كوريون يجربون جنازاتهم افتراضياً

 عند بلوغه الثانية والستين من عمره، شعر ها يو سون بالموت يقترب، وفكّر كثيراً في تلك اللحظة الحاسمة. لكن لماذا الانتظار؟ يجب أن يكون مستعداً. قرر الانضمام إلى دورة تدريبية على ملاقاة الموت.

ارتدى سون الملابس التقليدية الصفراء التي يرتديها الموتى، ورقد في سلام داخل النعش إلى أن جاءه رجال متجهّمون، متشحون بالسواد، وأغلقوا عليه النعش بإحكام. حينها شعر بأقسى مخاوفه: لقد حلّ السواد الأبدي! يحكي عن تجربته فيقول: «تنفست الصعداء حين تذكرت أن هذه ليست جنازتي الحقيقية بل مجرد جنازة وهمية»، ويضيف: «هناك خطوة واحدة تفصل بين الحياة والموت، لكنها هائلة».

وانضم سون إلى نحو 70 شخصاً اشتركوا في دورة تدريبية بعنوان «الموت بشكل جيد»، نظمها مكتب تابع للإدارة المحلية في شمال غربي العاصمة الكورية الجنوبية سيول، وكان شعار الدورة «لا تعتبر الحياة شيئاً مسلّماً به».

وقال كانج كوانج آه، مدرب في الدورة، إن تجربة الاقتراب الفعلي من الموت يمكن أن تفيد كثيرين، كباراً وصغاراً.

وقالــــت بايك سونــج أوك، وهي مريضة بالسرطان، إن تجــــربة الرقاد في النــــعش التجريبي جعلتها أكثر تقديراً لكل ما حـــولهــــا. وقالــــت لحظة خروجها من النعش: «لن أكون جشعة بعد الآن، سأقترب من زوجي وأعبّر أكثر عن حبي لأولادي». 

السابق
الطائرات تحدّد طقس المطار!
التالي
فايز غصن: الامن خط احمر لن يسمح لاحد بتجاوزه