جبهة الإتهامـات تشتعل بين “المستقبل” وحـــزب الله”

 مرة جديدة إشتعلت حرب المواقف والإتّهامات المتبادلة على جبهتي "حزب الله" وتيار "المستقبل" على خلفية إتّهام نائب الامين العام لـ حزب الله الشيخ نعيم قاسم "المستقبل" بأنه لم يراع وضع لبنان ولا يريد الإعتراف بتعددية الطوائف فيه وبأنه ميليشيا بكل ما للكلمة من معنى، الامر الذي إستدعى مواقف مستنكرة لهذا الكلام من نواب "التيار" الذين وضعوه في إطار الوضع المأزوم الذي وصل اليه الحزب ويجعله يعمل دائماً على نقل هذا التأزيم وتنفيسه بافتعال مشاكل في الساحة الداخلية"، لافتة الى ان "هناك على ما يبدو مؤشرات لعمل أمني ما يحضر له "حزب الله" نتيجة هذه الإتهامات".

كبارة: وفي هذا السياق اسف عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد كبارة لان " الشيخ قاسم لا يحترم العمامة التي يضعها". وقال في حديث إذاعي: "رأينا السلاح في 7 أيار ورأينا الشهداء الذي سقطوا في بيروت"، سائلاً: "لا أعرف لماذا يغطي قاسم الفساد في حزبه؟ ومن يوزع السلاح على البعض في طرابلس المحسوبين على حزب السلاح"؟ ولفت الى ان كل "البضائع التي تدخل طرابلس من أصغرها إلى أكبرها تمر عبر حزب السلاح وليس عبر الجمارك".

وختم: "إذا أرادوا أن يتكلموا في الفساد و الهدر فليحافظوا على مال الدولة وعلى المال العام".

حوري: واشار عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري الى "ان حزب الله محشور في زاوية هو من وضع نفسه فيها، فمن جهة يواجه الحزب تعقيدات بسبب المحكمة الدولية، ومن جهة ثانية يواجه مراهناته على نظام اقليمي معادياً بذلك الشعب السوري الشقيق، ومن جهة ثالثة يحمّل أعباء هذه الحكومة التي أتى بها ويواجه الكثير من المصاعب التي تعترض مسارها".

وقال في حديث إذاعي: " لذلك نسمع من "حزب الله" بعض التوجهات الاستفزازية وإتهاماً للآخرين بما هو فيه".

الحجار: واشار عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار الى ان "هجوم الشيخ قاسم على "المستقبل" هو دليل على الوضع المأزوم الذي وصل اليه حزب الله نتيجة مواقفه وتنكره لكل الاتفاقات الداخلية، ونتيجة الضغوط التي تمارس عليه من شارعه بعد ان وضع نفسه ووضع هذا الشارع في موقع المتعارض لتطلعات الشعوب نحو الحرية والعدالة والديموقراطية". ورأى في حديث لـ موقع "المستقبل الإلكتروني" ان "جمهور حزب الله يسأل عن جدوى سياسة الحزب المتبعة واصراره على اخذ لبنان الى محاور خارجية لا تصب في المصلحة اللبنانية والوطنية ولا في مصلحة هذا الجمهور"، سائلاً: "هل حماية المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري يصب في مصلحة جمهور حزب الله"؟ واعتبر ان "هذا الوضع المأزوم الذي يعيشه الحزب يجعله يعمل دائماً على نقل هذا التأزيم وتنفيسه بافتعال مشاكل في الساحة الداخلية".

المرعبي: كذلك اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب معين المرعبي ان إتهام قاسم غير مقبول، خصوصا أننا كفريق سياسي لم نفكّر يوماً بالتسلّح". وقال في حديث إذاعي: "فليتفضل الشيخ قاسم ونسلم جميعنا السلاح، إذا وجد لدينا، للدولة اللبنانية"، لافتاً الى ان "اتهام الغير بأمر موجود عندهم هو مقدمة لأعمال أمنية. وهناك على ما يبدو مؤشرات لعمل أمني ما يحضر له "حزب الله".

