مناورات إسرائيلية واستنفار لبناني وخوف الأهالي: الجنوب يصرّف أيامه بانتظار حرب جديدة!

الحذر والترقّب سيّدا الموقف في قرى الجنوب الأمامية، المحاذية للحدود مع فلسطين المحتلّة، جرّاء المناورات الأسرائيلة الجديدة في يومها الخامس.

بعض الأهالي عبّروا عن مخاوفهم من أن "تكون هذه المناورات منطلقاً لحرب جديدة قد تشنّها اسرائيل هذا الصيف". محمد حمّود مثلا، من بلدة كفركلا، يقول إنّ "أبناء البلدة يراقبون الوضع بخوف وحذر شديدين، وقد كنّا متخوّفين في يوم النكسة الفلسطيني من أن يعمد الفلسطينيون الى التجمّع قرب بوابة فاطمة وتحويل البلدة الى مركز توتر قد يؤدي الى حرب لا تتحملها البلدة والمنطقة". ويتابع حمّود: "توقفت مصالحنا التجارية، لذا نأمل أن يسود الهدوء لكي نعيش بسلام".

في المقابل بدت الحياة هادئة جداً في المنطقة، وحركة الأهالي عادية جداً، مع ملاحظة تراجع لافت لعدد المصطافين من النازحين والمهاجرين، في حين استمرّ التحليق المكثّف للطائرات الحربية وطائرات التجسّس الأسرائيلية فوق الأراضي الجنوبية، وتسمع بين حين وآخر أصوات المدافع والأسلحة الرشاشة قريباً من الحدود. كما سيّرت دوريات متتالية لقوات اليونيفل على طول الحدود، وتراجعت أعداد الوافدين الى الحديقة العامة في مارون الرّاس، التي اعتادت باستمرار، سيما في فصل الصيف، على استقبال المئات من الأهالي، الذين يقصدونها للتنزّه والاستمتاع بالمناظر الخلاّبة.

إلى جانب كلّ هذا أفادت الاذاعة الأسرائيلية أن "التمرين الذي تجريه اسرائيل لمحاكاة وقوع هجمات صاروخية في العمق الاسرائيلي يبلغ ذروته يوم الأربعاء (الفائت) بحيث تطلق صفارات الانذار في نطاقه مرتين عند الساعة الـ11 من قبل الظهر وفي السابعة مساء. ويطلب من المواطنين الاحتماء بالمناطق الآمنة والغرف المحصنة لدى سماعهم دوي الصفارات".

ويوم الأربعاء علمت "جنوبية" أنّ حزب الله استنفر عناصره المنتشرين على طول الحدود تحسّباً لأي طاريء، رغم أن تحركاته العسكرية، وكالمعتاد، ظلّت قيد الكتمان وبعيداً عن عيون الأهالي.

وقد وصف نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق المناورات الإسرائيلية بأنها "تذكير سنوي بالإخفاق الإسرائيلي أمام المقاومة"، سائلا "ماذا تنفع المناورات الكيانية، إلاَّ أنها تؤكد العجز الإسرائيلي أمام المقاومة؟". ولفت إلى أن "الإسرائيليين ليس أمامهم إلاَّ أن ينتظروا مفاجآت وخطابات السيد حسن نصرالله"، وأضاف الشيخ قاووق: "ردنا على هذه المناورات أن إسرائيل بأسرها ستبقى أسيرة مفاجآت ومعادلات المقاومة"، موضحا أن "هذه المناورات أدَّت إلى نتائج عكسية لأن الإسرائيليين ما عادوا يثقون بقدرة جيشهم على توفير الحماية لأية مدينة في العمق الإسرائيلي".

القوات الإسرائيلية أكملت اليوم مناورة بالأسلحة المدفعية والرشاشة منذ الصباح الباكر على محاذاة الحدود مع لبنان، وقريباً من قرى وبلدات بنت جبيل، التي سمعت فيها أصوات المدافع والأسلحة الرشاشة بشكل واضح. كما سمعت أصوات خمس انفجارات داخل مزارع شبعا المحتلّة علم أنها ناجمة عن قصف مدفعي أسرائيلي. في حين بيّن مصدر في اليونيفل أن الوضع في الجنوب اللبناني هادىء ومستقرّ ولا شيء يشي بأي تطور أمني قد يحصل قريباً.

الجنوب إذا بين المناورات والتهديدات المتبادلة والطيران الإسرائيلي والمناورات المخيفة، والإستنفار الصامت، يبدو كما لو أنّه يصرّف أيامه، بانتظار حرب جديدة.

السابق
اللواء: خلاف بين ورقة ميقاتي وعون في المال والإقتصاد ··· ومواقف جادة للحريري ونصر الله اليوم
التالي
الانباء: في لبنان البيان الوزاري في عنق زجاجة المحكمة الدولية وحرب التصريحات تزداد استعاراً بين عون و14 آذار