البناء: الأسد يُكرّر تحذير الغرب من زلزال سيعصف بالمنطقة إذا تدخّل في سورية:دول من بينها دول الجوار تُسلح الإرهابيين

وضع الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد أمس النقاط على الحروف رداً على محاولات استهداف سورية والنيل منها ومن شعبها، خصوصاً في ظل استمرار الضغوط والمحاولات المشبوهة التي تحاك في الدوائر الغربية.
وبرز تحذير الرئيس السوري من أن أي عمل غربي ضد سورية سيؤدي إلى زلزال من شأنه أن يحرق المنطقة بأسرها.
وقال في مقابلة مع صحيفة "ذي صنداي تلغراف" البريطانية إن سورية اليوم هي مركز المنطقة، إنها الفالق الذي إذا لعبتم به تتسببون بزلزال. هل تريدون رؤية أفغانستان أخرى أو العشرات منها!؟
وأضاف: إن أي مشكلة في سورية ستحرق المنطقة بأسرها، وإذا كان المشروع هو تقسيم سورية، فهذا يعني تقسيم المنطقة برمتها.
وأكد الرئيس الأسد أنه يدرك أن القوى الغربية سوف تكثف الضغوط حتماً على نظامه، لكنه شدد على أن سورية مختلفة كل الاختلاف عن مصر وتونس واليمن، فالتاريخ مختلف والواقع السياسي مختلف.
وأكد أن ما هو مستهدف اليوم في سورية ليس إلا الإرهابيين مشيراً إلى أخطاء من القوى الأمنية حصلت في بداية الحركة الاحتجاجية.
وقال: لدينا عدد ضئيل من رجال الشرطة، وحده الجيش مدرب للتصدي، مضيفاً: إذا أرسلتم جيشكم إلى الشوارع فإن الأمر عينه قد يحدث الآن. نحن نقاتل الإرهابيين فقط، ولهذا السبب خفت المعارك كثيراً. ولفت في هذا السياق، إلى أن هناك دولاً تقف خلف تسليح هؤلاء الإرهابيين، وأن أسلحة تأتي من دول الجوار أيضاً.

وقال أيضاً: نحن لم نسلك مسلك حكومة عنيدة، موضحاً انه بعد ستة أيام من حركة الاحتجاج بدأت الحكومة السورية بالإصلاح، الناس كانوا مشككين بأن الإصلاحات ما هي إلا مهدئ للشعب، ولكن عندما بدأنا الإعلان عن الإصلاحات بدأت المشاكل تتناقص، وهنا بدأ التحول وبدأ الناس يدعمون الحكومة.
وقال: إن وتيرة الإصلاح ليست بطيئة والرؤية يجب أن تكون ناجحة.
الدعم الروسي
وفي حديث آخر لـ"القناة الأولى الروسية" مساء أمس أكد الرئيس السوري بشار الأسد أنه يعول على استمرار الموقف الروسي الداعم لدمشق والداعي إلى المحافظة على استقرار العالم.
واشار إلى أن "سورية تعول على روسيا التي ترتبط معها بعلاقات تاريخية"، مؤكداً "دور روسيا المهم جداً منذ الأيام الأولى للأزمة بحكم التواصل الدائم مع الحكومة الروسية". وأضاف أنه اطلع "الأصدقاء الروس بالتفصيل على مجرى الأحداث".
وشدد الأسد على أن سورية تراهن على دعم روسيا لبلاده، ومساهمتها في تعزيز الاستقرار في العالم.
وأشار الأسد إلى أن روسيا لعبت دوراً مهماً في الساحة الدولية، وهذا بدا واضحاً في استخدام حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي، موضحاً أن هذا الموقف ينطلق من معرفتها بمخاطر التدخل السياسي أو العسكري في الشؤون الداخلية السورية.
اللجنة العربية
في موازاة ذلك عقد في الدوحة أمس، الاجتماع الثاني للجنة الوزارية العربية وحضره من دمشق وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وفيصل المقداد والدكتورة بثينة شعبان والسفير يوسف أحمد.
ومساء علم أن اللجنة اتفقت مع الوفد السوري على ورقة عمل سيعلن عنها اليوم.

