“التشات” هالايام للغزل والغرائز ولكن…

لماذا ندعي الثقافة، وقد حولنا التقنية إلى أداة للتسلية وإشباع الغرائز. ففي الشات مثلا تجد الكثير من الاسماء المستعارة والصور الملعوب بها، وخلف هذه الاسماء شباب من الجنسين، هم غالبا ذوي عقول فارغة همهم الوحيد الاستسلام أمام صوّر البنات الجميلة إن على "الفايس بوك" او على الـ "MSN" فيسارعوا لكسبهم كأصدقاء وفتح ممرات عهم للحوار والتعارف إن لاضاعة الوقت والتسلية والاستخفاف بأهمية الانترنت، وإن للحوار الجدّي وحب الاختلاط .

ليست الثقافة علما وتعليما، وليست تكنولوجيا وتقنية بل تسخير للعلم والتعليم والتقنية للارتقاء بفكر الفرد، القادر على متابعة وابتكار كل ما هو جديد ومتقدم في ثورة الاتصالات والمعلومات الحاصلة في عهدنا هذا. فهل حدود الثقافة استخدام الانترنت ومعرفة العمل على المنتديات والمواقع الالكترونية المختلفة؟

يرى "محمد"، وهو يعمل في شركة لبرمجة الحواسيب، "اننا العرب لم نبرع في استهلاك التكنولوجيا والانترنت إلا في سبيل اشباع الغرائز والغزل والاكل والشرب فقط."
أما سامي، فهو يرى أن المنتديات الحديثة وما يحدث فيها جاء "نتيجة تفاعل العقل العربي معها فحولها من صفحات عادية إلى تشات كبير فيه سخافات وهراء وكلام يخجل منه كل من يقدّر أهمية هذه المنتديات لتكون حلبات للحوار والفكر والنقاش الفعال"، ويضيف النت له ايجابية واحدة في مناطقنا العربية وهي متمثلة "بتلقي العلوم والمعارف في الابحاث الجامعية وفي تحضير رسائل الدكتوراه والماجستير".

تعتبر سناء أن "منتهى ثقافتنا هي رسائل الجوال"، وهذا صحيح لاسيما وان شركة الاتصالات تستعمل هذه الفراغ في عقول البعض من شباب جيلنا فتقوم بابتكار خدمات لرسائل عبر الجوال تحمل نكتة ساذجة وإباحية، لتشجعهم على المشاركة بهذه الخدمة أو تلك.

ويشير محمود إلى أن "التكنولوجيا الحديثة والتقنية العالية تستخدم حاليا في غير موضعها، وهو يدل على ثقافة الغباء والاستهتار والتربية الخاطئة التي يتلقاها العرب بشكل عام". ولا بدّ من الاشارة إلى الوضع الاقتصادي السيء الذي يعيشه شبابنا حاليا، فنحن شعب محكوم ومشغول في تأمين معيشته وقوته اليومي فقلما يجد وقت للقراءة والثقافة، ففي وقت الفراغ يفضل الشباب الجلوس في المقاهي وشرب النرجيلة لاراحة انفسهم من ضغوط النهار الطويل.

وتقول ديما ان السبب الاساسي لسوء استعمال الانترنت لدى القسم الاكبر من الشباب هو "الغزو الفكري والتقليد الاعمى للغرب بات جزءا من حياة هؤلاء الشباب"، ولكن لا يمكن أن نلغي أعداد الشباب الكبيرة المثقفة والواعية والقادرة على إستخدام الانترنت بشكل سليم وصحيح.

قد يعترض البعض ما جاء سابقا، وقد يوافق آخرين الانتقاد الموجه عن سوء استعمال النت من قبل بعض الشبان، ولكن ما يجب أخذه بعين الاعتبار أنه للتسلية وقت وللجدّ وقت، صحيح أن الانترنت يقدم خدمات التواصل الاجتماعي مع كافة دول العالم وبأقل تكلفة ممكنة، ومصدر اساسي للتعلم وإتمام الدراسات "فبكبسة زر" يصبح الكون بين يديك، فلا ضرر من استعماله للتسلية والمزح والنهفات بين الحين والآخر ومن الجائر ان نربط لهوّ الشباب بالتعرف على البنات او العكس ليس بالضرورة غباء وغريزة إنما قد يكون ابسط من ذلك بكثير.

السابق
لِمَ يحق لنا القلق تجاه برنامج إيران النووي؟
التالي
السفير الفرسي: فرحون بنجاحنا ومساهمتنا بالافراج عن الاستونيين