مناورة طبية في مستشفى جبل عامل بصور

كان لمستشفى جبل عامل في مدينة صور الدور البارز والفاعل في إنقاذ حيوات المئات من أبناء شعبنا، وتضميد جراحهم إبّان حرب تموز العدوانية في العام 2006 التى شنها العدو الصهيوني على الجنوب. لا بل أضحى هذا الصرح الطبّي العاملي في تلك الفترة، يمثل للأعداء الصهاينة موقعاً من مواقع المقاومة بامتياز في مواجهة همجية آلة حربهم الإرهابية، لذا لقي ومحيطه استهدافات جوية وبحرية متكررة بهدف شلّ إرادته وصموده من خلال استقبال الجرحى والمصابين، وخرج من الحرب عظيماً ومنتصراً مع عظمة الجنوب ومقاومته وانتصارها.
ولأن إدارة المستشفى خبرت حالات الكوارث الكبرى والظروف التي يمكن أن ينتج عنها عدد كبير من الإصابات البشرية الناجمة عن الحروب الصهيونية، كذلك الحرائق الضخمة الناجمة عن العوامل الطبيعية، فقد نفّذ الطاقم الطبي في المستشفى بالتعاون مع قسم الإسعاف والطوارىء في الصليب الأحمر اللبناني، مناورة ضخمة في مبنى المستشفى، شارك فيها أكثر من 250 موظفاً في جميع أقسام المستشفى إضافة إلى خمسين مسعف من مسعفي الصليب الأحمر.
المناورة
هدفت المناورة أيضاً إلى اختبار جهوزية الطرفين للتصرف في مثل هذه الحالات.
وقد انجزت المناورة على مرحلتين تنفيذيتين، الأولى وقد جرى خلالها التدرب على جهوزية التعامل مع حريق كبير يطال أقسام المستشفى وكيفية إخلاء المصابين إلى خارج المبنى، والتعامل مع حالات الاختناق أو الحروق المختلفة، وفرز الحالات بحسب الأولوية.
وفي المرحلة الثانية، جرى التدرب على استقبال المستشفى عدد كبير من الإصابات البشرية الناتجة عن كارثة طبيعية أو عمل حربي، حيث تمّت محاكاة نقل عشرات الإصابات بسيارات الصليب الأحمر إلى قسم الطوارئ في المستشفى حيث استقبل أطباء هذا القسم وممرضوه الإصابات المختلفة، وجرى التعامل مع فرزها بحسب الأولوية والخطورة، ثم إسعافها أولياً، ونقلها إلى الأقسام المختصة.
تميزت المناورة بالسرعة والانضباط، وحقّقت نسبة عالية من النجاح بحسب تقديرات المشرفين عليها، كما تميّزت باستخدام «الماكياج» وأدوات خاصة لمحاكاة الجروح والحروق والكسور المختلفة، وأيضاً الإصابات المتعددة وحالات البتر وغيرها.
شعلان
رئيس فرق الإسعاف والطوارىء في الصليب الأحمر اللبناني منطقة صور قاسم شعلان أشار إلى أهمية هذه المناورة قائلاً: «إننا كجنوبيين، وخصوصاً في منطقة صور معنيون بالخطر العدواني الصهيوني الذي يهدّد منطقتنا في كل وقت، لذا فمن الطبيعي أن نسأل عن الجهوزية، وأن نستعد لكل ما هو محتمل حتى من الكوارث الطبيعية والحرائق أيضاً».
ويعزو شعلان فكرة المناورة إلى إدارة مستشفى جبل عامل التي أرسلت كتاباً إلى الصليب الأحمراللبناني تقترح فيه إجراء مناورة مشتركة، فوافقت رئاسة الصليب الأحمر، وبدأ العمل التحضيري للمناورة، وقد امتدت فترة التحضيرات حوالى ستة أشهر.
أما عن أهداف المناورة فيقول شعلان: «في المرتبة الأولى لاختبار الجهوزية لكل الإحتمالات، فكان لا بد من وضع خطة عملية للتنفيذ مخصصة لمواجهة حالات الطوارئ، ومن ثم التنسيق والتعاون بين الكادر الطبي لجبل عامل والصليب الأحمر، إذاً هي مناورة لسدّ الثغرات، ولمعرفة نقاط القوة ومكامن الضعف».
وختم شعلان: «نحن في الصليب الأحمر لا نفوّت فرصة للتدريب والتمرين ولتنمية قدراتنا ومهاراتنا، ولنواكب أحدث التطورات في مجال الإسعاف والإنقاذ والتجهيزات، لأن المسؤولية الملقاة على عاتقنا كبيرة ونحن نحملها بمحبة وأمانة».
مروّة
بدورها رئيسة قسم الجودة في المستشفى منى مروة اعتبرت المناورة حاجةً ملحّةً وخطوةً ناجحةً ومهمةً في مسيرة جبل عامل، «فالجميع هنا مسؤول عن الجهوزية، خصوصاً أن المستشفى كان في حاجة لوضع خطة طوارئ، وخطة حريق للتحضير لكل الاحتمالات، ولمعرفة إمكانيات التصرف بشكل فوري وسريع عند بروز الخطر، ولتقييم مدى قدرة الكادر الطبي والصليب الأحمر على استيعاب الضغط والأعداد الكبيرة من المصابين، والقدرة على تصنيف الحالات والإصابات وإعطاء الأولوية وتحويلها إلى العمليات أو العناية».
وختمت مروة أن 250 موظفا من جبل عامل شارك في المناورة إضافة إلى 50 مسعفٍ من الصليب الأحمر اللبناني ـ صور.

السابق
غسان مخيبر: دخلنا مرحلة الحل الجدي لمشكلة السجون
التالي
جديدة مرجعيون تطلق مهرجانها السياحي العاشر