الوكالة اليهودية.. أساس قيام دولة العدو

آخر طلة إعلامية لها كانت، حين أعلنت عن استقدامها حوالى 22 ألف مستوطن إلى فلسطين خلال العام الماضي، من دول الإتحاد السوفياتي سابقاً، وأميركا اللاتينية، بالإضافة إلى دول أوروبا، بينما وصل نحو2.780 مهاجراً من أثيوبيا، ووصلت نسبة الشباب المستَقدَمين إلى فلسطين حوالى 62٪.، ومن المخطط له، أن تستقدم الوكالة اليهودية أيضاً ما يقارب 200 ألف يهودي قبل نهاية العام الجاري.

رئيس الوكالة نتان شيرانسكي صرح الشهر الماضي: «أن اختيار آلاف المهاجرين لبناء بيوت في «إسرائيل»، هو التعبير الحقيقي لتضامن يهود الشتات مع المجتمع الإسرائيلي«.
فما هي هذه الوكالة التي تعمل بجهد الليل والنهار لتحقيق الحلم الصهيوني الكبير؟

الوكالة اليهودية، هي إحدى المنظمات الصهيونية والتي لعبت الدور الأهم في تشجيع الهجرة واستيعاب المهاجرين اليهود داخل فلسطين منذ قرن تقريباً، الأمر الذي مكن للدولة الصهيونية حينما أعلن عن قيامها عام 1948. وتعتبر الوكالة اليهودية القاعدة الأساسية لـ«إسرائيل»، ومصدر قوتها بمواجهة الأحداث والمصائب التي تواجهها، هذا فضلاً عن الدور الذي تلعبه هذه الوكالة في الانتخابات الأميركية والكونغرس الأميركي، أي بمعنى آخر لها الفضل في توجيه السياسة الأميركية لصالح «إسرائيل».

النشأة
أنشئت الوكالة اليهودية في فلسطين عام 1922 استناداً إلى المادة الرابعة من صك «الانتداب» البريطاني الذي أدمج فيه وعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، مؤسس هذه الوكالة هو حاييم وايزمان.
وقد نصت المادة المذكورة من صك الانتداب على «أن وكالة يهودية مناسبة سوف يعترف بها كهيئة استشارية لإدارة فلسطين، والتعاون معها في المسائل الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، مما قد يؤثر في إقامة وطن قومي يهودي وحماية مصالح السكان اليهود في فلسطين».
وكانت المنظمة الصهيونية العالمية تقوم بهذا الدور في الفترة من 1922 – 1929. وفي عام 1929 قرر المؤتمر الصهيوني السادس عشر إشراك عناصر يهودية صهيونية في الوكالة اليهودية.
وعلى هذا الأساس تشكلت منذ ذلك الحين أجهزة خاصة للوكالة اليهودية في فلسطين، وأصبحت هذه الوكالة والمنظمة الصهيونية العالمية هيئتين منفصلتين من الناحية الشكلية رغم أن لهما رئيسا واحدا. أما السيطرة الفعلية في الوكالة فظلت في أيدي المنظمة الصهيونية العالمية.

الأهداف
حدد المؤتمر الصهيوني السادس عشر أهداف الوكالة اليهودية في النقاط التالية:
1. تطوير حجم الهجرة اليهودية إلى فلسطين بصورة متزايدة.
2. شراء الأراضي في فلسطين كملكية يهودية عامة.
3. تشجيع الاستيطان الزراعي المبني على العمل اليهودي.
4. نشر اللغة والتراث العبريين في فلسطين.

أسلوب العمل
تدير الوكالة أعمالها ونشاطها من خلال عدد من الدوائر يتولى رئاسة كل منها عضو أو أكثر من أعضاء اللجنة التنفيذية في الوكالة. وأهم هذه الدوائر دائرة الهجرة واستيعاب المهاجرين، ودائرة هجرة الشباب، ودائرة الاستيطان الزراعي، ودائرة الشبيبة والطلائع، ودائرة التنظيم والمعلومات، ودائرة التربية والتعليم، ودائرة الثقافة اليهودية في المهجر. ولها مكاتب وبعثات في جميع أنحاء العالم التي تضم جاليات يهودية.

اللجنة التنفيذية
أعيد توحيد اللجنتين التنفيذيتين للوكالة اليهودية والمنظمة الصهيونية، فأصبحتا هيئة واحدة تعرف باسم "المنظمة الصهيونية العالمية – الوكالة اليهودية"، وظل هذا الوضع قائما حتى عام 1971 فتقرر فصل الوكالة عن المنظمة ثانية، وأصبح 50% من أعضاء الأجهزة القيادية للوكالة اليهودية، وهي الجمعية التأسيسية ومجلس الأمناء واللجنة التنفيذية يعينون من قبل المنظمة الصهيونية العالمية. أما الباقون فيمثلون الأجهزة اليهودية العاملة في الجباية بنسبة 30% للنداء اليهودي الموحد في الولايات المتحدة و20% للأجهزة العاملة في الجباية اليهودية في سائر أنحاء العالم.
ويترأس اللجنتين التنفيذيتين للوكالة اليهودية والصهيونية العالمية الرئيس نفسه.

في ظل الاحتلال البريطاني
كانت الوكالة اليهودية خلال فترة الاحتلال البريطاني أشبه بالحكومة للمستوطنين اليهود في فلسطين. وعملت تحت حمايته على إنشاء الوطن القومي لهم.
كما كان لها لجنتان تنفيذيتان، مقر الأولى في القدس، ومهمتها تنظيم حركة الهجرة اليهودية إلى فلسطين، واستيعاب المهاجرين الجدد ومتابعة عمليات الاستيطان اليهودي وتجذره، إضافة إلى الإشراف على عصابات مسلحة (الهاغاناه).
أما اللجنة الثانية فمكان مقرها لندن، وكانت أشبه بسفارة للحركة الصهيونية في العاصمة البريطانية، وبعد الحرب العالمية الثانية ظهر فرع أميركي للجنة التنفيذية للوكالة اليهودية في نيويورك.

الوكالة بعد قيام دولة العدو
بعد قيام دولة الكيان الصهيوني عام 1948 تحولت معظم الاختصاصات التي كانت تمارسها الوكالة اليهودية والمنظمة الصهيونية العالمية إلى الحكومة الصهيونية. وتكرس الفصل بين مهام المنظمة والوكالة في القانون الذي أقره الكنيست عام 1952 وتحدد بموجبه واعترفت فيه الحكومة بالوكالة ذات صلاحية للاستمرار في العمل في دولة الكيان الصهيوني، من أجل «تطوير واستيعاب المهاجرين والمشاركة في ذلك مع المؤسسات اليهودية التي تنشط في هذه المجالات».
وأخذت مكانة الوكالة تضعف بعد قيام دولة الكيان الصهيوني وإتباع الحكومة – ولا سيما في عهد بن غوريون- سياسة تقليص صلاحيات المنظمة، خصوصاً أنه كان ينظر إلى المنظمة الوكالة على أنها قالب لبناء الدولة لم يعد له بعد قيامها أهمية كبيرة.
وأصبحت قيادات الوكالة من رجال الصف الثاني في الأحزاب اليهودية، خصوصاً بعد المؤتمر الصهيوني الـ27 وبعد تعاظم دور الدولة في مسألة الهجرة والاستيعاب والإستيطان.  

السابق
أوسمة السلام لجنود القوة الإيرلندية
التالي
اليوم العالمي للقلب.. جهل فادح في عوارضه و20% ممن تجاوزوا الخمسين يعانون منه !!