مَرّت صناعة السيارات منذ اختراعها بمراحل عدة، وتطورت في العقود الأخيرة تطوّرا عظيما. وكانت السيارات تسير عن طريق حيوانات الجر، إلى أن اخترع العالم الإنكليزي جيمس واط الآلة البخارية عام 1768. وقد مكّن هذا الاختراع من تحريك السيارات آليّا.
وكان العالم الإنكليزي ستيفنسون أوّل من قام بتركيب الآلة البخارية في عربة نقل، وتشغيل أوّل خط حديدي في إنكلترا سنة 1825. فبدأ عصر جديد في هندسة المواصلات. وأثبتت الآلة البخارية صلاحيتها في تشغيل السكك الحديد، ولكنها كانت ثقيلة جدا بالنسبة الى عربات الطرق، فضلا عن أنها كانت تحتاج إلى زمن طويل كي تسخن. ونظرا لتلك الأسباب، لم يُنتج إلّا عدد قليل من مركبات الطرق التي تُدار بالبخار.
عام 1860 اخترع العالم الفرنسي لينوار أوّل محرك احتراق داخلي. بعدها، تطورت السيارات في ألمانيا، حيث اخترع نيكولاس أوجست أوتو سنة 1876 محرك الاحتراق الداخلي رباعي الأشواط. وفي سنة 1882، بدأ كوتليب دايملر
وويلهلم مايباخ في صناعة أوّل محرك صغير يعمل بالبنزين، وقد تم هذا في كانشتات، إحدى ضواحي مدينة شتوتغارت. وفي سنة 1885 صنع كارل بنز أول سيارة في العالم في مدينة مانهايم، وكان إشعال الوقود في محركها يتم كهربائيّا. وأنتج هنري فورد أول سيارة في أميركا سنة 1892، ثم أسّس سنة 1903 مصانعه في مدينة ديترويت. وفي سنة 1897 استطاع ديزل، بعد تجارب استمرت سنوات طوال، من تشغيل محرّكه، وبدأ أبناء آدم أوبل بإنتاج السيارات في مدينة روسلسهايم سنة 1898. وفي سنة 1900، وصل تطوّر السيارة إلى شكلها النمطي الحالي، فالمحرك موضوع في الجزء الأمامي للمركبة ويوجد أمام المحرك الرادياتور. أما العجلات المملوءة بالهواء المضغوط، فقد بدأ استخدامها منذ عام 1898.
