التعليم جنوباً(3): مع عميد كلية الزراعة في الجامعة اللبنانية

البروفسور تيسير حمية عميد كلية الزراعة في الجامعة اللبنانية شخصية معروفة في الوسط التربوي والعلْمي في لبنان، هنا وقائع حوار معه حول بداية انطلاقته العلمية ومقترحات تطوير فروع الجامعة اللبنانية وحول مهام كليّة الزراعة وإنجازاته الشخصية فيها كعميد لها.
بعد انتاكسته الشهيرة ورسوبه في شهادة السرتيفكا آنذاك (الخامس الابتدائي). أصبح لديه التحول العجيب من راسب إلى متفوق وباحث مبدع. والتحدي للفشل دفعه إلى أن ينال الهندسة بدرجة جيد جداً. وتفوق بنيل الدكتوراه في الكيمياء الفيزيائية وتهاني اللجنة الفاحصة في فرنسا. ثم حصَّل على شهادة إدارة الأعمال باللغة الإنكليزية. وكما نال شهادة دكتوراه التأهيل لإدارة الأبحاث العلمية. وقد تفوق في دراسة الرياضيات ونال الدكتوراه الثالثة فيها وساعد مئتي طالب وباحث لبناني للحصول على درجة الدكتوراه. كما أمن لهم منحاً في دراساتهم العليا من جامعات فرنسا. ثم حرك في وطنه لبنان الأبحاث بالدعم والمؤتمرات الدولية منذ أكثر من 15 عاماً لكن طموحه ما زال يتحرك نحو آفاق جديدة.

كيف كانت بدايات د. تيسير حمية الذي أصبح بروفسوراً وعميداً لكلية الزراعة اللبنانية؟
أنا من جبل عامل من بلدة كفرحتى الجنوبية أستمد من جنوبيتي كل تفوقي و طموحي. بدأت دراستي ونلت شهادتي الأولى السرتيفكا أنذاك أي شهادة الخامس الابتدائي بعد ذاك الرسوبِ الشهير فيها للمرة الاولى وهذا ما زرع فّي الحب للتفوق حتى أني نلت درجة الأولية لشهادة البريفيه في كل الجنوبِ والثاني في الإمتحانات الرسمية في كل لبنان. وتفوّفت على الأوائل في ثانوية الزعتري في صيدا. سافرت إلى فرنسا لمتابعة تحصيلي العلمي. وبعد أن حصلت على دكتوراه PHD في الكيمياء الفيزيائية من جامعة الألزاس بدرجة مشرّف جداً عام 1985 و شهادة التأهيل لإدارة الأبحاث العلمية في مجالي الفيزياء والكمياء بدرجة مشرّف جداً 1996 ودكتوراه PHD في الرياضيات البحتة والنمذجة الرياضية من جامعة الألزاس 2001… وبعدها قررت العودة الى وطني لكي أزرع العلم فيه وأكون جسراً يعبر الكثيرون عليه لتحقيق طموحهم العلمي.
ما رأيك بالوضع التربوي الجنوبي خاصة ولبنان عامة؟
النظام التربوي في الجنوب بحاجة إلى المزيد من العناية والدراية لأن المستوى التعليمي في لبنان ما برح يتناقص منذ أكثر من عشر سنوات. ولا بد من التركيز على الأبحاث العلمية منذ السنوات الإبتدائية الأولى وهذا ما لم يراعَ حتى الآن في الجنوب خاصة و لبنان عامة. أما في التعليم العالي فأن الأمر أفضل بعض الشيء.
ما تقيّمك للوضع التربوي في الدول العربية بشكل عام؟
ما يقال عن لبنان يصح كذلك على الدول العربية كذلك مع الفارق بين دولة وأخرى ومع ذلك فإن الوضع التربوي والتعليمي والبحثي يعتبر أفضل حالاً من مثيله في لبنان.
لقد كلفت بعمادة كلية الزراعة في الجامعة اللبنانية في تشرين الثاني عام 2008 ما مهام هذه الكلية وما هي إنجازاتك حتى الآن؟
تسعى كلية الهندسة الزراعية والطب البيطري إلى تخريج مهندسين زراعيين وأطباء بيطريين ذوي كفاءة عالية لتكون المساهم الأول والرئيس للاستجابة لحاجات الوطن الزراعية والصناعية والاقتصادية التي ما انفكت تزداد يوماً بعد يوم ولكي تشكل هذه الكلية همزة الوصل الفاعلة بين مؤسسات التعليم العالي والمؤسسات الزراعية والصناعية والتجارية وكذا مع المؤسسات الأهلية الوطنية. تضم الكلية حالياً أكثر من 60 موظفاً، أجيراً ومدرباً متعاقداً بالساعة، و16 أستاذاً داخلين في الملاك و24 متعاقدين بالتفرغ ، من بينهم حوالي 15 باحثاً مستوفياً الشروط لرتبة أستاذ في مختلف اختصاصات الكلية. إضافة الى اكثر من 70 أستاذ متعاقد بالساعة.
 فيما يلي بعض الانجازات التي جاهدت من أجل القيام بها خلال هذه الفترة الوجيزة هي التحديث على المستوى العلمي واللوجستي،و مناهج التدريس ونظام الامتحانات واختصاصات مهنية جديدة ذات علاقة وثيقة بسوق العمل نذكر منها ما يلي: استحداث قسم البيئة والموارد الطبيعية، تفعيل فرع الطب البيطري، استحداث ماستر في إدارة المخاطر والكوارث والأزمات يبدأ العمل به مطلع العام الدراسي 2011-2012 بالتنسيق والتعاون مع كليتي هندسة المناجم في باريس وفي نانسي في فرنسا (Ecoles des Mines de Paris et de Nancy) . استحداث ماستر مشترك بين قسمي الاقتصاد الزراعي والهندسة البيئية في الكلية مع القسم الزراعي والتسويق في جامعة IAM – Montpellier CIHEAM- مع تأمين 12 منحة دراسية لطلاب كلية الزراعة في جامعة مونبيلييه. ناهيك عن تعزيزالجهازالإداري وتأهيل المباني والقاعات بالاضافة الى عقد إتفاقيات التعاون و تنظيم المؤتمرات والمحاضرات والندوات والعمل البحثي والمشاركة في لجان وزارة الزراعة خلال العام 2010.
ما برنامجك الذي تقترحه لتطوير فروع الجنوب خاصة وبقية الفروع عامة للجامعة اللبنانية؟

