دين الاستبداد

منذ عشرات السنين يتعرض المسيحيون في الشرق الأوسط تحديداً لضغوط قاسية ساهمت التيارات المتشددة في تعقيدها.
لنا أن نذكر هنا بضع دول عربية تحديداً ولكن ذلك لا يمكن أن ينسينا الظلم الذي لحق بشعب بكامله، بمسلميه و مسيحييه، نعني به الشعب الفلسطيني.

المدخل الى الموضوع يبدو مناسباً للتساؤل عمن قد يتذكر أي موقف كان للفاتيكان من هذه المسألة، لا بل قد لا ينسى أحد أن أحد باباوات الفاتيكان أعطى براءة ذمة لليهود في فلسطين وفي التاريخ الحديث.
الموضوع شائك الى حدود كبيرة لذا سيكون النقاش فيه معقداً ومفتوحاً على تساؤلات كبيرة تطال جوهر الدين الذي قام أساساً ثورة على الظلم وتأسيساً للتسامح والمحبة.

من هذه التساؤلات مثلاً: أيهما الأهم، معيشة الأقليات تحت حكم جائر والسكوت عنه، أم التمسك بالمبادئ التي دفعت بالسيد المسيح الى التضحية بنفسه؟
ربما اعتقد البعض أنه بالإمكان الجمع بين هذا وذاك ولكن مثل هذا الموقف لن يكون أبعد من كونه منحازاً الى اللاعدالة.
يعتقد كثيرون أن الفاتيكان ليس بعيداً عن المواقف الأخيرة التي أطلقها البطريرك بشارة الراعي وربما كان يباركها، وهذا شأنه.

ولكن كثيرين يرون أن سكوت الفاتيكان عن القهر الذي تمارسه إسرائيل في حق المسلمين والمسيحيين، سبب أساسي من أسباب المشكلة.
ليس التطرّف الإسلامي مقبولاً في أي حال، ولن يرضى أي عاقل باضطهاد أخيه مهما كانت ديانته وفي هذا تستوي النظرة بعينين اثنين لا بعين واحدة.
للمحتفلين بمواقف الراعي نقول: إصبروا، فالرجل لن يسكت طويلاً عن الاستبداد.
  

السابق
اللواء: وزراء عون يثيرون غداً تأخير التعيينات المسيحية
التالي
النهار: تعيين رئيس الجامعة غداً في مجلس الوزراء