المستقبل: أهالي عرسال منعوا مسلحين بلباس مدني من خطف لاجئين سوريين

في وقت احتفل لبنان  بعيد استقلاله الثامن والستين بعرض عسكري في وسط بيروت، برزت في منطقة عرسال البقاعية محاولة لإعادة تذكير اللبنانيين بأن استقلالهم لايزال معرضاً لأشنع الأخطار من النظام السوري وأتباعه المحليين.
فقد عُقد في منزل النائب محمد عبد اللطيف كبارة إجتماع ضمه والنواب: خالد ضاهر، معين مرعبي والمشايخ زكريا المصري وسالم الرافعي وبلال بارودي وكنعان ناجي. إستنكر خلاله المجتمعون "الإعتداء الذي تعرّضت له بلدة عرسال المناضلة في البقاع عشية الذكرى الـ 68 للإستقلال، ما يثبت أن الإستقلال مفقود والسيادة منتهكة".

وأوضح بيان صادر عن اللقاء أنّه "بعد التدقيق في معلومات (عن ما حصل) تبين أن مجموعة بثياب مدنية تضم عناصر ملتحية من ميليشيا حزب السلاح دخلت بلدة عرسال ليل (أول من أمس) الإثنين وحاولت خطف مواطن سوري من آل قرقوز، فما كان من أهل البلدة إلا أن تصدّوا لها سلمياً، بالحجارة والعصي ومنعوها من تنفيذ عملية الخطف، ولا سيما أن السيد قرقوز غير مطلوب في لبنان بموجب أي مذكرة قضائية، بل قد يكون مطلوباً لنظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، ونحن لا نعتقد ذلك لسبب بسيط وهو أن عرسال ليست بلدة سائبة والجيش الذي نحب ونقدر ونحترم ليس كتائب الأسد"، لافتين إلى أنه "تمّ تأمين العناصر العسكرية اللبنانية التي كانت ترتدي ثياباً مدنية في منزل أحد المختارين في عرسال حفاظاً على سلامة هذه العناصر".
وختم المجتمعون بالقول: "ليسمع من يجب أن يسمع وليفهم من يجب أن يفهم: عرسال ليست يتيمة، عرسال بلدة لبنانية، وعرسال لها أهلها ليس فقط في عرسال بل على إمتداد مساحة الجمهورية اللبنانية من وادي خالد شمالاً حتى العرقوب جنوباً، وكل من يعتدي على عرسال أو على أي بلدة لبنانية هو حتماً يخدم العدو الصهيوني وكتائب الاسد"، وتوجّهوا إلى الأهالي في عرسال بالقول :"لقد رفعتم رأس لبنان عالياً، واستعدتم للشعب اللبناني كرامة أهدرها وزراء الأسد، سواء في جامعة الدول العربية أو في الأمم المتحدة"، محذرين من أن "مثل هذه الممارسات تعرّض السلم الأهلي للخطر"، محمّلين "رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) ورئيس الحكومة (نجيب ميقاتي) وقائد الجيش (العماد جان قهوجي) مسؤولية عدم معالجة الموضوع بما يحفظ كرامة المواطنين".

أما في التفاصيل، فقد اكد مصدر مطلع لـ"المستقبل" ان "قوة مؤلفة من ثلاث سيارات مدنية تحمل عناصر مسلحة باللباس المدني قامت بمداهمة احد الاحياء في البلدة بحثا عن لاجئين سوريين حيث قامت بتوقيف اثنين منهم، إلا أن الاهالي اعترضوا الدورية ومنعوا عناصرها من اتمام مهمتهم وعملوا على اخلاء سبيل اللاجئين".
وأفاد المصدر ان "الطريقة التي جاء بها عناصر المكافحة بلباس مدني وسيارات مدنية تركت شكوكا كثيرة لدى الاهالي حول هوية السيارات والعناصر، كما انه لم يتم اعلام اي من المخاتير او المسؤولين بمؤازرتهم خلال المداهمات، هذا الامر دفع بالأهالي الى اعتراض الدورية وعناصرها".

واشار المصدر الى ان "علامات استفهام كثيرة طرحت حول الهدف الرئيسي من عملية المداهمات تحت عناوين مطلوبين للعدالة، عدا عن استخدام سيارات مدنية من قبل عناصر مسلحة شاركت في المداهمات وهي بلباس مدني وليس عسكرياً. هذا السلوك هو ما دفع بأهالي البلدة الى التصدي لتلك الدورية علما انه لم يحصل اطلاق للنار فيما اقتصر الرد باستعمال الحجارة فقط".
وكان صدر عن قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه، بيان أشارت فيه إلى أنه "خلال قيام دورية من الجيش بتعقّب مطلوبين للعدالة في بلدة عرسال، تعرضت لإطلاق نار واعتداء بالحجارة من قبل عدد كبير من الأشخاص الذين احتشدوا حول عناصر الدورية. وعلى أثر ذلك تدخلت قوى من الجيش عملت على تفريق المحتشدين وإعادة الوضع إلى طبيعته   

السابق
ما هي شروط العفو السعودي عن جنبلاط؟
التالي
هل يطلق سليمان وبري وميقاتي مبادرة لإنقاذ لبنان؟