رسالة… ليست للنشر!؟

هل كان من الضروري ان يقرأ اللبنانيون نص رسالة الرئيس نيكولا ساركوزي الى الرئيس ميشال سليمان على الموقع الالكتروني للسفارة الفرنسية في بيروت؟
وهل فكر الذين اتخذوا قرار عدم الاعلان عن تلقي الرئيس هذه الرسالة، في الثالث من آب اي قبل اسبوعين، ان هذا النوع من الرسائل له صفة وطنية تتصل بالشأن العام، الذي يهمّ الشعب ومن حقه الاطلاع على مضمونه، أم ان الذين نصحوا الرئيس بعدم نشر الرسالة، غشّوه وغشّوا اللبنانيين، عندما امتنعوا عن نشر المضمون الخطير لهذه الرسالة، التي سيقال الآن استدراكاً إنهم كانوا سينشرونها فعلاً، فلماذا استعجال الانتقاد وسوء الظن؟!

وهل فكر هؤلاء أنهم أساءوا فعلاً الى الرئيس اللبناني وكذلك الى الرئيس الفرنسي، عندما ناموا على الرسالة معتبرين ربما أنها رسالة شخصية، بينما هي تتعلق بأمر وطني دقيق، يتصل باستمرار المشاركة الفرنسية في قوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان؟
وهل اكتشف هؤلاء بعد تبصّر ان عدم الاعلان عن الرسالة والإحجام عن نشر مضمونها، مسألة تقع في الحدود الشخصية بين الرئيسين ساركوزي وسليمان، أم أنهم حسبوا ان ساركوزي كتب الى سليمان في مسألة لا يريد فعلاً ان يطلع عليها اللبنانيون؟
أكثر من هذا، هل ظن هؤلاء ان عدم نشر الرسالة يخدم الرئيس وعهده، بينما نشرها، وهي تلوّح بسحب الوحدة الفرنسية من "اليونيفيل"، هو الذي يقوي موقف الرئيس ويخدم عهده، الحريص فعلاً على ان يقوم لبنان بدوره في حماية الجنود الدوليين ومؤازرتهم، إنفاذاً لمضمون القرار 1701 الذي ينيط بالجيش هذه المهمة، والمثير هنا ان قائد الجيش العماد جان قهوجي كان قد تعهد هذه الحماية وفي فرنسا عشية الانفجار الذي استهدف الدورية الفرنسية، فاعتبر البعض أنه يشكل أيضاً استهدافاً مباشراً تعهداته؟

وهل ظن هؤلاء ان رسالة ساركوزي الى سليمان شخصية وأنها من أسرار الدولة العليا، بمعنى انه يفترض ان تبقى طي الكتمان، بينما كل مواطن في هذا البلد السعيد، يعرف تماماً أنها وجّهت الى الرئيس اللبناني ليقرأها القاصي والداني، بما قد يردع

"الاشباح" عن الاستمرار في الاعتداء على القوات الدولية، التي جاءت أصلاً لدعم الدولة ومساندتها في استعادة دورها في الجنوب؟
شكراً للسفارة الفرنسية التي أفادت اللبنانيين عندما نشرت الرسالة التي تقع في أربعة أسطر: "اذا تكرر هجوم 26 تموز 2011 فإنه سيطرح بالنسبة الى فرنسا، سؤالاً عن مبرر إبقاء جنودها في مواجهة أخطار لا تتعامل معها الدولة المضيفة كما ينبغي… من الضروري اتخاذ تدابير سريعة لضمان الأمن وخصوصاً على الطريق التي تصل بين الشمال والجنوب".
ولكن ماذا فعلت الدولة منذ 26 تموز، إضافة الى التستر على رسالة ساركوزي… أفيدونا بالله عليكم!

السابق
العثور على أقدم مركب شراعيفي البلطيق
التالي
دعوتان الى الشباب “لنغيّر عالمنا”