مصر المحروسة

حين نزلت الجماهير الى ميدان التحرير في القاهرة تسمّر العرب أمام شاشات التلفزة.
أكاد أقسم انني كنت واحداً ممن كانوا يتابعون ما يجري هناك بمعدل عشر ساعات يومياً ما بين التلفزيون والقراءة.
وحتى بعد نجاح الثورة، بقيت متابعاً للندوات التلفزيونية وللمقالات والأبحاث ذات الطابع الصحافي.
كانت مصر تمثل بالنسبة لنا، نحن جيل الستينات، قِبلة الثورة والثوار حتى إن بعضنا يندفع الى القول إنه لم يزل يستمع أحياناً الى خطابات عبد الناصر.
فرحنا بالثورة الأولى العام 1952 ثم فرحنا أكثر بالثورة الثانية هذا العام، لكننا ومنذ فترة صرنا نميل الى القلق.

طبعاً كنا نعرف ان الثورة في دائرة الخطر، فهناك الى جماعة النظام البائد، العدو الأساسي إسرائيل وهناك قناة السويس ومصالح الدنيا.
بعضنا كان يدعو الى التنبه للمخاطر الداخلية، ومنها مشكلة التيارات السلفية المتشددة، ومنها ما كان جمراً تحت الرماد أعني بها قضية الأقباط.
ومع ذلك حين تحدث الينا صديقنا المصري الذي جاء إلينا، قال لنا ألا نخاف. وقال إن الثورة ستتجاوز هذه المحن.
في تونس ثمة مشاكل تواجه الثورة، وفي ليبيا يستمر القتل، وفي اليمن يرفض الرئيس التنحي، وفي مصر ثمة مخاوف من ثورة مضادة.
يقول بعض المشككين إن الأمبريالية وراء هذه الثورات، ويقول آخر إنهم التيارات السلفية الخ.
نحن نؤمن بأن الشعوب العربية ستتغلب على الاستبداد من أي جهة كان وبأنّ الثورة ستنتصر حتماً.
  

السابق
هبة إيطالية لمدارس رامية و مروحين
التالي
دوفريج: ذاهبون الى مرحلة صعبة بسبب الجدل حول مشروع زيادة الاجور