الشرق : اردوغان للاسد: صبرنا نفد …

 قالت "الشرق" :
أعلن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية، امس إن 80 مدنياً سورياً على الأقل قتلوا وجرح العشرات في يوم دام خلال هجوم عسكري شنته قوات الجيش والأمن على مدينتي دير الزور وحمص ، في حين ما تزال التظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد تعم العديد من المدن في أنحاء البلاد.
وقال الاتحاد أن من بين القتلى 38 في مدينة دير الزور و13 في سهل الحولة على بعد 30 كيلومتراً شمال مدينة حمص التي اقتحمتها الدبابات والمدرعات في وقت امس.
وقالت الناشطة سهير الأتاسي، عضو الاتحاد، إن هذه أرقام أولية وإن أعداد القتلى والجرحى تتزايد ساعة بساعة. وقال ناشطون آخرون إن دبابات الجيش السوري ومدرعاته اقتحمت فجرا أحياء عدة في مدينة دير الزور على وقع قصف مدفعي اختلطت أصواته بأصوات التكبير التي علت من مساجد المدينة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، إن العملية تمت بدخول دبابات المدينة من الجهة "الغربية"، حيث تزامن ذلك مع إطلاق نار كثيف ودوي انفجارات قوية من جهة شارع الوادي الشارع الرئيسي في المدينة.
وأوضح أن هذه الدبابات والمدرعات وعددها يناهز 250 آلية كانت منتشرة في أربعة أنحاء من دير الزور، اتخذت ليلاً وضعية هجومية وتجمعت في أرتال وبدأت تقدمها بقصف حي الجورة، مشيراً إلى أن القصف استمر دقائق فقط وتقدم إثره رتل من الدبابات إلى حيي الموظفين والعمال. وقال شاهد عيان من دير الزور خالد الطه،، إن المدينة "مهددة بمجزرة" مشابهة لما حدث في مدينة حماة التي تشهد عملية عسكرية منذ أيام، قتل فيها المئات وفق ناشطين سوريين.
من جهتها، أعلنت "لجان التنسيق المحلية في سورية حصول انشقاق كبير في صفوف الجيش خلال اقتحامه منطقة الجورة"، مؤكدة أن "العناصر المنشقين يحاولون حماية الأهالي من هجوم الأمن والشبيحة".
وفي إدلب أفاد ناشطون بوقوع قتلى إثر تظاهرة شهدت مشاركة الآلاف بعد صلاة التراويح.
في غضون ذلك واصل السوريون احتجاجهم ضد النظام، حيث خرجت مختلف البلدات والمدن والمحافظات بعد التراويح في جموع حاشدة تطالب بالحرية وإسقاط النظام.
وخرجت التظاهرات بعد صلاة التراويح في عدة مدن أبرزها إدلب والكسوة بريف دمشق ودرعا وحمص، وفق ما أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية. وفي اللاذقية على البحر الأبيض المتوسط واصلت الحشود الكبيرة خروجها خصوصا في حي الرمل الجنوبي الذي تجمع فيه ما يقارب عشرة آلاف شخص، وفق اتحاد تنسيقيات الثورة. أما في ريف دمشق فقد خرجت تظاهرات بعد صلاة التراويح في أغلب المدن والبلدات كداريا ودوما والمعضمية وحرستا وعرطوز والكسوة، شارك فيها عشرات الآلاف، وفق اتحاد تنسيقيات الثورة.
وفي حي الميدان بدمشق جرى إطلاق نار كثيف أمام مسجد علي بن أبي طالب، وكذلك خرجت تظاهرة في كفر سوسة في قلب العاصمة تنادي بالحرية وإسقاط النظام، وفي حي القدم فرق الأمن تظاهرة تطالب بإسقاط النظام.
وفي حماة ، لفظ ثمانية أطفال رضع أنفاسهم إثر قطع السلطات السورية الكهرباء عن مستشفى المدينة في خطوة تدخل في إطار حملة قمع ينتهجها نظام دمشق لقمع الاحتجاجات المناهضة له في المدينة.
من جهة أخرى قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان إن الأجهزة الأمنية اعتقلت السبت سبعة نشطاء، بينهم المعارض السياسي وليد البني.
