المنتدى العاملي وعيناتا يحييان ذكرى رحيل فضل الله

أحيا المنتدى "الفكري للتراث العاملي" وأهالي بلدة عيناتا والمنطقة الذكرى السنوية الأولى لرحيل المرجع السيد محمد حسين فضل الله، في احتفال شعبي حاشد في حسينية البلدة، في حضور جمع من رجال الدين، فاعليات بلدية، ثقافيه واجتماعية.

بعد آيات بينات من القرآن الكريم، ألقى رئيس المنتدى السيد علي فضل الله كلمة تحدث فيها عن "ثقافة الراحل في فهم الحياة من التقدم والحضارة والرقي، ودعوته الدائمة للارتقاء بالإنسان نحو الكمال الى مستوى الواقع الإنساني، والانتماء للخط الديني الرسالي بعيدا عن خدمة الذات".

وقال:" نلتقي في ذكرى المرجع القيمة والخط والوعي الممتد والثقافة الأصيلة والحالة الحضارية التي تعبر عن التفاعل بين الإنسان والكون والحياة انطلاقا من الله، ونفتقد الراحل في زمن التحولات الكبرى، الزمن الصعب الذي ينتجه العقل الغربي حيث أصبح الاستعمار الثقافي اخطر من الاستعمار السياسي، وهجمات ما يسمى بالقيم الغربية تبعث القلق أكثر من غزو الجيوش الأجنبية، ولهذا ندعوا إلى إطلاق العنان لكل الحراك الذي ينتجه المتنورون لتأصيل الارتباط لثقافة الإيمان التي تعبر عن المقاومة مشروعا جهاديا وثقافيا يتمايز بقوة الإرادة والممانعة وصلابة البنية الأخلاقية والإنسانية".

فضل الله

ثم تحدث العلامة محمد علي فضل الله عن سيرة الراحل منذ انطلاقته وامتداد حركة مرجعيته الدينية والفقهية إلى مختلف مناطق العالم العربي والإسلامي، والارتقاء بالمرجعية الدينية إلى مستوى حمل هموم السلام والمسلمين والمستضعفين في العالم كله.
وقال:" تميزت مرجعيته باندماجها بالواقع وبالتصاقها بالناس وبالخبرة في شؤون العصر، وبالانفتاح على التطورات العلمية والتكنولوجية، ومن هنا كانت فتاواه التجديدية واجتهاداته الجريئة المبدعة،أصيلة المنطلقات، واسعة المدى تنفتح بالدين والإسلام على قضايا العصر وتحدياته وتواجه الإشكالات، التي يفرزها الواقع المتطور علميا وتكنولوجيا بشكل متسارع غير مسبوق".

الملاح

والقى كلمة الرئيس سليم الحص محمد نديم الملاح، رأى فيها "أن مرجعية الراحل فضل الله تميزت في استجلاء المفاهيم الدينية لكثير من القضايا، وما كان الرأي الذي يبديه لينم عن التزام مذهبي معين. فهو كان حريصا على الدوام أن يكون رأيه مجرد، فلا سنة في قاموسه ولا شيعة. وكان له العديد من الانجازات في هذا المجال . حيث شكل رحيله خسارة فادحة في الحقل الديني الإسلامي وكذلك للمسلمين عموما من حيث أنهم شعروا بفقدان مرجعية متجردة كانت تملأ ساحة الفكر بعطائها الغزير المدرار".

نعمان

وتحدث الوزير السابق عصام نعمان عن "مميزات الراحل بين العلماء والفقهاء بعلمه وثقافته الحضارية، وممارسته ودوره الاجتماعي، وبتصديه لاتفاق 17 أيار، ومواجهة الاحتلال الاسرئيلي، حتى اقترن اسمه بمرشد المقاومة التي زاوجها مع الحياة، بحيث تبقى روح المقاومة فاعلة ومبدعة في خدمة الإنسان نحو الحرية والمحبة والكمال".

الخطيب

وألقى الوزير والنائب السابق زاهر الخطيب كلمة اعتبر فيها "أن القوى الوطنية نجحت في تشكيل الحكومة ونيلها الثقة، وفشل القرار ألاتهامي في إشعال فتنة مذهبية، أو خلق بيئة مضطربة في لبنان، وتحويله إلى ساحة متوترة، او ملاذ لقوى التخريب في المنطقة خدمة للمشاريع الأميركية الصهيونية، ونجحت في تكريس قوة لبنان شعبا، وجيشا ومقاومة لردع العدوان الإسرائيلي، وحماية لبنان وثرواته، واستكمال تحرير أرضه، وفي القريب استرداد النفط البحري للبنان ".

الهاشم

وقال مسؤول التثقيف في "التيار الوطني الحر" بسام الهاشم "أن الراحل لم يكن بحجم فرد بل بحجم وطن وأمة، حيث أطلق مفاهيم الإسلام إلى الرحابة والحركة المتجددة المستنهضة في إعادة بناء الإنسان نحو الكمال في مختلف جوانبه الفكرية والعملية والتربوية والثقافية، والانفتاح على جميع العلوم والمعارف والثقافات وطرح إستراتجية الوحدة الإسلامية كسبيل وخلاصة من التفرقة التي تخدم الصهيونية نحو الحرية والاستقلال التي تمر عبر تغليب عوامل الوحدة على عوامل الفرقة إلى جانب إطلاق الحوار بين البشر وإطلاق الصرخة المدوية في وجه العدو الإسرائيلي الغاصب ، حتى حاولت المخابرات الأميركية المركزية اغتياله، كان المربي لجماعات المناضلين والمقاومين والمدافعين عن الأرض والإنسان والكرامة حتى انه تتلمذ على يديه العديد من القادة والمجاهدين والشهداء".

وختم: " انا في التيار الوطني الحر أعتز بانتمائي إلى المقاومة، لأنها مقاومة الإنسان اللبناني العربي الشريف الحريص على كرامته ووجوده، وكذلك بالاتفاق عبر وثيقة تفاهم 6 شباط 2006 مع "حزب الله" لأنها تجسد السعي المشترك لبناء الدولة المدنية العصرية العادلة".

وفي نهاية الاحتفال القى السيد موسى فضل الله قصيدة تحدثت عن مناقبية الراحل وانجازاته الفكرية.

السابق
في أصول حرب «النظام» السوري ضد الانتفاضة
التالي
مقتل رجل الاعمال عماد ضو ونجله في الولايات المتحدة