قبلان في خطبة الجمعة: على المسلمين التزام الحق

 ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالحديث عن خطبة رسول الله في استقبال شهر رمضان "حيث ودع المسلمين بالدعوة إلى البر والخير والتعاون".
وقال: "شهر رمضان وقاية وجنة وهداية وهدوء وامن واستقرار وهو شهر كريم ومبارك يحتم ان نتعاطى معه بكرامة وكرم ومنعة وعزة وانفة. وهو شهر الانتصارات والخيرات والبركات والعفو والعظة والمغفرة. وعندما يحل هذا الشهر فإنه يصطحب معه العزة والكرامة والمنعة فيأتي بالثواب والمغفرة وعلو الهمة والمقام الرفيع. ونحن نودع شهر شعبان لنستقبل شهر رمضان فإن علينا ان نضع في سلم أولوياتنا العفو والمغفرة والتوبة فنلتزم احكام هذا الشهر لنكون مع انبياء الله في عبادة الله، وتكون معظم أيامنا وأوقاتنا مخصصة لعبادة الله تعالى، ولا سيما ان خواص شهر رمضان هي التوبة والمغفرة والقرب من الله تعالى، فالصوم لا يكفي فهناك مكملات لهذا الصوم حتى يعد الصائم مع الأنبياء والأوصياء والأولياء الطيبين. وعلينا ان نثبت اول شهر رمضان بالطرق الشرعية وهي الصوم للرؤية والإفطار للرؤية، وبإمكاننا ان نثبت اول شهر رمضان وآخره بالاستهلال لذلك نطالب الجميع بالاستهلال يوم الاحد حتى نتحقق من رؤية هذا الشهر.

أضاف: "وعلينا ان نلتزم بخصوصية شهر رمضان فنعمل لتطبيقها وفق ما امر الشرع الحنيف ونحن نلتزم بأحكام الشرع وقول النبي صم للرؤية وافطر للرؤية، لذلك فان الالتزام بهذا المبدأ ضروري ولا نريد ان نغوص مع الغائصين ومع الفلكيين في تحديد اول الشهر الهجري وآخره، لذلك، فان الاعتماد على الرؤية البصرية وعلى التواتر والشهرة هو التزام بمبادئ الشرع".

ودعا قبلان المؤمنين إلى "التعاطي مع شهر رمضان كما تعاطى الأنبياء والاولياء لأن شهر رمضان هو شهر الاختبار والتدقيق"، وقال: "علينا ان نكون مع الموازين الشرعية فنبتعد عن الظن والشك والوهم لذلك علينا ان نتجند لصيام هذا الشهر فننزع البرقع عن وجوهنا ونتحرك لنكون في خير مطلق وعمل دؤوب. ونحن ليس لنا عداوة مع احد ونحن ندعو إلى الحق والخير ونعتمد على الرؤية البصرية وعلى فتوى المرجع الحي المعروف باجتهاده وتقواه وعلمه وورعه لذلك علينا ان نسعى لتصحيح المسار والعمل لمصلحة الإنسان وخيره وبره.
ان الصوم دواء وشفاء من كل علة وعلينا ان نطلق الشروط ونصحح الاعمال ونعمل بما امرنا الله به، فنفتح قلوبنا على بعضنا البعض ونكون اخوة بصدق وحق لانقاذ الامة من الويلات والمشاكل والفوضى. ان الأمر لا يستقيم في امتنا الا باتباع القرآن الكريم والسنة النبوية فنبتعد عن الشر ونلتزم الدعوة إلى الخير لنكون امة محمد عاملين بما يرضي الله تعالى. ان شهر رمضان مقبل علينا بالرحمة والخير والمغفرة وعلينا ان نكون عند حسن ربنا بنا فنبتعد عن المراوغة والنفاق فنصفي قلوبنا من غل ونصون انفسنا في المأكل والمشرب ونحفظ اجسامنا بالخير والتقوى والبر والإحسان".

ودعا المسلمين إلى "التزام الحق وعدم التهاون في اتباعه وعلى المسلمين ان يخافوا الله في دماء اخوانهم فيبتعدوا عن المشاكل والنعرات ويكونوا يدا واحدة ملتزمين دعوة الله تعالى في الوحدة فيعتصموا بحبله ويعملوا متآخين متعاونين متحابين وفق ما يرضي الله، فالوحدة هي الاساس الصحيح لإنقاذ الامة وتحقيق منعتها وعزتها".

وطالب الشعب السوري بـ "التقارب والابتعاد عن التهلكة والتزام الخير فيكونوا يدا واحدة متعاونين على البر والتقوى ولا يتعاونوا على الاثم والعدوان، فكل دعوة للتفرقة مدانة وكل عمل تخريبي محرم وعلى السوريين ان ينبذوا الفتن ويتعاونوا لحفظ وطنهم".
ودعا الحكام العرب إلى "تقوى الله تعالى وخاصة انهم مطالبون بالعمل لمصلحة البلاد ومنفعة العباد فيبتعدوا عن الفساد والبغضاء والهوى والشهوة ويكونوا مع الله ليكون الله معهم فيحفظوا شعوبهم وبلادهم ويكونوا حكماء وعقلاء في تصرفاتهم فيعملوا الخير ويسلكوا الطريق الذي يصلح بلادنا وامرنا وذلك بالرجوع إلى دينهم وقرآنهم، وعلى الجميع ان يبتعدوا عن الفتن والمنكر والباطل والبغي ويكونوا مع الله ليكون الله معهم". 

السابق
إيران: الرجل الثاني يصبح الرجل الصفر
التالي
مفتي صور: لتمتين وحدة الصف والتعاون خدمة للمصالح الوطنية العليا