الراي: أوباما يطلب من الأسد صراحة ترك السلطة والرئيس السوري يبلغ بان كي مون وقف العمليات

طالب الرئيس الاميركي باراك اوباما امس صراحة وللمرة الاولى الرئيس السوري بشار الأسد بالرحيل، وذلك في بيان مكتوب اصدره البيت الابيض وتزامن مع الاعلان عن عقوبات اميركية جديدة ضد النظام السوري.
وكان الأسد ابلغ الاربعاء الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان العمليات العسكرية ضد المعارضين لنظامه «قد توقفت»، وتعهد بالسماح لبعثة تابعة للامم المتحدة بدخول «مواقع مختلفة في سورية»، مستبقا بذلك اجتماعا لمجلس الامن حول الوضع في سورية، وتقارير عن ان ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما والاتحاد الاوروبي اوشكا على دعوة الاسد الى التنحي فورا.

وقال مساعد المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق في بيان ان «الامين العام طالب الاسد خلال مكالمة هاتفية بوقف جميع العمليات العسكرية والاعتقالات الجماعية فورا في سورية، فرد عليه الرئيس السوري بالتأكيد على ان العمليات العسكرية والامنية قد توقفت».

واعرب بان عن «القلق ازاء التقارير الاخيرة في شأن الانتهاكات الواسعة المستمرة لحقوق الانسان والاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الامن تجاه المدنيين على امتداد سورية».
وهنأ بان الحكومة السورية على موافقتها على استقبال بعثة انسانية تابعة للامم المتحدة مشددا على وجوب ان تتمكن هذه البعثة من دخول «جميع المناطق التي شملتها اعمال العنف».
وبحسب المتحدث فان الاسد اكد ان هذه البعثة ستتمكن من دخول «مواقع مختلفة في سورية».

وكانت الامم المتحدة اعلنت مطلع مايو انها حصلت من دمشق على الضوء الاخضر لارسال بعثة انسانية لتقييم الاوضاع في درعا، مهد الحركة الاحتجاجية في جنوب البلاد، ولكن هذه البعثة منعت لاحقا من دخول سورية.
وقال مكتب الأمين العام في بيان إن جدد الدعوة إلى فتح تحقيق مستقل بمزاعم المعارضة حول ارتكاب قوات الأمن السورية عمليات قتل، كما حض الحكومة السورية على التعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وأضاف البيان: «عبر الأمين العام عن قلقه من التقارير الأخيرة حول استمرار انتشار انتهاكات حقوق الإنسان والإستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الأمن السورية ضد مدنيين في سورية».

وأشار بان بشكل خاص إلى منطقة الرمل في اللاذقية، حيث يقول معارضون ان ما يصل الى 40 شخصا قتلوا خلال عملية استمرت اياما.
وتحدث بان مع الاسد قبيل اجتماع لمجلس الامن قال ديبلوماسيون في نيويورك ان مفوضية لجنة حقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي ستطلب خلاله بأن تحقق المحكمة الجنائية الدولية في القمع الدامي للاحتجاجات في سورية.
وعشية اجتماع مجلس الامن حول سورية جدد الامين العام المطالبة باجراء «تحقيق مستقل في كل عمليات القتل والعنف التي افيد عنها وكذلك ايضا بتوفير حرية دخول وسائل الاعلام» الى سورية.
وخلال لقاء مع اعضاء المركزية لحزب البعث الحاكم وعدد من الكوادر الحزبية، قال الأسد ان «الإصلاح في سورية نابع من قناعة ونبض السوريين وليس استجابة لأي ضغوط خارجية»، مضيفا أن «سورية ستبقى قوية مقاومة ولم ولن تتنازل عن كرامتها وسيادتها». ونقلت وكالة الانباء السورية «سانا» عن الاسد قوله خلال اللقاء ان «استهداف سورية اليوم مشابه تماماً لما حصل في 2003 و2005 عبر طرق مختلفة في محاولة لإضعاف دورها العروبي المقاوم والمدافع عن الحقوق المشروعة» مؤكداً أن «الشعب السوري بثوابته القومية والوطنية تمكن عبر السنين من الحفاظ على موقع سورية وتحصينها وحمايتها وسيبقى كذلك دائماً مهماً تصاعدت الضغوط الخارجية».

وقال الأسد إن «النهوض بدور المنظمات والنقابات الشعبية والكوادر الحزبية لايمكن أن يتم إلا من خلال تحمل الجميع مسؤولياتهم بما يمكنهم من العمل بفاعلية ومواصلة الحوار مع القواعد وجميع فئات المجتمع بشأن المراسيم والقوانين التي أقرت وخطواتها التنفيذية وإشراكهم مشاركة حقيقية في بناء مستقبل سورية».

واشارت «سانا» الى انه «تم خلال اللقاء تأكيد أهمية إشراك مختلف شرائح المجتمع على تنوعها وعلى جميع المستويات فيما يخص ما طرحه الرئيس الأسد في خطابه في جامعة دمشق في 20 يونيو الماضي بخصوص النظر في الدستور وصولاً إلى تحقيق ما يهدف إليه المواطن السوري بجعل سورية نموذجاً يحتذى به في المنطقة وهذا لايمكن أن يتحقق من دون إعادة الأمن والأمان إلى المواطن السوري والقضاء على المظاهر المسلحة بكافة أشكالها».

وفي واشنطن قالت مصادر ان ادارة أوباما يتوقع أن تدعو الاسد الى التنحي عن السلطة.
وأضافت المصادر التي تحدثت بشرط عدم ذكر اسمها أن الولايات المتحدة قد تضع أيضا خططا لفرض عقوبات أميركية اضافية على سورية.

وقالت المصادر ان المطالبة الاميركية ستتبعها مطالبات مماثلة من اخرين أبرزهم الاتحاد الاوروبي.
وقالت وزارة الخارجية الاميركية في بيان اول من امس انها فرضت قيودا على سفر الديبلوماسيين السوريين في الولايات المتحدة ردا على قيود مماثلة فرضت على ديبلوماسيين أميركيين في سورية. ويجب على الديبلوماسيين السوريين طلب الاذن قبل ميعاد سفرهم بسبعة أيام حتى يمكنهم السفر خارج منطقة واشنطن.

وفي سياق متصل، افاد سوريون مقيمون في الولايات المتحدة ان مكتب التحقيقات الفيديرالي (اف بي اي) يجري تحقيقات حول انباء تفيد عن حملة تخويف وتهديد سورية تستهدف منشقين مقيمين في الخارج، موضحين ان عملاء فيديراليين استجوبوهم بهذا الشان.

السابق
الاخبار: أوباما وأوروبا يصعّدان: على الأسد التنحّي
التالي
عن الذي ينتصر على الشعب !؟