منيمنة: ورأى عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" الوزير السابق حسن منيمنة ان اتهام "حزب الله" لـ"تيار المستقبل" بأنه ميليشيا "مجرد كلام ورمي الكرة عند الآخرين"، مشيراً الى ان "الحزب أكبر ميليشيا وصدقيته تتهاوى يوماً بعد يوم". وقال في حديث إذاعي: "عناصر "حزب الله" تشاهد يومياً في الشوارع والناس تعرف تماماً من يملك السلاح وتتذكر أحداث 7 أيار وبرج أبي حيدر وكل الأحداث الأمنية التي تجري في كل مناطق لبنان". اضاف: "وراء التهمة مخاوف فعلية من انعكاسات ما يجري في سوريا فنحن في مرحلة حرجة جداَ والوضع السوري مؤثّر جداً على لبنان وهذه الإنعكاسات من الممكن أن تظهر في أي وقت، وانتقال الأزمة الى لبنان عبر افتعال مشاكل قد تكون لتغطية ما يجري في سوريا من جهة وإرسال رسالة الى الخارج بأنّ سقوط هذا النظام سيؤدي الى إشعال المنطقة واندلاع الكثير من الفتن".

علوش: واعتبر عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش ان "هدف "حزب الله" ذر الرماد في العيون"، لافتاً الى ان ""حزب الله" حوّل الوضع بينه و"المستقبل" من وضع المواجهة الحقيقية على المستوى السياسي في كثير من المراحل، الى وضع الاعتداء العملي". واكد في حديث لـ "اخبار المستقبل" "ان "الموضوع الرئيسي في الوقت الحالي هو المحكمة الدولية"، مشيراً الى ان "وجود السلاح غير الشرعي هو سبب كل المشكلات الحاصلة في لبنان راهناً، او اقله اساس المشكلات على المستوى السياسي".

احمد الحريري: كذلك ردّ الأمين العام لـ" تيار المستقبل" أحمد الحريري على كلام الشيخ قاسم من دون أن يسميه، فقال: "في الأمس خرج علينا من يدّعي العفة ليشعر من يستمع اليه أن من يتكلم ليس قيادياً في حزب عسكري، بل هو غاندي بذاته، نابذاً السلاح، أي سلاح"، معتبرا "انهم يريدون من وراء القنص الأعمى على كبار في القضاء والأمن استعادة شبكات التجسس نشاطها بحرية وأمان، وليتمكن البعض الآخر من تحرير عميله الأول القابع في السجن والمعترف بتعامله مع العدو الاسرائيلي".

مواقف الحريري جاءت خلال حضوره افطاراً أقامه رجل الأعمال أحمد الخير تكريماً له في دارته في المنية، حضره نواب "كتلة المستقبل" أحمد فتفت، كاظم الخير، قاسم عبد العزيز، جلال حلواني ممثلاً النائب سمير الجسر، العقيد محمد علم الدين ممثلاً المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، رئيس اتحاد بلديات المنية مصطفى عقل، حيث قال: "في الأمس خرج علينا من يقول أن "تيار المستقبل" ميليشيا تروع الناس وتهددهم بترسانة من الأسلحة المكدسة في انتظار حسم ضد الاخوة في الوطن".

اضاف: "بنظر هؤلاء المزورين من قام بـ7 يار واحتل الشوارع وقتل الأبرياء هو "المستقبل"، ومن زرع بصمة حقده في عائشة بكار وألغى مفهوم الدولة في برج أبي حيدر هو "المستقبل"، ومن تعدى على الحياة الديموقراطية للبنانيين ونشر قمصانه السود لينقض على نتائج الانتخابات هو "المستقبل"، ومن يصعد في كل حين بصواريخه الى تلة الـ888 ويرفع شعارات مؤيدة للمتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في الجنوب وغير الجنوب هو "المستقبل"، وسأل: "فما بالكم لا تثورون على هذا التيار؟ ولماذا تتمسكون به طالما أنه يقوض كل ما له علاقة بالدولة والمؤسسات".

وختم: "الى هؤلاء المزورين لا يسعنا الا القول في هذا الشهر الفضيل بالذات : "هداكم الله ". والى ذلك الحين اطمئنوا، فمهما علت أصواتكم ومهما بلغت تهديداتكم وافتراءاتكم فإن "تيار المستقبل" باق وسعد الحريري باق، ولبنان باق، أما ارتباطاتكم وأنظمتكم التي تسيّركم، فهي الى زوال، لا محال".

 

السابق
ماريو عون: “الكهرباء” حجر الزاوية في سياسة “التيار” واستقالة وزرائـه جديـة
التالي
نصرالله يتحدث مساء في افطار الهيئات النسائية