النهار: واشنطن ترمي الكرة السورية على تركيا والسعودية ..أنقرة نفت تخطيطها لمنطقة عازلة وطهران تحذّر

لليوم الرابع، واصلت القوات السورية عملياتها في مدينة اللاذقية لسحق الاحتجاجات المطالبة باطاحة نظام الرئيس بشار الأسد، فارتفعت حصيلة القتلى في المدينة إلى 35، فيما استمرت الحيرة تتحكم في الكثير من المواقف الاقليمية والدولية. وقد استرعى الانتباه أن الادارة الاميركية ألقت جزءاً كبير من الشأن السوري على عاتق تركيا والمملكة العربية السعودية بعدما قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن من الأجدى أن تطالب أنقرة والرياض بتنحي الأسد لأنهما أكثر قدرة من الولايات المتحدة على التأثير على النظام السوري. أما تركيا، فبدا انها لا تزال في مرحلة درس الخيارات التي ستعتمدها مستقبلاً. وعلى رغم انها شرعت في استخدام نبرة عالية في خطابها منذ يومين بعد التهدئة النسبية التي تلت زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو لدمشق الأسبوع الماضي، فانها حرصت على عدم قطع كل الخيوط مع النظام السوري وذلك من خلال المسارعة الى نفي رسمي لأنباء ترددت في وسائل الاعلام التركية عن قرار بانشاء منطقة عازلة على الحدود مع سوريا. وترافق الجو الاقليمي المحتقن مع تحذير طهران من أن التدخل الغربي في الشؤون السورية لن يؤدي إلا إلى تفاقم المشكلة. وتخوفت موسكو من أن يكون كل من النظام والمعارضة في سوريا قد وصل إلى نقطة اللاعودة.

العمليات
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له ان "120 جندياً من الجيش السوري نفذوا عملية دهم في حي السكنتوري باللاذقية (ليل الثلثاء) أسفرت عن اعتقال العشرات، كما استمرت العملية الأمنية في حي الرمل الجنوبي وحي بستان الحمامي ومسبح الشعب لليوم الثالث… كما شوهدت اعداد كبيرة من رجال الأمن والشبيحة يجتاحون أحياء الصليبة والطابيات والأشرفية ويطلقون النار بكثافة على المنازل وخصوصاً في شارع بورسعيد".
وقال أحد سكان اللاذقية الشاهد طارق مساء الاثنين "إن النظام يهاجم الاحياء السنية من المدينة مثل الصليبية والرمل والسكنتوري وبستان السمكة. وتم تسليح سكان احدى الضواحي العلوية من المدينة".
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم "الاونروا" أن أكثر من نصف سكان مخيم الرمل الفلسطيني في اللاذقية البالغ عددهم عشرة آلاف اجبروا على مغادرة المخيم هرباً من اطلاق النار.
وفي مدينة دير الزور، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قتيلاً سقط خلال تظاهرة تلت صلاة التراويح في المدينة التي كانت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" قد أعلنت انسحاب الجيش منها بعد "القضاء على المجموعات المسلحة فيها".
وعن اللاذقية، قالت "سانا" إن "قوات حفظ النظام مستمرة في ازالة الحواجز والمتاريس التي اقامتها المجموعات الارهابية المسلحة على مفارق الطرق والأزقة في حي الرمل الجنوبي".
وأصدر "اتحاد تنسيقيات الثورة السورية" بياناً جاء فيه أن السلطات فرضت نظام منع التجول في مدينة جاسم بمحافظة درعا.
وأصدر الأسد الاثنين مرسوماً يقضي بتعيين موفق خلوف محافظاً لحلب خلفاً لعلي منصور.

انقرة
* في أنقرة، قال داود أوغلو لرجال أعمال أتراك في افطار "لا نريد تدخلا أجنبيا في سوريا، لكننا لا نقبل ولن نقبل اي عمليات ضد المدنيين".
وسبق لداود أوغلو ان طلب من الاسد الاثنين وقف العمليات العسكرية ضد المدنيين فورا ومن دون شروط، قائلا إن هذه هي "الكلمة الاخيرة" من أنقرة. ولاحظ ان العمليات زادت حدة منذ الخميس.
وكشفت وكالة "الاناضول" التركية شبه الرسمية، ان الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون اتصل بداود أوغلو وبحث معه في التطورات في سوريا.
وصرح وزير الدفاع التركي عصمت يلماظ في مؤتمر صحافي، بأن تركيا لا تخطط لانشاء منطقة عسكرية عازلة على حدودها الجنوبية مع سوريا. وقال: "نريد ازالة الالغام على حدودنا مع سوريا. لا نريد انشاء حدود مع مزيد من الالغام او انشاء منطقة عازلة".
وكانت شبكة تلفزيونية تركية بثت في وقت سابق أن انقرة اتخذت قرارا بانشاء منطقة عازلة على الحدود مع سوريا.
والاثنين، استقبل العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز الرئيس التركي عبدالله غول وعرض معه التطورات في المنطقة.

