الجمهورية: ترحيل البيان الوزاري إلى الاثنين انتظاراً لبند المحكمة والأمم المتحدة تدعو لبنان الى احترام التزاماته الدولية

على وقع التطورات السياسية والامنية الداخلية المتلاحقة والإقليمية المتصاعدة رحّلت الحكومة صياغة بيانها الوزاري الى مطلع الاسبوع المقبل، في انتظار ان يصوغ رئيسها نجيب ميقاتي البند المتعلق بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان الذي تقرر جعله البند الاخير في جدول مناقشة بنود البيان الوزاري.

فقد استولد الاجتماع الرابع للجنة الوزارية الملكفة صوغ البيان الوزاري أمس اجتماعا خامسا سيعقد الاثنين المقبل وسط تجدد التوقعات بأنه قد يكون الأخير، بعدما كان مرجحا أن يكون الاخير أمس.

وعلمت "الجمهورية" ان ميقاتي تعهد للجنة أمس أن يقدم الصيغة المقترحة لبند المحكمة الدولية في اجتماع الاثنين بعد اخضاعه للتشاور والتمحيص في اجتماعات واستشارات سينكب عليها طوال يومي غد وبعد غد.

وقالت مصادر وزارية ان هذه الصيغة شارفت الانتهاء وتحتاج فقط لاطلاع الاقطاب الاساسيين في الحكومة عليها، لان هذا البند بالتحديد يحتاج الى التوافق قبل ان يطرح على طاولة اللجنة الوزارية. وعند طرحه تنتهي اعمال اللجنة على ان يعقد مجلس الوزراء الثلثاء او الاربعاء المقبلين كحد اقصى لمناقشة مضمون البيان قبل احالته إلى الامانة العامة لمجلس النواب.

وعلمت "الجمهورية" ان من بعض الصيغ المتداولة لبند المحكمة يشدد بما معناه على ان تظهر المحكمة الدولية العدالة الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وأن تحقق العدالة فيها وأن تكون محكمة عادلة ونزيهة بعيدة عن اي تسييس.

وكانت اللجنة قد استكملت أمس مناقشة البنود الاقتصادية واجرت بعض التعديلات الطفيفة على الفقرات قبل ان تنتقل الى شق عمل الوزارات التي لم يبق منها سوى عدد ضئيل جدا. وقد تأكد الاتجاه ان يكون البيان الوزاري مقتضبا لا تتعدى صفحاته 8 أوراق فولسكاب على غرار البيان الوزاري الذي اعتمده ميقاتي في العام 2005 مع ورود بعض التفاصيل الاضافية.

وعلمت "الجمهورية" أن نقاشا اتسم بشيء من الحدة دار بين وزير المال محمد الصفدي ووزير العمل شربل نحّاس حول الشق الاقتصادي في البيان، اقترح نحاس ان يتضمن البيان رؤية اقتصادية مقرونة بتفاصيل وآليات بينما رأى الصفدي أنه وفي ظل التوجه لصوغ بيان مقتضب ان يتم وضع عناوين اساسية للسياسة الاقتصادية على ان تدرس التفاصيل لاحقا في مجلس الوزراء.

وقال احد الوزراء لـ"الجمهورية" ان نقاشا مماثلا حصل حول بنود تتعلق بقطاعات أُخرى ولكنه حُسم بإلتزام الجميع ان يكون البيان مقتضباً

واشار وزير الإعلام وليد الداعوق الى ان اللجنة تداولت بعدد من التوجهات الإقتصادية والإجتماعية، وما يتعلق بالسياسة المالية والإقتصادية اضافة الى عدد من الأمور السياسية التي تحتاج الى مزيد من النقاش، قائلاً إن "البند المتعلق بالمحكمة سيتم إدراجه في البيان الوزاري وفق صيغة تراها الحكومة مناسبة".

وكان الوزير محمد فنيش قال قبيل الإجتماع : "نحن في انتظار صيغة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المتعلقة بالمحكمة الدولية".

وقال أحد الوزراء إن ميقاتي لن يقدم الى اللجنة الوزارية اي مشروع يتصل بالمحكمة او بالعلاقات الدولية قبل ان ينجز وفريق عمله تفاهما يعمل عليه خارج إجتماعات اللجنة، وعند نضج الطبخة ينتقل الملف اليها، حيث من الممكن البت به في أقل من نصف ساعة. واضاف: "ان ما نحتاج اليه من وقت يكمن في الفترة التي يمكن ان تستغرقها "القراءة الهادئة" وما يحتاجه البعض للتعليق على مضمونه ببعض الملاحظات الشكلية. ذلك ان الموضوع مطروح في اندية وكواليس لا تمت الى عمل اللجنة الوزارية بصلة حيث يقع "المطبخ الأساسي" للأكثرية الجديدة.