العمل على التطوير وذلك عبرتحديد رؤية إستراتيجية واضحة لجهة وظيفة الجامعة اللبنانية وتخصيص موازنة للبحث العلمي تبلغ في الحدّ الأدنى 1 بالمئة من موازنة الدولة نظراً للدور الأساس والفاعل للبحث العلمي في تطوير الاقتصاد والصناعة والزراعة والتكنولوجيا والنانوتكنولوجيا. إيجاد قوانين عصرية تتماشى مع ما هو معتمد في الجامعات المتميزة في العالم، المحافظة الفعلية على استقلالية الجامعة وتفعيل جانبيها الأكاديمي.
كيف يمكن تفعيل وتطبيق البرامج والمناهج الجديدة LMD في الجامعة اللبنانية فروع الجنوب خاصة وبقية الفروع عامة بما يتناسب مع فلسفة النّظام التربوي الجديد؟
القيام بتشكيل لجان متابعة فعلية لتقييم تجربة تطبيق نظام التدريس الجديد LMD لجهة اعتماد المقررات الفصلية والأرصدة وتنوع المسارات الأكاديمية والاختصاصات وما لها من دور في مواءمة التعليم العالي وربط هذه المسارات بحاجات المجتمع وسوق العمل. ضرورة المبادرة إلى تدريب وتكليف أساتذة تشرف على التوجيه الأكاديمي فتعرّف الطلاب على النظام الجديد وأهميته وتقدم النصح في اختيار الاختصاصات والمقررات.

أما فيما يتعلق بالإدارة المركزية للجامعة اللبنانية إعادة تنظيم الإدارة، إعادة تفعيل الهيئة المركزية لإدارة البحث العلمي في الجامعة اللبنانية، تفعيل صرف نفقات الكليات بمرونة،تفعيل قانون الثواب والعقاب، يلحق بالجامعة اللبنانية جهاز إداري أكاديمي تكون مهمّته العمل على تأسيس مجلات دورية محّكمة ذات توأمة مع مجلات دولية محكمة ومع دور نشر أما في التعليم الأكاديمي يجب ان يتم ربط التعليم النظري والتطبيقي بسوق العمل وبعجلة الإقتصاد الوطني عن طريق تعاون وثيق وجدّي وفعّال بين مختلف كليّات الجامعة اللبنانية. 

السابق
لقاء شباب النبطية يفتتح أسبوع الفرح
التالي
مجدلاني: تمويل المحكمة سيمر في الحكومة