مخرج يهودي يلجأ للقرآن للدفاع عن المرأة بفيلم مغربي

 تواجدت المملكة المغربية بقوة على خريطة مهرجان «أبوظبي»، حيث تشهد السينما المغربية في السنوات الاخيرة قفزة نوعية، وقد كتب الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي عن المهرجان وفعالياته قائلا: شاهدت في المهرجان حتى الآن افلاما «موت للبيع» لفوزي بن سعيدي و«أيادي خشنة» لمحمد العسيلي و«النهاية» لهشام العسري و«ليام ليام» لاحمد المعنوني و«نبع النساء» لمخرج فرنسي راديو ميهايليانو، وسبق لهذا الفيلم المشاركة رسميا في مهرجان «كان» في الدورة الاخيرة وهو يقدم في قسم عروض السينما العالمية.
الفيلم مغربي لان المغرب تشارك مع فرنسا وبلجيكا وايطاليا في الانتاج، كما ان الوقائع الدرامية والتصوير تم في المغرب، بالاضافة الى ان المخرج استعان فقط بعدد من الممثلين المغاربة.. «نبع النساء» المقصود هو العين التي تتفجر منها المياه وتحصل من خلالها القرية على شريان الحياة، وهي المهمة التي تتولاها نساء القرية، ولهذا فان عنوان الفيلم الرسمي على «التترات» هو «عين الحياة».

في هذا الفيلم الذي يتعرض للظلم الواقع على النساء وتجري احداثه في احدى قرى شمال افريقيا متاخمة لوسط افريقيا، حرص المخرج على الا يحدد المكان بالضبط، ولكن اللهجة وطقوس الحياة تشير الى ان الفيلم يتعمق في تلك العلاقات المتشابكة التي تجمع اهل القرية المسلمة وكيف ان بعضا من الرجال وخاصة عدد من شيوخ تلك القرية يحملون الاسلام وزر النظرة المتخلفة للنساء التي لا تعبر حقيقة عن الاسلام، وذلك لانهم يرددون دائما آيات مجتزئة من القرآن تدعو المرأة للخضوع لزوجها.

الغريب ان المخرج الفرنسي اليهودي الديانة «راديو ميهايليانو» هو الذي تصدى لتلك القضية الحساسة، وقدم فيلما يستند فيه الى القرآن من خلال الآيات التي تدعو للمساواة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات ولا تفرق بينهما.

وكان المخرج قد حرص على ان يقدم تنويعات للظلم الذي تتعرض له النساء من الرجال، حيث يجبرن على العمل ويتولين مسؤولية جلب الماء من العين، ولهذا حمل الفيلم هذا العنوان «نبع النساء» وتتعدد اوجه الازدراء للمرأة.. مثلا الحقوق الشرعية للرجل يأخذها عنوة من زوجته، ولا يعنيه ان ابنائه في نفس الحجرة يشاهدون ويسمعون.
 

السابق
هتلر لم ينتحر وعاش في الأرجنتين حتى وفاته عام 1962
التالي
انقاذ كلاب لمنع تحويلها أطباقا في لمطاعم