إتحاد كلّ الأوهام

تصعيد، مواقف نارية، معارك دونكيشوتية و عرض عضلات، هذه هي حال الإتحاد العمالي الخاص، عفوا” العام إسميا منذ إلياس بو رزق حتى المنصور بقوة شعبه غسان غصن، تسجيل إنتصارات لم يشهد لها اي حزب في العالم مثيل حتى أصبح العامل اللبناني أمبراطورا” بمدى الحقوق التي استطاع غصن إنتزاعها له، يعاونه بسام طليس و أبو علي نجدي. الإتحادييون كما و في ما لا شك فيه،

ان لغصن الفضل في جمع الحكايا لأطفالي و أحفادي بعد عمر طويل، فلا داعي أن أحكي لهم عن طانيوس شاهين و ثورة الفلاّحين، سأحكي لهم عن الشرس العنيد، غسان غصن الذي حمل لواء العمل فإنتصر و حفر إسمه على قلوبهم و جباه الساسة اللبنانيين، تخيلوا لو أنه خاض معارك السياسة ليس فقط المطالب الإجتماعية، أما كنّا دولة نووية؟

لم ينسى الغصن أنه جزء من شجرة الفقراء فما باع نفسه و كان و لا يزال واحدا” منهم يتشاركهم آلامهم و أوجاعهم و لياليهم الجائعة، يحارب اليوم لزيادة الاجور و يقدّم الحلول، فلا يرضى زيادة في الضرائب، بل يعطي البديل بضرائب على الربح العقاري و المصرفي، لأنهما ليسا نشاطتين إقتصاديين…بل ربح صرف…
 
 
أو أنه لم يلحس إصبعه عقاريا”. و في حين أقوم بكتابة هذه التدوينة، يدأب الغصن و معاونوه على التحضير و الإستعداد لإضراب شامل يترافق مع مظاهرة مليونية تطالب بما تبقى من حقوق العامل و لم يستحصل عليه الغصن بعد، طبع شعارات، صور، مناشير، حملات تجييش في صفوف العمّال، العشرون ألف طالب الباحثين عن العمل باشروا بتحضير سيرهم الذاتية، حضّروا أنفسهم لغزو سوق العمل قريبا”، لما يقبض النائب و يعيش الشاب بطالته؟ لم يبعد اللبناني و يوظف الأجنبي؟ هو الإتحاد العمالي.. امل المستضعفين..

لم يغب عن بال الغسّان أن لا سياسة إجتماعية حقيقية تبدأ بالخدمات الصحية و لا تنتهي عند تغطية كل إحتياجات المواطن الذي أضحى يتمنى لو أنه كلب في بلاد الإسكندنافيين و زبّالا” في نيويورك، بل سيحارب للتمسك بها كحقّ أولا” و واجب على الدولة ثانيا” لتعيد الإنتعاش إلى السوق الإفتصادي اللبناني، يعني…

سيكون الغصن سرّ إنتعاش السوق و نضارة عملته. كيف بنا ننسى أنه من إنتزع و أصدقائه طليس و النجدي 12 تنكة بنزين و نصف للسائقين ؟ و هدد مرتين بالإضراب، حتى مطلبه أصاب! و ها هو يتجه لإنصاف الباقين و دعمهم، هو صاحب الصرخة في وجه دولة لا تعير للمواطن أي أهمية و لا إعتبار، لا تراه حتى غير ورقة مساومة في صندوق إقتراع و بنك يسحب منه مال الضرائب في كل حين، هو من سينصر الجميع، هو الغصن..

غسان غصن إتحاد كلّ الأوهام هو ما جمعته أنا فوق، لا أوهام فقط، بل أضغاث أحلام، صورة وردية ترسم لإنسان جشع يختصر بشخصه و طاقمه أبرز المجرمين بحق العمّال، من أضاع حقوقهم و ساوم عليها، من لا يفوت فرصة على نفسه بدون قضم ما تبقى من حقوقهم و نهش أجسادهم النحيلة رغبة في مكسب إضافي، ليس الغصن إلا وجه العملة الآخر، شبيه الدولة في فسادها و ربيب الساسة النصّابين، فهل يؤّمن الفقير سارقه؟ أم يأمن شرّه؟ الحل يبدأ.. بقصّ هذا الغصن عن شجرة العمال.. 

السابق
مشهدان في الحكومة أَم توزيع أدوار؟
التالي
ريفي في اجتماع لجنة حقوق الإنسان: العيسمي وآل جاسم خطفوا بسيارة السفارة السورية