ديبلوماسي أوروبي: لبنان في عين العاصفة وواشنطن تريده جبهة متقدمة للمعارضة السورية ضد النظام

اعتبر ديبلوماسي أوروبي في بيروت ان لبنان دخل في عين العاصفة والمرحلة المقبلة التي يمر بها محفوفة بالمخاطر ومفتوحة على كل الاحتمالات. وذلك على خلفية ارتفاع منسوب السخونة في الساحة السورية اللصيقة بلبنان، حيث الوضع الداخلي لن يكون بمنأى عن تداعياتها.

وأوضح هذا الديبلوماسي ان لبنان كان بالأمس القريب بالكاد على أجندة الإدارة الأميركية لكنه اليوم في أعقاب تشكيل المجلس الوطني السوري وتصاعد الاحتجاجات الشعبية، بات تحت المجهر، والسبب ليس فقط العلاقة الثلاثية التحالفية بين النظام السوري وإيران وحزب الله ولا إسرائيل التي تشكل عنصرا رئيسيا في السياسة الأميركية المحلية والإقليمية والدولية، إنما السبب هو الجغرافيا السياسية التي تجعل من لبنان بنوعية حكومته اليوم رئة للنظام في دمشق ولإيران.

وأشار هذا الديبلوماسي الى ان الإدارة الأميركية قد أقرت أخيرا انه مهما فرضت ثنائيا او جماعيا عبر الأمم المتحدة من عقوبات على رموز النظام في دمشق وطهران، فمعظم ذلك لن يجدي مادام للنظامين رئتان يتنفسان من خلالهما عبر لبنان. وبالتالي أقرت هذه الإدارة ان لبنان هو العنصر الحاسم في إتمام المهمة ـ مهمة إغلاق أنابيب الأوكسجين الى الرئتين في دمشق وطهران، وهذا يتطلب إجراءات عبر عقوبات لا تنحصر في سورية وإيران وإنما تمتد الى أركان الحكم في لبنان.

وفي اعتقاد هذا الديبلوماسي ان الإدارة الأميركية لا تريد تكرار النموذج الليبي في سورية عبر عمليات قصف جوي يقوم بها حلف الناتو، وهي تخشى حتى دورا غير مباشر للحلف فهي لا تريد «الأحذية العسكرية» الأميركية على الأرض، لاسيما في مرحلة انتخابية، ولذلك فإن سد الرئتين للنظامين السوري والإيراني مغر جدا، لاسيما انه ينجز أمرين آخرين معا هما: تضييق الخناق على حزب الله وإفساح فرصة تنفس طبيعي للبنان.

وتحدث هذا الديبلوماسي عن عزم واشنطن تحويل دول الجوار لسورية الى منابر وجبهات تدعم الانتفاضة السورية وتزيد من فاعلية العزلة الإقليمية والدولية المفروضة على النظام.

وقد استجابت تركيا وباشرت بتنفيذ سلسلة من الإجراءات الآيلة لاحكام العزلة والتطلع نحو خطوات عملانية جديدة تربك النظام، وان ضغوطا تمارس كي يحذو كل من الأردن ولبنان حذو أنقرة، على هذا الصعيد.  

السابق
يوم طبي لـجمعية أغصان” والليونز في دير ميماس
التالي
سيدي البطريرك