وأشار أحد المقربين من المطبخ الحكومي الى ان رئيس الحكومة يتريث في طروحاته ليصل الى المرحلة التي يمكنه فيها ان يكرس "صيغة فذة" تليق بلبنان كدولة ضمن المجتمع الدولي وموقعه فيه. واضاف: ان هذه الصيغة التي يتحدث عنها ميقاتي لم تلق الى اليوم اي رد فعل إيجابي وقد يكون ما تلقاه من ملاحظات سيصبح أكثر وضوحا في الحديث التلفزيوني المباشر الذي سيدلي به الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء اليوم عبر قناة "المنار".

ومن المنتظر ان يتناول نصرالله في حديثه مجمل القضايا المحلية والاقليمية والدولية المطروحة وموضوع المناورات الاسرائيلية الاخيرة ، وربما تناول ما شاع في الايام الاخيرة عن إختراق امني اسرائيلي للبنية التنظيمية لحزب الله والمقاومة.

اجتماع 14 آذار

الى ذلك رفعت المعارضة من وتيرة استعداداتها للمواجهة، وفي معلومات لـ"الجمهورية" أن أقطاب وقيادات قوى 14 آذار عقدوا اجتماعا موسعا مساء الأربعاء في "بيت الوسط" دام لأكثر من 3 ساعات، وحضره رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، الوزير السابق محمد شطح، النائب ميشال فرعون، رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون، رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، رئيس حزب الكتلة الوطنية العميد كارلوس إده، رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض، والنواب السابقون : منسق الأمانة العامة الدكتور فارس سعيد، سمير فرنجية، باسم السبع ، الياس عطاالله، وغطاس خوري، ونادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري، وقد تغيب عن الإجتماع الرئيس أمين الجميل لوجوده في بروكسيل والنائب سامي الجميل بعذر.

واطلع المجتمعون من وفد 14 آذار الذي زار باريس أخيرا على نتائج لقائه مع الحريري . كذلك بحثوا في تنظيم المعارضة والخطوة الأولى في هذا الاتجاه إبراز الكتلة النيابية لقوى 14 آذار من اجل مناقشة البيان الوزاري في شكل منسق وموحّد، والنقاط التي يجب أن ترتكز اليها مداخلات النواب.

كونيللي

في غضون ذلك، تابعت السفيرة الأميركية مورا كونيللي جولاتها على المسؤولين وزارت امس وزير الداخلية والبلديات مروان شربل وبحثت معه في "الوضع العام على المستوى الأمني في لبنان"، وذكرت السفارة الأميركية في بيان لها، أن البحث تناول أيضاً ما وصفته "بالتعاون المستمر بين الولايات المتحدة ووزارة الداخلية اللبنانية لتدريب وتجهيز المؤسسات التي تعنى بإنفاذ القانون في لبنان".

الامم المتحدة

وعلى وقع مناقشات مسودة البيان الوزاري، دخلت الأمم المتحدة بقوة على خط تذكير لبنان بضرورة احترام التزاماته الدولية، حيث طلب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو في جلسة مجلس الأمن الدولي التي انعقدت أمس لبحث ملفات الشرق الأوسط، بإسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من الحكومة اللبنانية الجديدة الإلتزم بالقرار 1701 وإحترام واجبات لبنان الدولية، لافتاً إلى أنَّ الأمم المتحدة تتعاون مع الحكومة اللبنانية لمساعدة اللاجئين السوريين (إلى القرى والبلدات الواقعة على الحدود مع سوريا) وتحسين أوضاعهم، وناشد الدول الداعمة تزويد مؤسسة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بالأموال اللازمة.

من جهتها، أعلنت اسرائيل عبر سفيرها في مجلس الأمن، انها لن تنسحب من الغجر ما دام "حزب الله" يحسّن وضعه القتالي ويتزوّد بالسلاح، واعتبر ان بلاده طبقت القرار 425 بالانسحاب من لبنان.

وهاجم السفير الإسرائيلي في الوقت نفسه الرئيس السوري بشار الاسد، قائلا:" الأسد هو طبيب عيون ضرير، وهو لا يرى الارهاب

في بلده بل يرعاه".

السابق
البناء: خطة «مستقبلية» مزدوجة للتشويش وتحضيرات لتحركات في الشارع ضد الحكومة
التالي
النهار: الدبابات السورية بلغت مشارف الحدود التركية وواشنطن تخشى تصعيداً للصراع في المنطقة