تحت الحزام…يصير شر

الاخطاء المطبعية، هي جلطات تصيب الكاتب والصحيفة، بعضها يتحول الى طرفة، وبعضها كارثة، وكارثة مجتمعاتنا ان الاخطاء المطبعية نعتبرها جزءا من العادات والتقاليد، نعيد استخدامها الف مرة بالثانية، وهي في النهاية لاتؤدي سوى الى مزيد من السير الى الخلف، واليكم بعض جلطاتنا المطبعية:

• « ماصار شي» … ببساطة، قد يصطدم بسيارتك لانه كان مشغولا بالموبايل، او كان يبحث في درج سيارته، ينزل يسلم عليك ويقول لك»ما صار شي»، السيارة تحطمت، البلد تحطم، الناس تتداعم اجتماعيا وطائفيا وفئويا، ويخرج المسؤول ليصرح « ماصار شي »!

• «موتة ربك»… هكذا نقولها دائما، كيف مات لماذا مات لاشيء، كان نائما ومات «موتة ربك» يقولها الانسان البسيط، ويقولها الطبيب ايضا، يبرر فشله ويقول «ربك اخذ امانته»، يا سعادة الطبيب الا يفترض ان نعرف لماذا مات هل بسبب مرضه ام بسبب اهمالك، عندنا لا فرق، انسان كبير لازم يموت بسرعة… وعندما لايحاسب احد في نظام فاسد، الناس يموتون «موتة ربك»!

• «نسيت»…انها اكثر كلمة نتداولها ونتناولها كالبنادول، تأخرنا على الدوام، لم نذهب لموعد مهم، لم ننجز مسؤولية…اجابة ومبرر واحد بسيط وسهل، يقبله الاخرون لان الاخرين يستعملونه ايضا، وفي عرفنا مادام نسي فهو معذور، كل انسان ينسى، والانسان سمي انسانا لانه ينسى، والنسيان نعمة من الله… والناخب كل اربع سنوات غير مستعد لتغيير مرشحه رغم انه غير زوجته، لانه ببساطة «نسي» ما فعله النائب من كوارث خلال اربع سنوات!

• «لاتدقق»…كلمة اخرى في القاموس الحديث، لا تدقق على كل شيء، التفاصيل غير مهمة، فلا معصوم في الكون، هناك اخطاء في البناء، في المعاملات، في المسؤوليات… لا تدقق كثيرا «اهم شي خلص» ولهذا في اي عمل فني تلفزيوني سينمائي عربي، لن تجد ما يبهرك لان كلها تسير وفق طريقة «لا تدقق»!

• «لا تكبر السالفة» نعم السالفة كبيرة، ولكنه يصرح، سرق نصف مليون فقط وغيره يسرق الملايين، هذا الحاكم قتل عشرين فقط وغيره الالاف، لا تكبر الموضوع، فالفساد موجود في كل مكان، و«لا تكبر السالفة» فكل من سجن ثلاثة «مغردين» من بين الالاف، والكبير من تصغر في عينه الكبائر!

• «الله ما يبي» وهذه مقولة جاهزة، لكل من لايريد ان يفعل شيئا، فهو لا يسافر، لا يربح، لا ينجز، فشل دائم في عمله بسبب سوء ادارته… يبررها بمقولة واحدة «الله ما يبي»، ثم ينام!
• يردد بسهولة «حظوظ» هكذا الدنيا عنده، الحظ عندنا يجب ان يطرق بابنا لا ان نطرق بابه، يلحقنا لا ان نلحقه، يمشي خلفنا لا ان نمشي خلفه، والتنبلة تزيد لانه وببساطة، الدنيا «حظوظ»!

• «تكبر وتنسى»، «عديها»، «ريح مخك»، وعبارات كلها محبطة، لا تعني شيئا، ولعل عبارة «ان شاء الله» و«يصير خير» اكثر العبارات التي يرددها الاباء والامهات لابنائهم، جواب تقليدي لا يعني اي شيء، فلا هو لا، ولا هو نعم، ولا هو امتناع، انها عبارة تعني لا شيء، واجابة تعني لا اجابة… والبلد كله يسير وفق اجابة «يصير خير»! قالوا لكم يصير خير، يعني يصير خير!

السابق
محاكمة بن علي ضرورة… ولكن!
التالي
ماذا يريد الإخوان؟