الكذّاب… مستر بيبي !

عندما يقول نيكولا ساركوزي: "ان بنيامين نتنياهو كذاب ولم اعد اطيق رؤيته"، ويرد عليه باراك اوباما: "انت سئمت منه اما انا فمضطر الى التعامل معه يومياً"، فان ذلك لا يكشف حقيقة مشاعر الرئيسين الفرنسي والاميركي حيال رئيس الوزراء الاسرائيلي فحسب، بل يفتح نافذة على حقيقة كامنة في الدول الغربية هي الكراهية المتزايدة لسياسة الابتزاز التي تمارسها الصهيونية انطلاقاً من تحميل الحضارة الغربية إثم النازية ضد اليهود.
الحديث بين ساركوزي واوباما جرى وراء ابواب مغلقة وعلى هامش قمة العشرين وتناول العلاقات الفلسطينية – الاسرائيلية. لم يكن الرئيسان يعرفان ان الحوار بينهما يصل الى اسماع الصحافيين، وهذا ما يشجّع على القول ان خطرالترهيب الصهيوني يتجاوز الارهاب الذي يحاربه الغرب. اوباما بدا وكأنه يحسد ساركوزي لأنه "يفش خلقه" عندما نعت نتنياهو بالكذاب، وبدا ذليلاً لأنه "مضطر الى التعامل معه يومياً". 
لقد أُعلن ان عطلاً في التجهيزات ساعد في الاستماع الى هذا الحديث، لكن العطل الحقيقي هو في السياسات وفي الشخصيات، التي تخضع للترهيب الصهيوني الى درجة ان رئيسي دولتين كبريين لا يقدران ان يقولا لنتنياهو: انت كذاب بعينك وأكثر من ذلك انت مجرم، سفاح، قاتل، محتل وارهابي موصوف. هما لا يقولان هذا علناً لكنهما لا يعملان على لي ذراعه ودفعه الى الاستجابة للقرارات الدولية لتحقيق السلام في الشرق الاوسط. والتأسيس لمصالحة بين الغرب والعالم العربي والاسلامي تبدو ضرورية جداً في وقت تجهد الصهيونية لاشعال صراع بينهما.

كيف يستطيع اوباما ان يعد بإبرام التسوية اذا كان مرعوباً من نتنياهو الى هذه الدرجة، وما الذي يضطره الى ابتلاع الاهانات منه وهي تصيب الشعب الاميركي والمبادئ التي تتحدث عنها اميركا؟ ولماذا تبقى فرنسا في"الرباعية الدولية" التي تتعامل مع كذاب؟… ثم أوَليس غريباً ان يسأل البعض الآن عن الثمن الذي سيدفعه اوباما وساركوزي نتيجة هذه "الوقاحة" التي تعاقب عليها الصهيونية؟

ولعل السؤال الأهم: اين العرب وثرواتهم وخططهم وما موقفهم من المصالح الحيوية الغربية في المنطقة، أوليس في وسعهم اسقاط الترهيب الاسرائيلي او موازنته على الاقل من اجل قضيتهم وقضية الحرية المقموعة اسرائيلياً حتى داخل البيت الابيض؟
في 6 ايلول الماضي وصف روبرت غيتس نتنياهو بأنه احمق وناكر للجميل. كان اوباما حاضراً وسمع رأي وزير دفاعه السابق، فماذا فعل غير "اضطراره" الى ابتلاع إهانات "مستر بيبي" وذنبه بين رجليه!  

السابق
مؤتمر لمعالجة جذور العنف في لبنان
التالي
رمضان يؤكد تصفية القذافي للصدر