، فأصبح لكل عائلة حسينها خاص، مجتمعين تحت شعار "ذكرة انتصار الدم على السيف".

كثيرأ ما نسمع المراجع السياسية والروحية، خلال الايام العشرة، تدعو الى العيش المشترك بين المسلمين المسيحيين، ومع ذلك لم يمكنوا من تحقيق وعودهم بتوحيد المجالس العاشورائية، حيث تسارع الاحزاب العنية بدعوة أبناء المنطقة كل بحسب انتمائه الحزبي، وهذا ما حصل معي شخصا، حين دعاني احد الشبان لكي اشارك مع تنظيمه هذا العام في احياء ذكرى عاشوراء، وفي اليوم نفسه دعاني صديق آخر من الحزب الثاني، لمشاركتهم الذكرى نفسها والمصرع نفسه، وكأن حسين الاول يختلف عن الثاني.

أبحث عن الاجوبة لأفهم، لأي تنظيم يتبع الامام الحسين، او هل هم أكثر من واحد، وهل بلاء كربلاء يختلف من خيمة عاشورائية إلى خيمة أخرى في البلدة نفسها.
فقبل ان نطالب بالعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين فالنطبق الوحدة بين ابناء الطائفة الواحدة، فإذا بمصاب ابا عبدالله الحسين، وعلى حبه لن نتوحد، فمتى نتوحد؟
  

السابق
تدابير سير لمناسبة سباق ماراتون بيروت غدا
التالي
البناء: حصار عربيٌ ـ غربي ضد الشعب السوري