بلدة قانا احيت ذكرى اسبوع المغترب

أحيت بلدة قانا والجالية اللبنانية في ساحل العاج ذكرى أسبوع المغترب الحاج كامل حسن دخل الله في احتفال اقيم في حسينية البلدة، حضره النواب علي خريس، نواف الموسوي وعبد المجيد صالح، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب بلال شرارة، مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبد الله، راعي ابرشية صور المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج، رئيس الجالية اللبنانية في ساحل العاج نجيب زهر، رئيس بلدية قانا محمد عطية، قيادتا حركة "امل" و"حزب الله"، شخصيات سياسية، حزبية، عسكرية، اجتماعية، روحية، اغترابية وحشد كبير من أبناء البلدة والجوار.

بدا الحفل بآيات من القرآن الكريم ومجلس عزاء حسيني. ثم ألقى عطية كلمة أعلن فيها تسمية شارع باسم كامل دخل الله. وقال: "ان قانا والجنوب تفتقد لرجل الخير والمعطاء الذي عمل في بلاد الاغتراب لإعلاء شأن بلدته ومساعدتهم".

زهر

ثم، تحدث زهر فقال: "ان الجالية اللبنانية في ساحل العاج والمجلس القاري الإفريقي للجامعة الثقافية في العالم تفتقد رجلا كان يعطي دون ان يأخذ. باسم الاغتراب اللبناني والجالية اللبنانية الحزينة في ساحل العاج على فقيدها كامل دخل لله انقل تعازي الرئيس العالمي للمغتربين احمد ناصر، كما احيي هذه البلدة الخالدة في تاريخها وشهدائها وعلمائها التي أنجبت للوطن وللاغتراب رجالا نعتز بهم أمثال المرحوم كامل دخل الله".

شرارة

والقى شرارة كلمة رثى فيها صديقه الراحل دخل الله، وقال: "احب الجنوب والوطن فكان مقاوما من اجل كرامة الانسان والعيش الكريم، مد يده للجميع فكان حارسا لابناء الجالية في ساحل العاج، واليوم نفتقده وفي القلب غصة وفي العين دمعة، كان همه الاول لبنان والجنوب وقانا. لقد عمل من اجل بلده بكل إخلاص فصال وجال في بلاد الاغتراب ووراء البحار لعله يعطي لهذا الوطن ما يريد".

عبدالله

والقى المفتي عبد الله كلمة اشاد فيها بمزايا الرحل دخل الله، حيث "كان جسرا بين لبنان المقيم ولبنان المغترب، وحمل هم بلاده على ظهره ابان العدوان الإسرائيلي على لبنان والجنوب وقانا، فكان مثالا يحتذى به".

خريس

ثم تحدث خريس فقال: "ان الراحل دخل الله كان كبيرا في عمله وجهده وفي تواصله مع الاخرين. وكان إيمانه بوطنه كبير فعمل من اجل رفع شأن بلده في الخارج، فكان مغتربا مضحيا في خدمة الوطن والجنوب والانسان"، وسأل: "أين دور الدولة في دعم المغتربين فالدولة حتما مقصرة تقصيرا كبيرا تجاه هؤلاء المغتربين الذين يحملون دمهم على اكفافهم، من اجل الحياة والبناء والعطاء"، وقال: "ان المغترب له دور فاعل ومؤثر في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية على المستوى الوطني".

وقال: "يجب ان يكون هناك وزارة للمغتربين ترعى شؤونهم في الخارج وتواكبهم، وهذا حق لهم، فالدولة مقصرة في هذا الموضوع، لم تلتفت لهذا الأمر لا من بعيد ولا من قريب"، وأشار الى "ان هذا المغترب هو الأساس في عملية التحرير والبناء والمساهمة في تحرير ارضنا من العدو الإسرائيلي".

وقال: "نحن اليوم نعيش في وطن يجب ان نؤكد على العناوين الأساسية والرئيسية، على ان صيغة العيش المشترك يجب ان تحمى وان نحافظ عليها".

ودعا خريس الى "ضرورة الجلوس على طاولة الحوار واهميتها، لتكون طاولة واحدة لنتفق على مستقبل لبنان، ونتفق على كيفية بناء الدولة والمؤسسات بدلا من ان نتخاطب ونتراشق عبر الإعلام بلغة التخاطب المتشجن الطائفي، فعلينا الابتعاد عن أسلوب التخاطب الطائفية والمذهبي الذي لا يقرب الناس بل يبعدهم، هذا الخطاب البعيد عن القيم والمبادئ والأخلاق الذي يفرق بين اللبنانيين ولا يجمع بينهم، لذلك دعوتنا اليوم الى الحوار وضرورة الحوار".

وقال: "ان الخيار هي المقاومة في مواجهة العدو الإسرائيلي، وهذا ما قاله الرئيس بري في المؤتمر الإسلامي في طهران، عندما قال ان المقاومة ضرورة يجب ان تبقى وتستمر لكي نستطيع ان نحرر جميع الاراضي التي تحتلها اسرائيل، محذرا من العدو الإسرائيلي وإطماعه".

