لانني شيعي انا ضد الانظمة… لانني مقاوم انا مع الشعوب

مذ كنت صغيرا لم اتعلم من اسماء شهور السنة الهجرية الا {محرم} اما {رمضان}فشرط التعرف عليه هو ان ندخل سن التكليف لذا فقد اختصر بالنسبة لي وللفتية من اقربائي حينها فقط بيوم العيد..عكس محرم الحرام لان واقعة الطف فيه ..تربيتنا ان نتفاعل معه ..ان نعيشه..ان نحياه حتى من قبل تعلمنا للنطق..وهذا ما نشاهده حتى الان في المجالس والمسيرات الحسينية كل عام حيث تتوشح الاطفال بالسواد ..وتعصب جباههم بالشعارات ..وكثير منهم يلطمون صدورهم من دون ان يدرون ماذا يفعلون ..حتى اذا ما كبرناوتعرفناعلى جوهر المناسبة والتي تختصربكل ادبياتهاوشعاراتهاواحداثهاوحزنها ومأساتها وعظيم تضحيات ابطالها تختصر جميعها برفض الظلم ومبايعته..وبنصرة المظلوم ورفع الضيم عنه ..وبالتالي طلب الاصلاح في الامة ..هذا بغض النظر عن اي اعتبارات وبدون الالتفات الى خصوصية الظالم وهوية المظلوم فضلا عن حسابات الخسارة والمصلحة وحجم التضحيات ..

من هنا فانني اعتقد وعلى ضوء ما تمر به منطقتنا العربية من صراع حقيقي بين الانظمة المستبدة الطاغية(التي تطحن حتى عظام حلفائها)وشعوب طامحة لنيل حريتها ..

فان الموقف الشيعي {الرسمي}هو خارج عن سياقه التاريخي بل ويتعرض الى عملية انحراف منهجي وهذه ليست سابقة ولا المرة الاولى فقد تعرض التوجه الشيعي قبلا لنفس هذا التشويه ..وهنا استحضر مقولة للشهيد المفكر الدكتور علي شريعتي منتقدا المرحلة الصفوية والانحرافات التي ادخلت على التشيع في تلك الاونة فيقول :(ان الشيعي صاحب العواطف الجياشة والقلب الرقيق والمشاعر الثورية الانتقامية والذي يندب حظه ليل نهار ويقول :يا ليتنا كنا معكم فنفوذ فوزا عظيما ..سوف ينهض هذا الشيعي ساخطا على الجور والظلم وغصب الحق وسفك الدماء ..ويثور ويأجج الغضب في روحه وكيانه ويسترخص نفسه ويشهر سيفه عاليا ليضرب بكل صلابة وعنف رأسه..).

والاشكالية كانت حينها هي مجردالسكوت عن الاستبداد والجورحيث ضرب الرأس ~~~~~~~~~~~

وقد تحول للاسف الموقف الشيعي الى رافعة وداعم اساسي لهذا الاستبداد تحت عناوين ما انزل الله بها من سلطان بل ومناهض لحركة الشعوب في اماكن…والى مجرد موقف اقرب للقبلي منه الى المبدئي في اماكن اخرى…ومن المحزن المبكيفي هذا السياق ..ان الشيعة في ايامنا للذين تحولوا بمقاوتهم الشريفة ضد المحتل ولاكثر من ثلاث عقود..اي اهم ~~~تحرر وكادوا ان ~~~~~~

يقتدى به لمظلومي العالم وهذا كله بفضل وبركة عاشوراء..نشاهد اليوم ان اعلام هذه المقاومة تحرق وتداس تحت اقدام طالبي الحرية!!!

افلا يستدعي هذا التحول الخطير الى وقفة ومن ثم الى اعادة نظر بالتموضع الغريب الذي نؤخذ اليه …

من هنا فانا اعلن وباسم كثيرين ممن اعرفهم وكثيرين لا اعرفهم انني كشيعي وكمقاوم سابق انني الى جانب حركة الشعوب المطالبة بالحرية اينما كانو ..اشد على اياديهم ..اترحم على شهدائهم وادعوا بالفرج عن اسراهم ..واقول لهم :يا ايتها الشعوب المنتفضة ان النصر سيكون حليفكم ..وان الاستبداد الى زوال….

عماد قميحة

السابق
الأسد: إذا هوجمت سوريا لن أحتاج أكثر من ست ساعـــات لإشعال المنطقة
التالي
“14 آذار”: حان الوقت لحسـم سـداد لبـنان حصتـــه