المعارضة السورية نعم ..لا للحوار !!

لا للحوار .. يعني نعم للقتل .. نعم للتخريب .. نعم للفوضى .. نعم لمزيد من الدماء والتدخل الأجنبي .. نعم لعقد مؤتمرات برعاية صهيونية وأميركية في باريس ولندن وواشنطن وبروكسل واستنبول وحتى في تل أبيب .. نعم لتسول الحرب الأهلية من واشنطن واستجدائها من باريس ولندن وحتى من الشيطان ! لكن أن يقولوا نعم للحوار .. فهذا يعني أن المشروع فشل والمؤامرة سقطت والوحدة الوطنية عادت فهل هذا من مصلحتهم ومصلحة من يحركهم ؟!

نعم .. إن من يسمون أنفسهم بالمعارضة السورية سقطوا اليوم سقطة لا رجعة منها، وفسحوا في المجال للقوى الوطنية المحبة للوطن وعزة الوطن ووحدة الوطن .. نعم سقطوا لأنهم لا يريدون أن يضعوا أيديهم بأيدي الشعب السوري ويبدأون العمل لبناء الوطن من جديد وترميم ما خُِّرب، لا لشيء إلا لأنهم مرتبطون بأجندات خارجية ومراهنون على مشروع أجنبي لتحويل سورية إلى ليبيا أخرى… فهل يتراجعون ؟!

في المقابل استطاعت الدولة السورية أن تسقط عن نفسها صفة التسلط والتفرد والخوف من الآخر .. لا بل وضعت الجميع وجها لوجه أمام مسؤولياتهم من معارضة داخلية وخارجية ودول أجنبية، ونفت عن نفسها صفة التفرد والديكتاتورية وحتى الدولة الأمنية .

إذاً , يمكن القول : إن المعارضة السورية في الداخل والخارج تلقت أربع ضربات متتالية، بعضها من صنع أيديها، والبعض الآخر من الديناميكية التي يتمتع بها النظام .

الضربة الأولى : عقد لقاء ( سميراميس) الذي حضره عدد لا يستهان به من المعارضين دون أن يعرفوا كيف يستغلون هذا اللقاء لإقناع الناس بهم، فظهروا غاضبين ناقمين على أنفسهم قبل الآخرين وكأنهم جاؤوا كرها، فتعاملوا بردة فعل ليكونوا بعيدين عن الجمهور السوري العريض الرافض للعنف سواء من السلطة أو من المجموعات المسلحة، في حين انحازوا كليا إلى المسلحين مدعين أن لا وجود لهم فوقعوا في فخ الحقد على النظام , بينما خرجت الدولة منتصرة كونها سمحت للمعارضة بالحوار والاجتماع .. لا بل هيأت لهم النقل التلفزيوني المباشر لكنهم رفضوا وهذا أكبر دليل على عدم الثقة بالنفس .

الضربة الثانية : اجتماع سان جرمان في باريس حيث توضحت معالم تلك المعارضة المستنجدة بالصهيونية مثل .. لمى الأتاسي وعمار قربي وملهم الدروبي وعهد الهندي وغيرهم .. الأمر الذي أغضب معارضين سوريين غيوريين وغضب جماهير عربية لم تحتمل المشهد، فارتفعت الأصوات حتى داخل قاعة سان جرمان نفسها كما فعلت الشابة الجزائرية ثريا عزة والشاب محمد عليوي وغيرهم . حيث وقد أظهر غياب أي تمثيل سوري له أدنى حد من الصدقية في المؤتمر ضعف وهزالة المعارضة في الخارج وارتباطها الواضح بأجندات خارجية .

الضربة الثالثة : كانت زيارة كل من سفيري الولايات المتحدة وفرنسا إلى حماه دون تنسيق مع الخارجية السورية، الأمر الذي فضح التدخل الخارجي الأميركي والصهيوني في سورية، وأصبحت أعمال الشغب مرتبطة حكما بالإسلاميين التكفيريين و بالأجنبي "المتحضر" (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا)، في حين صحّت نظرية الدولة من أن المجموعات المسلحة مرتبطة بالأجنبي. لقد كان "تسلل" كل من السفيرين الأميركي روبرت فورد والفرنسي ايريك شوفالييه الى مدينة حماه دون التنسيق مع السلطات السورية كما تقتضي الأعراف الدبلوماسية، الدليل الأكبر على التدخل في الشؤون السورية ودعم الإرهابيين والمسلحين الذين تحركهم جماعات تكفيرية .

الضربة الرابعة : انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في دمشق وبثه على الهواء مباشرة حيث سمعنا كما غيرنا الحديث عن الحرية والديمقراطية والتعددية الحزبية وتغليب سيادة القانون، ما يدل على أن الدولة السورية خطت نحو الدولة المدنية التعددية الديمقراطية أكثر من المعارضة، حيث شاهدنا كما شاهد الآخرون رئيس المبادرة الوطنية (الكردي) عمر أوسي يتحدث عن حقوق الأكراد كـمكون من مكونات المجتمع السوري، ليضع اللقاء التشاوري النقاط على الحروف ويظهر للجميع أن سورية ذاهبة نحو الديمقراطية بقرار واضح من القيادة السورية ذاتها شاء من شاء وأبى من أبى .

إذاً , برفض بعض أقطاب المعارضة السورية في الداخل والخارج التجاوب مع اللقاء التشاوري الذي دعت إليه الحكومة السورية، تكون هذه (المعارضة) وعن عمد واضح، وضعت نفسها إلى جانب جماعة الإخوان المسلمين الرافضة للآخر والتكفيري (عدنان العرعور) ! كما تكون وضعت نفسها في مصاف عملاء الصهيونية والولايات المتحدة الذين اجتمعوا في قاعة سان جرمان وبروكسل وأنطاليا وظهروا على التلفزيونات "الإسرائيلية" !

نعم لقد حدث الاصطفاف وظهر الفرز الواضح .. وما على الحكومة السورية ومن معها من القوى الوطنية إلا التوحد ورص الصفوف للاستعداد للمرحلة المقبلة التي سيقف فيها ثلاثة فرقاء مقابل فريق واحد هو الوحدة الوطنية السورية. أما الفرقاء الثلاثة فهم: أمريكا والصهيونية ..عملاؤهم في الداخل والخارج .. والجماعات التكفيرية التي وجدت لها نصيرا من الفريقين! وستكون الغلبة في النهاية طبعاً لمن اختار طريق الحوار والوحدة الوطنية، فيما ستجد جماعات التطرف والإرهاب والعمالة نفسها متسولة رضا الأعداء وفتاتهم !

السابق
الوفاء لرفيق الحريري… ماذا يعني؟
التالي
اسباب واهية!!