الموسوي

بدوره، اكد الموسوي "وجود الإرادة الوطنية لتجنيب الاغتراب اللبناني الصراع السياسي الحاد الخارج عن الضوابط الوطنية"، مشيرا الى "انه ثمة من ينقل المعركة السياسية القائمة في لبنان الى الخارج، وثمة من في لبنان تخطى الخط الأحمر اللبناني الوطني فبات يتواطأ مع جهات خارجية تستهدف شرائح لبنانية يتواطأ معها في خوضه في صراعه السياسي الداخلي"، وقال: "ان خوض الصراع السياسي في لبنان هو أمر مشروع ومفهوم، ولكن نقل الصراع الى الخارج فهو أمر يجعل الخطر محيطا ومحدقا لا بهذه الشريحة أو تلك من الاغتراب، وإنما الاغتراب بأسره الأمر الذي ينعكس تماما ومباشرة على الوطن الام، لان لبنان يحيا بجناحية المقيم والمغترب".

ودعا الى "ان نبادر الى الخطوات اللازمة لحماية المغتربين لان في ذلك حماية للبنان".

وأشار الى "ان هناك مؤامرات مختلفة تعمد من خلال دول وأوساط إسرائيلية وصهيونية تحاك ضد مغتربينا لينالوا منهم، لا بد من ان نرى وبوجه عاجل حركة دبلوماسية مكثفة على صعد مختلفة من اجل حماية هذا الاغتراب"، وذكر بما حدث في ابيدجان، وقال: "دعونا حين ذاك ان تكون كل الجاليات الاغترابية اللبنانية تحت نظر الدولة اللبنانية بحيث تكون المؤسسات الأمنية والعسكرية اللبنانية مخولة من اجل الصلاحيات والمعطيات والمعلومات للتدخل لحماية المغتربين اذا حصل طارىء، فهل بادرت الجهات المعنية الى إجراء المسح اللازم لأبنائنا في الاغتراب كي تكون اجهزتنا مستعدة لاي طارئ؟ وهل ان مؤسساتنا الدبلوماسية وضعت تصورا مسبقا حول الاخطار التي تتهدد هذه الجالية او تلك في بلاد الاغتراب، فوضعت في المقابل خطة استباقية وقائية لمواجهة المخاطر واحتواء التهديدات والتعامل معها؟ نحن نذكر مجددا بوجوب العمل الاستباقي لحماية الاغتراب اللبناني من حيث التخطيط والاستعداد والجهوزية بدلا من ان ننتظر في كل مرة كارثة او مشكلة لكي نستيقظ على الآم اللبنانيين ومن ثم نهتم بها".

ودعا الى "حماية الاغتراب اللبناني من خلال إشراكه في الحياة الاقتصادية الوطنية"، وقال: "لا شك في ان اشتراكه في الحياة السياسية امر هام، لكن لا يجوز ان تكون العلاقة مع الاغتراب قائمة على التطوع والتبرع فحسب، بل ينبغي توفير القاعدة التشريعية والمراسيم التطبيقية التي تخول المغتربين استثمار أموالهم على نحو آمن ومثمر في وطنهم لبنان. والجهة الأخرى هو ان هذا الوطن بحاجة الى جناحه المغترب لا في التحويلات المالية التي تحل جزء من المشكلة الاقتصادية الاجتماعية، وانما نتطلع الى ان يستثمر المغتربون في لبنان مشاريع مختلفة"، وقال: "ان لبنان بحاجة لاستثمارات شتى ان كان في مجال انتاج الطاقة الكهربائية او في مجال الموارد المائية او مستقبلا في المشاريع التي يمكن ان نراها، من إقامة اهراءات للقمح ومطحنة في الجنوب او تحويل مرفأ الناقورة الى مرفأ للترانزيت وغيرها من المشاريع"، لافتا الى "ان لبنان الذي يعاني من مشكلة اقتصادية واجتماعية في إمكانه ان يستفيد من المال الاغترابي استثمارا بدلا من ان يكون تحت رحمة الصناديق سواء اكانت عربية او دولية لانها تكبل أيدي لبنان الرسمي والشعبي ببنود سياسية، فلا يتحرك هذا المشروع الإنمائي إلا إذا رضي القائمون على الصندوق".

وقال: "ان لبنان يعاني الان من ان ثمة قطاعات مختلفة تطالب بحقوق مشروعة ان على صعيد إعادة النظر في الحد الأدنى للأجور او سلسلة الرواتب للقطاعات التعليمية ألاساسية في لبنان، فاننا اذ نقدر مشروعية هذه الحقوق والمطالب، كما اننا نقدر ايضا ان الحكومة القائمة تعكس ارادة شعبية حقيقية تمثل ارادة الطبقات على اختلافها من الطبقات الفقيرة الى الطبقات الميسورة، ولذلك ان السبيل الى حل المشاكل التي تحول دون تحقيق المطالب التي يطالب بها المنضوون في القطاعات المختلفة هو الحوار الجاد والمثمر والسريع النتائج بين الحكومة وممثلي القطاعات".

دخل الله

وشكر حيدر دخل الله جميع الذين واسوا العائلة بمصابها، وخص بالشكر رئيس مجلس النواب نبيه بري، الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، قيادتي حركة "أمل" و"حزب الله" ووزراءهم ونوابهم، رئيس بلدية قانا المحامي محمد جميل عطية، مختار البلدة علي بهيج عطية، شخصيات سياسية، اجتماعية، حزبية، روحية، بلدية واختيارية، رجال اعمال، مغتربين واهالي البلدة والجوار وكل من واسى العائلة بمصابها.
  

السابق
محاولة أميركية لإغراق طلب فلسطين في بحر من العوائق القانونية والسياسية
التالي
كيف ولماذا هدّد ميقاتي بالاستقالة؟