إلى السفير اللبناني مع التحية

ورشة عمل ونشاط تدب في ارجاء الطريق الرئيسي المسمى بطريق الشام في لبنان… الذي يصلك من اول الحدود اللبنانية ـــ السورية وحتى قلب بيروت.. وحركة دائمة لتوسعة واعادة ترصيف هذا الطريق وتغطيته بأسفلت جديد.
انتشرت اللوحات التي يشكر لبنان فيها الكويت لمساهماتها في اعادة اعمار وتجديد وتوسعة اجزاء من هذا الطريق الطويل والقديم.. في مبادرة جميلة بالاعتراف بالعرفان ورد الجميل للبنان الحبيب.

وانا ككويتية تحمل الحب لارز هذا البلد وصنوبره… وتعشق ضبابه الذي يتسلل من دون خجل لحجرات بيوتنا الجبلية.. وكرزه وخوخه التي تتدلى في ثنايا اغصان شجره.. وشمسه الذهبية التي تعكس خدها على اوراق شجر العنب الذي يلف عناقيده الحمراء والصفراء.

نحن اهل الكويت نستحي ان نقرأ عبارات الشكر.. لانها تشعرنا اننا في بلد غير بلدنا وبين اهل ليسوا اهلنا.. فما بين الاخ واخيه شكر.. ولا بينهما جميل.. بل هناك عتب رقيق رقة نسمة الهواء البارد في ليل فالوغا وحمانا… وصباح قرنايل وبحمدون… وامسية ضهور العبادية وبعبدات.. وكل منطقة يصطاف فيها الكويتيون في ربوع لبنان

اللبناني في الكويت يعمل براتب مائتي دينار وله الحق ان يكفل من يعمل لديه.. والمصطافون الكويتيون ما زالوا يعانون كثيرا من المشاكل بدءا من مشاكل الكهرباء والماء واستغلال المصطافين من قبل بعض المطاعم والمقاهي رغم محاولات الدولة القضاء على هذه التصرفات.. وقد برزت مشكلة تحدث عنها اكثر من كويتي مع السفير اللبناني حول نظام كفالة حراس بيوتهم التي يملكونها لضمان امنها وسلامتها طوال العام.. فالمطلوب منه تقديم ضمان بنكي بآلاف الدولارات رغم ان الفيللا التي يملكها هي ضمان بحد ذاته.. اما الامر الصعب ايضا فهو كثرة التردد على البلديات والجهات المعنية والرشى لانهاء موضوع مثل كفالة الحارس.. وضروة حجز جواز سفر الكويتي اياما طويلة لحين انتهاء المعاملة..

اعرف ان حتى اللبنانيين انفسهم يعانون من مشاكل المياه والكهرباء ولكنهم مواطنون.. والمصطافون، الكويتي وغيره، لم يأتوا الى لبنان دون غيره من دول العالم الا بحثا عن الراحة والهدوء والاستمتاع بجمال مناظر ومناخ هذا البلد المميز.. فالمصطاف يريد ان يرتاح في الشهر اليتيم الذي يقضيه في لبنان لا ان يقضي نصف يومه وليله من دون كهرباء والبحث عن الماء والجري وراء المعاملات.

المصطاف الكويتي ينفق على بيته مصاريف العام كله.. ولا يزوره الا بضعة اسابيع بالسنة.. الا يستطيع هذا المصطاف ان يشتري ويتملك في بلد اخر يجد فيه كل التسهيلات؟؟… اقول نعم الف مرة.. ولكن هناك حبا يسحب الكويتي الى لبنان.. لانه عشق هذا البلد واهله.
مسؤولية السفيرين في الكويت ولبنان بحث كل هذه المشاكل ومحاولة القضاء عليها حتى تستمر الحركة الى لبنان ويعج بالمصطافين.
قد يكون خلو لبنان هذا العام من المصطافين الكويتيين له اسبابه.. بدءا من الوضع السياسي في لبنان وحلول شهر رمضان وسط الصيفية.. الا انه بالتأكيد لا يخلو من حالة استياء وامتعاض يشعر بها المصطافون الكويتيون من بعض الامور مثل انقطاع الكهرباء والماء واستغلال ضعاف النفوس للوفرة المالية لكل المصطافين اضافة إلى تفاصيل ادارة املاكهم الخاصة كما ذكرت اعلاه.

وانا هنا لا اتحدث من فراغ ولكن من واقع اشعر به واقرأه واسمعه من كثير من الكويتيين.. ومن حبي لكل لبنان انقل هذا بكل مودة لمن يهمه الامر في لبنان.. فبعض المصطافين التقى سعادة السفير اللبناني في الكويت واستمع إليهم ووعدهم… وبانتظار تنفيذ الوعد.

السابق
صور والانضمام الى قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر
التالي
وصول وزير الداخلية والبلديات مروان شربل إلى السفارة الفرنسية