مسبح الزهراني..غارق

كان أهالي ساحل الزهراني على موعد مع بداية موسم الصيف الحالي، مع الافتتاح الرسمي لثلاثة مسابح شعبية إلى جانب تعزيز الشواطئ التي يرتادونها منذ سنوات. إلا أن المعوّقات التي أخرت المشروع كانت كثيرة، وأخطرها تلوّث شاطئ البيسارية بأوساخ اتحاد مسالخ المنطقة.فمنذ إنشاء مجلس اتحاد بلديات ساحل الزهراني قبل عام، وضع رئيس الاتحاد علي مطر على الطاولة مشروع تأهيل شواطئ الزهراني، وكان قد أعلن في حديث سابق مع «الأخبار» أن الاتحاد اتخذ قراراً عاجلاً بإنشاء ثلاثة مسابح شعبية في السكسكية عند شاطئ ميناء الرجال، وفي البيسارية عند شاطئ البراك وفي الخرايب عند شاطئ العيتانية. الطلب الذي رفع إلى وزارة الأشغال والنقل للاستحصال على موافقتها، لم يصل إلى النهاية المرجوة. فقد تحفظ المدير العام للوزارة عبد الحفيظ القيسي على إعلان شاطئ البراك مسبحاً شعبياً بسبب نسبة التلوث التي تصيبه من جراء توجيه شبكات الصرف الصحي من قرى المنطقة واتحاد مسالخ الزهراني الواقع في البيسارية. ولأن تلوث البراك انسحب على بقية الشواطئ، يتوقع أن يقوم القيسي، على رأس وفد من الوزارة، بزيارة مرتقبة خلال أيام للمنطقة لإجراء كشف ميداني تلبية لدعوة من الاتحاد. نتائج الكشف ستحدّد مصير الموافقة على إنشاء المسابح الشعبية مع ما يلزمه من توفير دعم من الوزارة لتوفير حراس وفرق نظافة وإنقاذ.

وبمعزل عن إعلانه مسبحاً شعبياً رسمياً أو لا، مثّل شاطئ البراك طوال السنوات الماضية قبلة للروّاد على طول ساحل الزهراني، وذلك بسبب مساحته الرملية الشاسعة في مقابل بقية الشواطئ التي يغلب عليها الصخر، فضلاً عن تميّزه بتوافر نبع مياه البراك العذبة التي تتفجر بمحاذاة الشاطئ وتصبّ في البحر مباشرة، فيما تروي البساتين المحيطة. إلا أن المنطقة التي وصفت بالأكثر نظافة في الفترة السابقة، ساءت سمعتها منذ عام 2003، إثر افتتاح تجمع مسالخ الزهراني الواقع عقارياً بين بلدتي البيسارية والصرفند، وتحويل الأوساخ والمياه المبتذلة الصادرة عنه نحو شبكة الصرف الصحي المنحدرة من البلدات. علماً بأن اتحاد المسالخ الذي افتتح في عهد وزير الزراعة والتعاونيات السابق النائب علي حسن خليل في 29 آب سنة 2003، تشغله وتشرف عليه «الجمعية التعاونية الزراعية العامة» ومقرّها في البيسارية. ولا يشارك في الإشراف المجلس البلدي للبيسارية قبل حلّه في العام الماضي. إلا أن لجنة الصحة في بلدية الصرفند السابقة حاولت التصدي للتلوّث الذي يحدثه المسلخ في محيطه وصولاً إلى الشاطئ، لكونه يقع ضمن أراضيها.

رئيس اللجنة الطبيب محمد خروبي كان قد أعدّ تقريراً عن معايير الشروط البيئية والسلامة العامة التي تحكم تشغيل المسلخ. وتبيّن له أنه «يمثّل خطراً كبيراً على البيئة وعلى صحة المواطنين». وأشار التقرير إلى ظهور سمك القرش الذي جذبته روائح الدم. تحركات اللجنة والجمعيات البيئية في المنطقة دفعت بمشغلي المسلخ إلى استحداث مصافٍ في قنوات الصرف الصحي، فيما أكد خروبي أن الواقع لا يزال على خطورته.

رغم كل ذلك، لا يزال الشاطئ يستقطب عدداً كبيراً من الروّاد. لكن هل تسمح نسبة التلوث بإعلانه مسبحاً شعبياً؟ يرفض مطر حرمان المنطقة فرصةَ التطوير السياحي بسبب تلوث البراك. وبدلاً من أن تعدل الوزارة عن منح الموافقة لإنشاء المسابح الشعبية، يطالب بأن يتكاتف المعنيون لوضع خطة إنقاذ بيئية للشاطئ.

السابق
مضمون تقرير تسريب “الاجتماع”
التالي
وقفة الحداد: الحياد الممنوع!