المركزية: تقاطع التحذيرات الدبلوماسية مع “الخروقات” يعزز الهواجس

 لم تفلح الإيضاحات الصادرة عن مراجع سياسية ودبلوماسية وأمنية في تبديد الهواجس التي اعترت اللبنانيين جرّاء التحذيرات التي وجهتها سفارات دول أجنبية عدة الى رعاياها في لبنان والمتضمنة تحذيرات من التوجه الى مناطق لبنانية محددة وحصر تنقلاتهم. وعلى رغم الإعلام مراراً وتكراراً أن التنبيه هو إجراء روتيني وليس جديداً، وهو مبنيّ على معلومات أو معطيات امنية استوجبت اتخاذه، الا ان الجو اللبناني العام على مستوى الأمن، في ضوء الخروقات المتكررة ومجموعة الحوادث والإشكالات في المناطق، تعززت الشكوك المتنامية في إمكان حصول هزات قد تصيب الساحة الداخلية المشرعة على ترددات الفوضى العارمة في المنطقة، خصوصاً في سوريا وارتفاع منسوب القلق ولا سيما في ضفة المعارضة التي أعربت لـ"المركزية" عن قلقها جرّاء الحوادث المتجمعة في المناطق وأبعادها الخطيرة، إذ أن التمعن في قراءة أبعادها ومضامينها يفضي الى نتيجة واحدة تؤشر الى ان كل خرق على حدة يحمل في طياته رسائل من النظام السوري الى الجهات الإقليمية المعنية بأوضاع المنطقة "فاللبيب من الاشارة يفهم".

وفي هذا المجال، علمت "المركزية" من مصادر سياسية جنوبية أن الأجهزة الأمنية اللبنانية أخذت علماً بالتحذير الذي قدّمته سفارة دول أوروبية في لبنان لرعاياها من التوجه الى مدينة صيدا وادراجها مدينتي صيدا وطرابلس ضمن المناطق التي نصحت بتجنب التوجه إليهما في ظل الاضطرابات في سوريا وعلى الحدود اللبنانية – السورية، وخوفاً من تعرضهم للخطف على غرار ما جرى مع الاستونيين السبعة في البقاع وعلى خلفية احتدام السجال وشد الحبال على محور المحكمة الدولية.

الا ان المصادر ذكرت ان التحذيرات الدبلوماسية لا ترقى الى مستوى الخطر بعد الحوادث الأخيرة بدءاً من خطف الأستونيين السبعة في البقاع مروراً بالهجومين اللذين تعرضت لهما قوات "اليونيفيل" على طريق صيدا وصولاً الى الحديث عن تهديدات لمنظمة الأسكوا بالتعرض لمقرها في وسط بيروت.

وليس بعيداً، وفيما تحولت الخروقات السورية للحدود البقاعية نمطاً شبه يومي توازياً مع مضاعفات مواقف السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي في شأن المعلومات التي أدلى بها مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي امام لجنة حقوق الانسان النيابية عن خطف شبلي العيسمي، دعت مصادر أمنية معنية عبر "المركزية" الى ابعاد الملف عن التجاذب السياسي وزواريب التوظيفات للمصالح الخاصة، وأكدت أن الأمر يعالج ضمن القنوات الرسمية والجهات المعنية بين البلدين وفق المقتضى.

وفي سياق متصل، أكدت مصادر واسعة الإطلاع لـ"المركزية" أن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الداخلية العميد مروان شربل يولون ملف الأمن عناية بالغة وهم أوعزوا إلى الجهات المختصة بضرورة مواجهة أي خلل أمني بحزم واصدروا تعليماتهم لمن يلزم في هذا المجال لإجراء المقتضى، ونقل بعض زوار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عنه تأكيده ضرورة توفر مستلزمات الاستقرار الأمني كافة واهتمامه البالغ بكل مفاصل الوضع الأمني خشية تفلت الأمور من عقالها واتجاهها نحو الفتنة.
 

السابق
القوات اللبنانية: سنتقدم بدعوى افتراء بحق محطة المنار
التالي
كرم: كلام قاسم وجهة نظر “حزب الله” وريفي يزعزع الحكومة