واشنطن
* في واشنطن، قالت كلينتون لدى مشاركتها وزير الدفاع ليون بانيتا في لقاء مع أساتذة وضباطها وطلابها في جامعة الدفاع الوطني بواشنطن، إن تعبئة الدول الاقليمية والمجتمع الدولي ضد الممارسات القمعية للنظام السوري في حق شعبه وفرض "عقوبات أقوى" عليه أفضل بكثير من اصدار البيانات او تحديد "مواعيد اعتباطية" لتنحّي الاسد.
وبدت كلينتون كأنها تقلل شأن أي اعلان اميركي لضرورة تنحي الاسد عن السلطة، اذ قالت "لن يكون خبرا (مهما) اذا قالت الولايات المتحدة إنه يتعين على الاسد ان يرحل". وأضافت: "حسنا، ماذا بعد ذلك؟ اذا قالت تركيا ذلك، واذا قال الملك عبدالله ذلك، واذا قاله ناس آخرون، لن يكون في امكان نظام الاسد ان يتجاهل ذلك. ليست لنا مصالح كثيرة مع سوريا بسبب التاريخ الطويل للمشاكل الصعبة معهم". ووصفت هذا الموقف بأنه يمثل "ذكاء القوة، وليس القوة الوحشية". وأكدت أهمية مشاركة الدول الاقليمية وتعاونها في الجهود كي يكون لها تأثير أكبر على سوريا.
وأوضحت مصادر اميركية مطلعة ان النبرة الحادة بعض الشيء لوزير الخارجية التركي الاثنين تعود الى شعور الاتراك بأن "الاسد قد خانهم وخدعهم كي يعتقدوا أنه سيوقف قريبا ما وصفه بالعمليات الامنية. وتوقعت ان يتناول الرئيس باراك أوباما الوضع في سوريا هذا الاسبوع قبل بدء اجازته الصيفية.

رسالة سورية
وفي نيويورك أبلغ المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن رسمياً فحوى القانونين 100 لتشريع الأحزاب السياسية و101 لاجراء الإنتخابات العامة اللذين أصدرهما الرئيس بشار الأسد في 3 آب الجاري، طالباً تعميمهما على أعضاء المجلس عشية جلسة يستمع خلالها غداً الى المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي ومنسقة الشؤون الإنسانية لدى المنظمة الدولية فاليري آموس عن الأوضاع المتدهورة في سوريا.
وفي رسالة من نسختين متطابقتين موجهتين الى رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري المندوب الهندي الدائم لدى المنظمة الدولية هارديب سينغ بوري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون، كتب الجعفري أن الرئيس الأسد أصدر قانوني الأحزاب والانتخابات "استجابة للمطالب الشعبية بهدف وضع أسس التعددية السياسية والحياة الديموقراطية، التي ستتوج بانتخابات حرة ونزيهة" في البلاد. وقال ان قانون الأحزاب سيمنح المواطنين السوريين "حق انشاء أحزاب سياسية والإنتماء اليها" على أن يمارس أي حزب نشاطاته "بوسائل سلمية وديموقراطية لتحقيق برامج محددة ومعلنة". كذلك لفت الى أن قانون الإنتخابات العامة "يهدف الى تحسين العملية الإنتخابية، وضمان حق المرشحين في الإشراف على العملية"، ملاحظاً أن القانون "يشترط أن تجرى الإنتخابات بالإقتراع العام والسري والمباشر والمتساوي، على أن يكون لكل ناخب سوري، أتم الثامنة عشرة من العمر، صوت واحد".
وفي جنيف، قال ديبلوماسيون ان مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان سيعقد جلسة طارئة الاسبوع المقبل للتنديد بالعمليات العسكرية للنظام السوري، بعدما أيد عدد كاف من الدول المبادرة.

موسكو
* في موسكو، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عن اعتقاده أن السلطة السورية والمعارضة غير مستعدتين بعد للتوصل الى حل وسط من أجل تسوية الازمة في البلاد.
وأبدى مخاوف من ان تكون "نقطة اللاعودة" قد حلت، وأن النظام السوري والمعارضة ليسا على استعداد لتقديم تنازلات ملموسة في سبيل وقف تصعيد الازمة.

طهران
* في طهران اعتبر الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانباراست ان "الاحداث في سوريا شأن داخلي، ولا يمكن تبرير أي تدخل خارجي ولا يمكن الا أن يؤدي الى مشاكل كثيرة". وأضاف: "ان المسؤولين الغربيين، ولا سيما منهم الاميركيين، معتادون التدخل في الشؤون الداخلية للدول وهم يستخدمون أي ذريعة لارسال قواتهم العسكرية واحتلالها".

السابق
الراي: هجوم دفاعي لـحزب الله يؤشر لـمنازلة قاسية في لبنان
التالي
ما هي خلفيات الموقف الاشتراكي من النسبيّة؟