الى ذلك، اعلن التلفزيون السوري مقتل ضابط وجنديين في هجوم شنته "مجموعات ارهابية" في مدينة الرستن. كما أعلنت السلطات السورية، ضبط شاحنة، تحمل لوحة لبنانية، في معبر "الدبوسية" مع لبنان، أثناء محاولة تهريب كمية كبيرة من الذخائر والأسلحة. وقال مجدي الحكمية، مدير جمارك حمص في تصريح، نقلته وكالة الأنباء الرسمية – سانا – إن الأسلحة تتضمن 248 قطعة سلاح، منها قناصات متطورة جدا وبنادق بومبكشن وكميات كبيرة من الذخائر والمعاجين التي تستخدم في صناعة المتفجرات.
واستمرت دود الفعل الدولية والعربية المنددة بالمجازر المرتكبة بحق الشعب السوري.
ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي قوله إن الجامعة تشعر بقلق متزايد بشأن التطورات في سورية ودعا السلطات إلى الوقف الفوري لجميع أعمال العنف ضد المحتجين.
وقالت الوكالة إن العربي أصدر بيانا عبر فيه عن قلقه المتزايد وانزعاجه الشديد من تدهور الاوضاع الأمنية في سورية من جراء تصاعد العنف والاعمال العسكرية الدائرة في حماة ودير الزور وأنحاء مختلفة من البلاد. من جانبه ، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن صبر بلاده قد نفد إزاء استمرار النظام السوري في عمليات القمع الدموي للاحتجاجات. وأضاف أردوغان أن وزير خارجيته أحمد داود أوغلو سيزور دمشق غدا لنقل رسائل واضحة وحازمة إلى الأسد. وذكرت وكالة أنباء الأناضول نقلاً عن أردوغان تأكيده أن تركيا لن تقف موقف المتفرج على أعمال العنف في سورية، البلد الذي تجمعه بتركيا حدود طويلة وروابط تاريخية وثقافية وعائلية. وجدد أردوغان القول إن ما يحدث في سورية ليس مسألة سياسة خارجية بل مسألة داخلية بالنسة لتركيا، وحذر من أن بلاده لن تقف متفرجة، وعلى تركيا أن تصغي للأصوات القادمة من سورية، وأن تسمعها وتقوم بما يجب عليها تجاهها. بالمقابل، انتقدت بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري، امس، موقف تركيا من نظام الأسد، وعدم إدانتها عمليات القتل التي يتعرض لها المدنيون والأمن والجيش. وأضافت : "وزير الخارجية التركي سيسمع كلاماً أكثر حزماً".
من جانب آخر، أعربت دمشق عن أسفها للبيان الذي أصدره مجلس التعاون الخليجي والذي قالت إنه "تجاهل بشكل كامل المعلومات والوقائع التي تطرحها الدولة السورية، سواء لجهة أعمال القتل والتخريب التي تقوم بها جماعات تستهدف أمن الوطن وسيادته ومستقبل أبنائه، أو لجهة تجاهل حزمة الإصلاحات الهامة التي أعلن عنها الرئيس بشار الأسد".
وقال مصدر رسمي "إن الخروج من دوامة العنف الراهنة وصدق الرغبة في مصلحة سورية يتطلب من الأشقاء العرب في مجلس التعاون الخليجي الدعوة لوقف أعمال التخريب وشجب العنف المسلح الذي تقوم به جماعات لا تريد للوطن السوري خيراً، ويتطلب أيضاً إعطاء الفسحة اللازمة من الوقت كي تعطي الإصلاحات المطروحة ثمارها".
وكان مجلس التعاون الخليجي طالب بوقف فوري لإراقة الدماء. الموقف الخليجي تقاطع مع مواقف دولية كانت آخرها تصريح لوزير الخارجية الألماني اعتبر فيها أن مستقبل الأسد السياسي أصبح وراء ظهره.
وفي السياق ذاته، أبلغ بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، الرئيس السوري بشار الأسد في اتصال هاتفي، أنه يشعر بقلق من العنف المتصاعد في سورية، وطالبه بوقف نشر الجيش ضد المدنيين.
من جانبه دعا البابا بنديكتوس السادس عشر إلى وضع حد للعنف في ليبيا وسورية، مناشدا "المؤمنين،" والمنظمات الدولية للمساعدة على إنهاء إراقة الدماء. 

السابق
الأنوار : أجواء توتر في عين الحلوة بعد توقف الاشتباكات
التالي
الأخبار : جنبلاط يلتقي الحريري “خلال أيام”