الملتقى الحواري الاقتصادي
تزامناً، بدأت صباح أمس أعمال الملتقى الوطني للحوار الاقتصادي في قصر المؤتمرات في دمشق بمشاركة نحو 300 شخصية يمثلون مختلف أطياف المجتمع وهيئاته الاجتماعية والاقتصادية والعلمية وذلك في إطار عملية الإصلاح وتعميق أسس الحوار حول قضايا الشأن الوطني على قاعدة التشاركية والمسؤولية الجماعية وبهدف بلورة رؤية مشتركة حول قضايا الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي.
وقال الدكتور عادل سفر رئيس مجلس الوزراء في كلمة له إن هذا الملتقى يأتي تتويجاً لحوارات واسعة شاركت فيها مختلف الشرائح والفاعليات الاجتماعية والعلمية والاقتصادية في كل المحافظات، مشيراً إلى أهمية المشاركة الجماهيرية والشعبية في معالجة قضايا الشأن الوطني وبلورة رؤية مشتركة تساعد في اعتماد توجهات العملية الإصلاحية التي تقوم الحكومة بتنفيذها تجسيداً لتوجيهات الرئيس بشار الأسد خلال لقائه التوجيهي للحكومة عند بدء تشكيلها .
وأكد سفر أن الإصلاح عملية متكاملة في أبعادها السياسية والإعلامية والقضائية والإدارية، وأن الإصلاح الاقتصادي هو جزء من عملية أشمل تترابط معطياتها وتتواصل حلقاتها كي تحقق الأهداف المطلوبة في جميع القطاعات والمجالات، لافتاً إلى أن هذه العملية تشكل استجابة حقيقية لمتطلبات وطنية واحتياجات داخلية هدفها امتلاك اقتصاد قوي متنوع قادر على المنافسة وتوفير فرص عمل جديدة وتحسين مستوى الحياة المعيشية للمواطنين.
وأشار إلى أن مواجهة التحديات التي أخذت بالانحسار والتراجع بشكل ملحوظ تتطلب من الجميع العمل بروح المسؤولية الوطنية وان وعي الشعب ووحدته الوطنية هما السبيل الأفضل للمضي في عملية البناء والإصلاح لما فيه خير ومصلحة الجميع. 

مسيرة حاشدة في السويداء
وأمس، شهدت محافظة السويداء مسيرة جماهيرية حاشدة في ساحة الشهداء وسط المدينة تعبيراً عن دعمهم لبرنامج الإصلاح الشامل بقيادة الرئيس الأسد وتمسكهم باستقلالية القرار الوطني السوري ورفضهم التدخلات الخارجية بشؤون سورية وإصرارهم على التصدي للمؤامرة التى تستهدف الدور المقاوم لسورية وموقعها الريادي فى المنطقة.
وقدم المشاركون صورة ناصعة للشعب السوري الأصيل ومنعته ضد المؤامرات ووعيه لما يدبر له، ووجهوا التحية للجيش العربي السوري الذي حمى بتضحياته كرامة الوطن وعزته كما أرسلوا بهتافاتهم واللافتات التى رفعوها الشكر لروسيا والصين وجميع الدول الصديقة على مواقفها المساندة لسورية في ما تتعرض له من ضغوط تستهدف أمنها واستقرارها مؤكدين عزمهم على مواصلة العمل والنضال حتى تخرج سورية من الأزمة التي تتعرض لها أكثر منعة وقوة.

جلسة تشريعية
أما على الصعيد المحلي في لبنان فتتجه الأنظار إلى أسبوع جديد قبل عطلة عيد الأضحى حيث يعقد مجلس النواب بعد غد الأربعاء جلسة تشريعية تناقش بنوداً عديدة تتعلق باتفاقيات مشاريع وبعض المسائل المتعلقة برواتب بعض القطاعات ويتوقع أن تشهد الجلسة نقاشاً سياسياً لبعض الاقتراحات.
الحوار
من جهة أخرى، يتوقع أن يزور الرئيس بري هذا الأسبوع قصر بعبدا للتباحث مع رئيس الجمهورية في ما يسعى إليه في المساعدة من أجل استئناف الحوار رغم الردود السلبية التي صدرت عن فريق "14 آذار" مؤكداً أن الحوار لا يخضع للشروط وانه سيساهم مساهمة جادة وفعالة في تعزيز روح الوحدة بين اللبنانيين خصوصاً في مثل هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة والتي يحتاج فيها لبنان أكثر من أي وقت لمثل هذا الحوار.  

السابق
أشباح البعث والمأزق الأميركي
التالي
سيدة الجبل !!؟