فج وغميق

ليس كل ما فعلته هذه الحكومة حتى الآن، سيئاً، وليس كل ما تنوي فعله.
ها هي "تأمر" بفتح دورة استثنائية لمجلس النواب ما يعني ان الشغل سيكون هذا الصيف "من فج وغميق".
وماذا نقول غير صحتين؟ الجماعة خططوا وربحوا وبقي ان نسأل ماذا ينوي الفريق الآخر، كيف سيعارض وكيف سينظم جمهوره؟
هكذا هي السياسة. ليس كل ما تفعله انت هو الصواب وما يفعله الآخر هو الخطأ. هذا تفسير أخلاقي للسياسة وفي السياسة غالباً ما توضع الأخلاق جانباً.
ان نظرة سريعة الى التاريخ تسمح لنا بأن نلحظ حالات أخلاقية ـ سياسية لا تزيد على عدد أصابع اليد الواحدة على امتداد مئات السنين.
يخطر على البال أداء الإمام علي بن ابي طالب، وأداء عمر بن عبد العزيز ولكن لا يغيب عن بالنا أداء الحجاج بن يوسف وزياد بن ابيه كما يزيد بن معاوية.
المهم في الأمر وفي عودة الى هذه الحكومة ان "الذي ضرب، ضرب، والذي هرب، هرب" ما كان قد كان والآتي أعظم.
هل من المفيد الوقوف على الأطلال أم ان المفيد هو البدء في تنظيم أسس المعارضة، هيكليتها، وسائلها الإعلامية وأطرها الجماهيرية؟
حتى الآن تتصرف المعارضة بترف ملحوظ، برفاهية. هي تتصرف كمن يقف صارخاً في عتمة ليل مفترضاً انه يخيف خصمه فيما الحقيقة انه يؤنس نفسه.
وجه البلد يتغير. السلطة ليست وجهاً آخر. المستقبل بات غير شكل. الناس في حيرة. والناس على دين ملوكهم.

السابق
قندهار السورية!
التالي
أطول رجل في العالم اعتقد نفسه وحشا ويسخر من طوله