حبّ الوطن

 لا شك في أن الإنسان مفطور على حبّ وطنه وليس أدلّ على ذلك إلا ما نراه من شوق يكدُّ بصاحبه كلما نأى عنه، ولا فرق أكان الوطن صحراء مقفرة أم حديقة غناء، سهول متباعدة أم جبال متعالية، فالوطن جميل بنظر أهله وبهاؤه لا يعادله بهاء.

  • فعن رسول الله(ص) أنه قال: حب الوطن من الإيمان، ويروى أنه استعبر عندما آذته قريش واضطر إلى أن يهاجر إلى المدينة وقال: «الخروج من الوطن عقوبة» ثم أردف: «لقد أخرجونا من أحب البقاع إلينا فأنزلنا أحب البقاع إليك».
  • أما الإمام علي بن أبي طالب(ع) فقد وصف عندما يضيق الوطن بأبنائه: «الفقر في الوطن غربة والغني في الغربة وطن».
  • وقيل لأعرابي: أتشتاق إلى وطنك؟ فقال: كيف لا ِأشتاق إلى رملة كنت جنين ركامها، ورضيع غمامها.
  • وقيل لبعض الحكماء بأي شيء يعرف وفاء الرجل دون تجربة واختبار؟ فقال: يحنينه إلى وطنه وتلهّفه على ما مضى من زمانه.
  • وقديماً قال أحد الشعراء: بلادي وإن جارت عليَّ عزيزة وأهلي وإن ظنّوا عليَّ كرام.
    ومن الحوادث الشهيرة المرويّة عن نابليون بونابارت الفاتح الفرنسي الكبير أن ضابطاً نمساوياً أعطاه معلومات أعانته على كسب المعركة التي كان يخوضها. ولما جاء يتقاضاه الثمن، رمى له صرّة من الذهب على الأرض. فقال النمساوي: ولكني أريد أن أحظى بشرف مصافحة الأمبرطور. فأجابه نابليون: هذا الذهب لأمثالك، أما يدي فلا تصافح رجلاً يخون وطنه. وقال أيضاً: مثل من باع بلاده وخان وطنه، مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه.
  • أما أبو الأتراك باني تركيا الحديثة أتاتورك فقد صرَّح في إحدى خطبه «أن وطننا العزيز لا يموت ولن يموت لأنه إذا مات لا سمح الله فكاهل الكرة الأرضية لن يستطيع حمله، نعم لن يسقط وطننا مقطّع الأوصال ما دام فينا فرد واحد يتنسَّم الحياة».
  • ولمفجّر الثورة الروسية لينين كلمة يحشد فيها للحرب قائلاً: «إذا لم يكن هناك مفرّ من الحرب وجب تكريس كل شيء لها وتحتَّم عقاب الذي يصمّون آذانهم عن نداء الوطن عقاباً شديداً صارماً».
  • ولأحدهم هذا القول: «وفائي لحزبي ينتهي عندما يبدأ وفائي لوطني».
     
السابق
قوات فلسطينية دهمت منزل دحلان في رام الله
التالي
اسود:إستهداف اليونيفيل لا يعني مواجهة لبنان مع المجتمع الدولي