البيرق: الجلسة النيابية تنتهي بالثقة نهارا لتنكب الحكومة على اجراء التعيينات

اليوم الثاني من المناقشات النيابية للبيان الوزاري ظل ضمن المعقول لولا سخونة برزت في " الوصلة" المسائية على خلفية ما قاله النائب عاصم قانصوه عن زميله النائب خالد الضاهر ظهرا من كلام ناب جعل " الرفاق"في 14 آذار يتهيأون للانتقام على مايبدو. فكانت تلك السخونة التي" بردها" مرارا رئيس مجلس النواب نبيه بري بتدخلاته السريعة وقفشاته المتلاحقة لمنع التطورات من التعاظم ولاعادة الهدوء الى الصفوف .
وكان لافتا في اطار المداخلات وخصوصا المسائية الكلام الهجومي لكل من النواب سامر سعادة ونهاد المشنوق ونديم الجميل وتصدي الوزير علي حسن خليل باستمرار للمهاجمين رافضا اقوالهم وعمل الرئيس بري على اسكاته وكذلك الاشتباك الكلامي بين النائبين ابراهيم كنعان وسامي الجميل وتدخل بري.
وخارج الاطار البرلماني حافظت الساحة السياسية على هدوئها وسير الامور فيها بشكل عادي فيما برز نوع من التحرك الرامي الى المعالجة السريعة للوضع الاقتصادي والمعيشي المتفاقم في ظل الغلاء الذي بات يكوي الجميع من دون استثناء وعجز المواطن عن تامين ابسط الضروريات .
الى ذلك فان كل الاهتمامات منصبة على جلسات الثقة على رغم انها مضمونة سلفا بما بين 69و70 صوتا بانتظار جديد على المحور الحكومي بعد نيل الثقة وشروع مجلس الوزراء في اجراءاته العملية نحو ورش التعيينات لاعادة المشهد السياسي الداخلي المنحرف عن الهم المعيشي للمواطن في غير اتجاه الى حيث يفترض تحريك الجمود في الملفات وفي مقدمها التمديد لحاكم مصرف لبنان لما للامر من انعكاسات ايجابية على الوضع الاقتصادي وتعيين رئيس الاركان الجيش اللبناني ليتسنى للقيادة تنفيذ المهام على المستوى الوطني والانطلاق نحو الخارج لبحث اطر المساعدات العسكرية .
وفي موازاة ذلك سيبدأ مجلس الوزراء البحث في ملفي التعيينات الامنية لاسيما في مجلس قيادة قوى الامن الداخلي لملء الشواغر وتفعيل عمل المؤسسة والهيئات القضائية من خلال تعيين رئيس لمجلس القضاء الاعلى.
وفي موقف لافت من خارج الندوة البرلمانية دعا مجلس المطارنة الموارنة الحكومة الى تحمل مسؤولياتها في هذه المرحلة الخطرة فتعمد الى احترام المواثيق والاتفاقيات والتقيد بالقرارات الدولية وحفظ مكانة لبنان في مصاف الدول المتحضرة.
وناشد المسؤولين السعي الى توحيد الرؤية في ماخص المحكمة الدولية واظهار الحقيقة والعمل على تحقيق العدالة التي من شانها وضع حد لمسلسل الاغتيالات ووأد الفتنة في البلاد .
اذا، ارتفعت حدة السجالات السياسية في اليوم الثاني من جلسات مناقشة البيان الوزاري في ساحة النجمة بين نواب" 14 آذار" والاكثرية الجديدة وكان السجال الابرز في الجلسة النهائية بين النائبين خالد الضاهروعاصم قانصو والذي كاد يتحول الى الاشتباك لولا تدخل النواب ، فيما السجال الابرز الاخر سجل في الجلسة المسائية بين النائب نهاد المشنوق والنواب علي حسن خليل ونوار الساحلي وحسين الموسوي وعلي عمار ونواف الموسوي الذي وصف المشنوق بالعميل المعروف ثمنه" وذلك ردا على مهاجمة المشنوق حزب الله والمقاومة .
وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري ضابط ايقاع الجلسات الذي تدخل اكثر من مرة وحال دون تفاقم السجالات السياسية .
ولم تكن كلمة المشنوق هي التي فجرت هذا السجال والانقسام الحاد الذي بلغ ذروته في الجلسة المسائية فالانقسام بدا واضحا مع كلمة النائب سامر سعادة الذي قال فيها: كما لم نخف ابو عمار وسلاحه نحن لا نخاف السيد وسلاحه". وهنا اعترض نواب حزب الله والوزير حسين الحاج حسن الذي قال: هذا كلام غير مقبول ومع العلم انه لايحق الكلام لي كوزير لكن هذا الكلام غير مقبول فيما قال النائب نواف الموسوي يريدون ان يقولوا فليقولوا ما يشاؤون ونحن لن نكون مستمعين .
الا ان كلمة المشنوق فجرت الوضع كليا في المناقشات فقوطع اربع مرات خلال كلمته وبدا واضحا ان الفريقين انقسما حول العناوين المعروفة البيان الوزاري والمحكمة والسلاح والمقاومة وبند الشعب والجيش والمقاومة مما حول بري الى ما يشبه قاض صلح في هذه الجلسة لفض اكثر من خلاف وقع خلال هذه الجلسة التي كانت قد بدات بشكل رتيب كانها نسخة منقحة عن الجلسات الثلاث التي سبقتها .

السابق
الأنوار: جهود برّي حالت دون تحوّل البرلمان الى ساحة معركة
التالي
حرب الـSMS لضرب سياحة لبنان