خائف يهدد

لا، ليس كل شيء على ما يرام في ما يتعلق بالحريات وخصوصاً حرية الرأي قولاً وكتابة.
ان تدلي برأي جدي او على سبيل الفكاهة من على شاشة تلفزة او اذاعة، او ان تكتب نقداً ملطفاً لهذا او لذاك فإنك ولا شك معرض للتهديد في اليوم التالي.
التهديد قد يأتيك احياناً ممن كنت تظنه صديقاً لتكتشف لاحقاً انه "مرتبط"، او قد يأتيك من "فاعل خير" يبلغك انه حريص عليك وعلى عائلتك.
ان تكون "معنا او ضدنا" فهي باتت موضة يطالك بعدها التخوين، هكذا مباشرة، وممن؟ من صغار لم يكونوا حين كنا، من توافه لا يعقلون.

يتصل بك هاتفيا من لم تسمع صوته طويلاً او ينتحون بمن يمت اليك بصلة ليبلغوه الرسالة: "قل له، ما له وأولئك الأشرار.. قل له انهم مستاؤون".
وأنت، حين تقول او تكتب تفترض أنك، على طيبة من قلبك، تساهم في تصحيح خطأ او رؤية مغلوطة او على الأقل ملتزم بقناعات فوق الشبهات.
كنت اعتقدت ولا ازال، ان الكلمة اقوى من الهمس في الظلام وان الصراحة افضل من الخبث. سأبقى على ايماني بأن الغلبة ستكون في النهاية للحرية.
وماذا يعني ان يأتيك تهديد من هنا او هناك؟ ماذا يعني ان يحاولوا اخافتك؟ عشنا في ظروف أقسى وأصعب ولم نخف. واجهنا ولم نهرب. ثم أي جرم اقترفنا سوى انهم اضطروا لقراءة بعض الكلمات؟
ان يخاف الانسان فذاك يعني انه بشري ولكن ان يهدد فذاك يعني انه خائف. حين يخاف الجبناء فذاك يعني انهم مذنبون.
  

السابق
كان كتائبي..
التالي
استحقاق جديد !!