أنصح بالديبلوماسية

تعاني الشعوب العربية من سمنة واضحة، يستوي في ذلك شعب عالي الدخل وشعب بدخل متوسط أو منخفض. وقد وجدت دائماً تلك السمنة في البلاد التي أعرفها جيداً، مثل المملكة العربية السعودية ومصر.

معلهش. نشرت أخيراً إحصاءات نفتقر إلى مثلها دقةً تظهر أن أكثر من نصف الأميركيين والبريطانيين، وهم بين أكثر شعوب العالم تقدماً، يعانون من السمنة، وأن بعضهم يعاني من سمنة مفرطة لا بد أن أضرارها الصحية كثيرة.

لا أكتب لأذكر القارئ أو القارئة بمشكلتهما مع زيادة الوزن، وأنغص عليهما صباح يومهما، وإنما لأنني قرأت عن دراسة ربما كانت مفيدة لطلاب تخسيس الوزن وطالباته.

أطباء الحكومة في منطقة جنوب برمنغهام، من أعمال إنكلترا، أرسلوا نصفاً من 740 شخصاً سميناً إلى ثلاثة نواد لخفض الوزن والنصف الآخر للعلاج مع خدمة الصحة الوطنية.

ووجد الأطباء من التجربة أن الذين أرسلوا للعلاج الخاص خسروا في 12 أسبوعاً (هل أقول ربحوا أو استفادوا) 4,43 كيلوغرام في أحد البرامج، و4,23 كيلوغرام في الثاني، و3,56 كيلوغرام في الثالث، مقابل 1,37 كيلوغرام في البرنامج الحكومي.

خارج نطاق الطب والإحصاءات والخبراء أقول إن أفضل طريقة لتخسيس الوزن هي أن يغلق الإنسان فمه. وإذا لم تستطع امرأة الصمت فهناك طريقة الابتعاد عن شيئين فقط، الشوكة والسكينة. وثم أن أكل الثوم مفيد فهو لا يخفف الوزن، ولكن آكل الثوم يبدو نحيلاً إذا نظر إليه الناس عن بعد للهروب من الرائحة.

لن أحاول أن أترجم ما تتضمن البرامج الخاصة لتخسيس الوزن، فالمادة علمية ولأصحاب الاختصاص، ما لا تتسع له هذه العجالة، ولكن أقول إنني وجدت أن الطعام المقترح يشمل بيضة وخضاراً كثيرة وحساء، وبعض أنواع اللحوم، وكلها مع تمرين يومي. أما النتيجة فسجلت بعد 12 أسبوعاً من الالتزام بـ «الرجيم» المقترح والرياضة. وتفاصيل الوجبات المقترحة محفوظة عندي لمن يرغب.
 كيف يعرف القارئ أو القارئة أن وزنه أو وزنها زاد؟ يعرف إذا وجد هو أو هي أن حزام الأمان في السيارة أو الطائرة لا يكفي للإحاطة بالمعدة. وقد وجدت أن الطائرات توفر وصلة للحزام إذا شاءت أم مسافرة أن تربط الحزام على طفلها الجالس في حضنها.

والمرأة قد تكتشف أن وزنها زاد عندما ترى أن «نمرة» حجم ثيابها تعكس عمرها أيضاً. والرجل سيدرك أن وزن صديقته زاد إذا اكتشف أن ثياب زوجته تناسبها.

أنصح الرجل بالإخلاص لزوجته فهو أيضاً وسيلة لتخسيس الوزن، وهو يراها ويفقد شهيته، أو هي تراه وتقرر أن تبقى معه سنة أخرى لأنها بحاجة إلى خسارة عشرة كيلوغرامات أخرى قبل أن تتركه.

ماذا أزيد؟ أسمع باستمرار أن كل من يريد تخفيف وزنه يجب أن يقاوم الأكل بين الوجبات الرئيسية. غير أنني لاحظت أن بعضهم زاد وزنه لأنه يقتصر على وجبة واحدة في اليوم، متواصلة من دون انقطاع.

على الأقل، السمين أخف دماً من صاحب الوزن الخفيف، والسمينة أيضاً أخف دماً من الرشيقة، وهذا بإجماع الآراء، وبينها رأي شكسبير على لسان يوليوس قيصر، في المسرحية المشهورة التي تحمل اسم الإمبراطور الروماني فهو يقول في المشهد الأول:

أحيطوني برجال سمناء

بالرجال الصلعان والذين ينامون كل الليل

كاسيوس له نظرة رشيقة وجائعة

هو يفكر كثيراً، والرجال مثله خطرون.

سأترك الصلع ليوم آخر وأبقى مع السمنة، وقد قرأت أن التدخين يفيد في تخسيس الوزن… تخسر أول رئة… ثم تخسر الثانية.

لا أنصح بهذا «الرجيم» أبداً وإنما أنصح بالديبلوماسية، فرجل وامرأة جالسان جنباً إلى جنب في باص، وهناك عجوز واقفة. وتقول المرأة للرجل: لو كنت «جنتلمان» لوقفت وأعطيتها مقعدك. ويرد الرجل: ولو كنت «سيدة» لوقفت وأعطيت مقعدك لأربعة ركاب واقفين. 

السابق
النهار: 8 آذار حكومة ميقاتي شارفت نهايتها و14 آذار والحريري يستعيدان المبادرة غداً من طرابلس
التالي
من هم “الشبيحة”؟