لا تكترث إلى هذه السطور

أراهن أنكم انتقلتم سريعاً إلى هذه السطور، فهي ليست المرة الأولى التي نستخدم فيها وسيلة مضادة لاستدراج أحدهم إلى مكان ما، ولن تكون المرة الأخيرة التي ننجذب فيها تجاه أمر ما، مغلَّف بكلمة لا أو صفة ممنوع.
ثمة أشياء كثيرة تُغوينا رغم إنها ممنوعة، ثمة أشياء كثيرة تغوينا لأنها ممنوعة. وعلى رأس قائمة الممنوعات تحضُرُ خصوصية الآخر، وتحضُرُ معها رغبة جامحة في استباحتها، والتلصص عليها. والتلصص هنا ليس محصوراً بناحية واحدة فحسب،بل ينسحب على كل تفاصيل حياة الآخر، على خيباته وإخفاقاته ومشكلاته وبشكل أقل على نجاحاته وإنجازاته.

أهو مجرد ميل فطري؟ ربما. إنما أيضاً قد تكون وسيلة للإطمئنان بأننا لسنا وحدنا من يعاني المتاعب، من يشعر بالضعف، من يخفق، ومن يفقد السيطرة.
في منطقة روزيه الفرنسية، فتح سكان أحد المنازل قبل أعوام قليلة، الأبواب والنوافذ أمام المارة ليتفرجوا على خصوصياتهم، فحققوا شهرة كبيرة. كذلك الأمر بالنسبة إلى شبان في ولاية أوهايو الأميركية. في عزّ فورة تلفزيون الواقع، وطمعاً بالشهرة وإثارة الجدل، أنشأوا موقعاً إلكترونياً وشاطروا مشاهدين من حول العالم، عبر الكاميرات، تفاصيل يومياتهم. تفاصيل تفاعل الناس معها، تماهوا معها واستعاروا شيئاً منها.

في هذا العدد من "نهارك"، أشخاص وقصص قد تتماهى معها أو تتوقف عندها: رجل يحاول إثبات نفسه بطرق متنوعة، آخر يعيش تحولات مصيرية، إمرأة طموحة تطلق العنان لمخيلتها وتبتكر تحفاً صغيرة، فيما آخرون يقتلون طموحاتهم و"يبتكرون" حيلاً عدة للحصول على المال… وأيضاً، وقفة مع البروفسور دافيد خياط عند مأكولات قد تجنّبك الإصابة بالسرطان.
بعضنا قد يكتفي بالقراءة والفرجة، وبعضنا الآخر قد تستوقفه هذه التجارب وتحثّه على إعادة التفكير ومراجعة الحسابات، وقد تدفعه إلى التلصص على… الذات!

السابق
حاصبيا اذا نجت من المكبّات لن تفلت من “المجارير”!
التالي
أميركية تجاهد للاعتراف بأنها.. حية ترزق