يوم القدس العالمي

يصادف غداً آخر جمعة من شهر رمضان لهذا العام يوم القدس العالمي، وهي السُنة التي أقامها الإمام الخميني رحمه الله. يوم القدس العالمي لهذا العام يمتاز في أنه يجيء متزامنا مع موسم الربيع العربي. ولذلك يبدو أن هذا العام هو افضل موسم لنقول بأن فائدة يوم القدس العالمي الذي سنه الامام الراحل لأمرين: للتذكير وللتحذير!

يستفاد منه للتذكير لأن الأمة الإسلامية بين الحين والآخر تنسى مشكلتها الأم، تنسى لكثرة انشغالاتها بشؤونها الداخلية والبينية بأن هناك عدوا خارجيا مشتركا اقتص منهم أرضا مقدسة اسمها القدس.

فقبل أيام فقط حصل عندنا هنا بالكويت مسيرات وتجمعات جماهيرية أمام السفارة السورية للتنديد بما تقوم به الآلة العسكرية للنظام السوري ضد شعبه. فالناس خرجت للتنديد بسقوط القتلى لثورة مستمرة منذ أربعة أشهر. لكن أليس من المنطقي أن نذكر الأخوة بيوم القدس العالمي، القدس التي سرقها الصهاينة منذ عقود. يوم القدس العالمي جاء ليذكرنا من جديد بأن الصهاينة وعلى بُعد أيام من الحشد الجماهيري أمام بيت السفير في مشرف، قتلوا خمسة من إخواننا المصريين ومازالت آلتهم العسكرية تقتل عشرات الفلسطينيين! ألا يحق على الاخوة المتجمهرين ومن باب الانصاف والتعامل بالمثل ومساندة الشعب المصري (كما ساندوا السوري) أن يقفوا من جديد أمام السفارة المصرية ويرددوا الموت لإسرائيل! أليس يوم القدس العالمي للتذكير بأنه من الافضل بدلاً من الاستفتاء بإراقة دم سفير دولة تربطنا بها علاقات واعراف دولية وسياسية وديبلوماسية وخلاف لمفاهيم الإسلام التي حرصت على حرمة دم السفراء، أن نستفتي لإراقة دم كل خائن متعاون مع العدو الأوضح الغاصب العنصري الذي يقتلنا كل يوم بدم بارد منذ عقود؟

ويُستفاد من يوم القدس العالمي للتحذير. على الشعوب العربية التي تعيش اليوم ربيعها أن تستفيد من هذا اليوم لتعرف كم كانت مستغفلة لعقود طويلة وتتعرف على خيانات قياداتها والأنظمة السياسية الجبانة التي ظلت متعاونة مع العدو الصهيوني وخدمته منذ وعد بلفور. فالخيانات العربية استثمرت آلاتها الإعلامية في هذا الجانب لأمرين: مرة في تهويل وتضخيم وتكبير هيبة العدو الصهيوني في قلوب المجتمعات العربية، ومرة أخرى في تسطيح تسهيل عمليات السلام طالما أن العداء والحرب لم يأت بالنتيجة، فلم لا نبدأ باتفاقيات السلام ونسترجع الأراضي!

يوم القدس جاء من جديد ليحذر هذه الشعوب بأن قيادات على شاكلة حسني مبارك وغيره من الخونة هم الخدم الحقيقيون لمخططات الصهاينة. وإلا فبمجرد أن سقط نظامه الخائن، اعيد فتح معبر رفح وبدت إسرائيل تستشعر من جديد بالمخاطر! فمن جديد استعاد الشعب المصري عافيته وانتهض ليرفع راية الكرامة ويتجرأ ويطالب بطرد السفير وقطع العلاقات. فهذه هي محاسن يوم القدس، للتذكير والتحذير من التخدير!

السابق
مصدر مسؤول: 4 خيارات أمام حزب الله أفضلها العدالة
التالي
الانباء: المعارضة اللبنانية تدعو الحكومة للرحيل قبل سقوط باب عزيزيتها!