الراعي: القبول بالمحكمة حتى إثبات تسييسها

 اعتبر البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي "أن كل شيء في لبنان مسيس والسياسة تفسد كل شيء، لافتا الى أن المحكمة لاحقاق الحق، والى أن نثبت انها مسيسة علينا القبول بما يصدر عنها". وأكد "أن الكنيسة لا تقفل ابوابها في وجه أحد بل تستقبل الجميع، ترشد وتنبه وتدعو الى التلاقي والمحبة"، مشيرا الى "أن مسؤولية عيش المواطن تقع على عاتق الدولة والمسؤولين".
تحدث البطريرك أمام الاعلاميين المنتدبين في الصرح البطريركي في الديمان خلال لقائه بهم، وأكد "أن الكنيسة لا تغلق أبوابها في وجه أحد، لكننا ننبه ونقول الحقيقة ونطلب الى الجميع وقف السجالات الاعلامية".
وعن اللقاءات المسيحية قال: "بحثنا في كل المواضيع، وهناك لجان تواصل البحث لجهة بيع الاراضي والحقوق المسيحية في الوظائف العامة وما الى ذلك من أمور تهم المسيحيين والمسلمين، فبيع الارض كبيع الوطن، وعلى الانسان أن يستثمر أرضه لا أن يبيعها، ومشكلتنا مع المالكين الكبار وليس مع الصغار. وبالنسبة الى الوظائف في الادارات، علينا التعاون في ما بيننا للوصول الى إحقاق حقوقنا، وكذلك تبحث اللجان في مواضيع متعلقة بالانتخابات النيابية واللامركزية وموضوع توطين الفلسطينيين والعلاقة بين القيادات السياسية وموقع رئاسة الجمهورية، وهناك إيجابيات بالنسبة الى العمل السياسي، فهو ليس عملا اتهاميا بل منافسة بالعمل على الارض، ومأخذنا على السياسيين أن ليس عندهم برامج حول معالجة الديون والقضايا الاساسية، ونحن لا نقفل أبوابنا في وجه السياسيين، بل نحترمهم، ومن يخطئ عليه أن يعترف بخطئه، وعلينا الخروج من الحال التي نحن فيها ومطالبة الدولة بتحسين أوضاع الناس، فالشعب تحت مستوى خط الفقر والاقتصاد في تراجع والسياحة معطلة، فكيف يعيش البلد؟".
وشدد على "أن مسؤولية عيش المواطن بكرامة تقع على عاتق الدولة والمسؤولين، ولا ينبغي تعطيل الامور".
وعن الوضع في المنطقة قال: "هناك صراع سني- شيعي، ودور المسيحيين أن يكونوا صلة الوصل والوسطاء لمنع تفاقم الاحوال".
وعن المحكمة الدولية قال: "نحن مع إحقاق الحق والقضاء، ولكن البعض يقول إن المحكمة مسيسة". وسأل: "من منا يقبل أن تكون المحكمة مسيسة أو مزورة؟ علينا فصل السياسة عن القضاء، هناك أناس ومسؤولون قتلوا وهناك فلتان، فإذا كانت المحكمة غير موجودة فمن يحمينا؟ ومن يحمي الناس؟ نحن لا نقبل بمحكمة مسيسة أو مزورة، ولكن هل لمجرد الاختلاف معها نتهمها؟ علينا إثبات أنها مسيسة أو مزورة والا تبقى المحكمة لتحفظ حقوق الناس".
وختم: "مشكلتنا أن كل شيء عندنا مسيس، حتى انهم قد يصلون الى تسييس الله سبحانه وتعالى".
جعجع وكيروز: واستقبل الراعي النائبين ستريدا جعجع وايلي كيروز في حضور المطران فرنسيس البيسري، وعرض معهما الاوضاع العامة والتحضيرات في منطقة الارز للاحتفال الديني الذي سيقام بمناسبة عيد التجلي مساء الخامس من آب المقبل برعاية البطريرك وحضوره، كما وجه النائبان للبطريرك الدعوة لرعاية قداس "شهداء القوات اللبنانية" السنوي الذي سيقام في ايلول المقبل.
زار الصرح أيضاً وفد من أبناء بلدة الديمان الذين القى باسمهم رئيس نادي الاتحاد الديماني المحامي انطوان غصن كلمة قال فيها: "تتشرف رعية الديمان بزيارتكم يا صاحب الغبطة، وتتبارك أرضها بحلولكم في ربوعها، جريا على عادة أسلافكم الكبار. إن اقامة البطاركة الموارنة في الوادي المقدس منذ سنة 1440 حتى سنة 1823 حين انتقلوا الى الديمان، شكلت محطات تاريخية بارزة، ويسعدنا نحن ابناء الديمان ان نكون محظوظين بإقامة البطاركة العظام بيننا، ونحيي سلفكم الكبير غبطة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، الذي عايشنا منذ سيامته كاهنا فأسقفا فبطريركا، وطبع جرد الديمان ودروب الوادي بخطواته المباركة. وأطلق مبادرته التاريخية بتمليكنا أراضي الديمان، فنقل هذه القرية الى نهضة عمرانية وأعاد عشرات المهاجرين من أبنائها اليها. وكلنا أمل أن تكملوا هذه المسيرة. وتتشرف الديمان بأن تقيم على مدخل الكرسي البطريركي حديقة وفاء للبطريرك صفير وولاء للبطريرك الراعي. ونأمل فور إنجازها أن تباركوا حفل افتتاحها خلال شهر آب المقبل".
ورد البطريرك بكلمة شكر فيها للوفد زيارته مؤكدا "ضرورة العودة الى الجذور"، وقال: "أحييكم أنتم أهلنا في الديمان كما يحييكم البطريرك صفير والسادة المطارنة، ونحن وإياكم منذ سنوات طويلة، فالبطريرك ليس موجودا في الديمان وقنوبين بل هو ابن المنطقة متجذرا مع البطريركية التي تأسست منذ مئات السنوات، فأنتم اسرتنا التي تحضن البطريرك والخط الماروني وتحافظ على التقاليد، وأحيي مغتربيكم، ونحن وإياكم في شركة ومحبة، ونحن معكم لتثبتوا في أرضكم لأنها أمنا وهويتنا ونقطة ارتكازنا، ونفاخر بأننا متجذرون في أرضنا نحافظ على القيم المسيحية ونحمل الرسالة المارونية، ومؤتمنون على وديعة الوادي المقدس وعلى الانفتاح نحو العلى، ونلتقي مع اخوتنا المسلمين في وحدة وطنية، والمسؤولية هي على عاتق الجميع لنبقى كلنا في وطن واحد نواصل المسيرة الوطنية ونصلي ليبقى هذا التاريخ مستمرا من الديمان والوادي المقدس، ونحن هنا لنشدد على الايمان وعلى كوننا كلنا جسما واحدا وعائلة واحدة، ونحن أصحاب تاريخ ورسالة، ولتبق الديمان مشعة بإيمانها ووطنيتها".
وكان البطريرك استهل نشاطه صباحا بلقاء مع الشبيبة ضمن حلقات التنشئة المسيحية، في حضور المطرانين البيسري وسمعان عطاالله وعدد من الكهنة، وكان حديث عن عيد العنصرة والآحاد التي تليه وصولا الى عيد التجلي، مذكرا بما لوادي قنوبين المقدس من تأثير على الحياة المارونية، وداعيا الى "عيش الشركة والمحبة عموديا مع الله وأفقيا مع كل الناس، لنكون كلنا شهود حق لرسالة المسيح".
كذلك التقى النائب السابق جبران طوق ووفدا من جمعية القربان المقدس برئاسة السيدة منى نعمة، فالنائب البطريركي العام الجديد المطران بولس صياح. 

السابق
سليمان اكد الدفاع عن الحدود اللبنانية
التالي
مثل النّوَرْ ما بسافروا إلاَّ بالشوب!