خطة لاغتيال سعد رفيق الحريري!

ليست المرّة الأولى التي يعمد فيها البعض إلى الإيحاء باتّجاه استفزازي نحو مسؤول من 14 آذار، دافعا إيّاه للعودة إلى البلاد في ظروف أقلّ ما يقال فيها أنّها خطرة حتى الموت.

وليست الطريقة الاستفزازية إلّا لإحراجه أمام جماهيره ومحبّيه، فيطرح على نفسه أسئلة يأخذ بعضها طابعا وجوديّا، وترتدي عناوين ردّة الفعل وفورة الكبرياء الدافع إلى العودة غير الآمنة، والدافع إلى القاتل كي يرتكب جريمته.

ذكر أحد المتابعين لقضيّة جبران تويني، أنّ أحد أصدقائه المقرّبين، لا يزال الأرق يقضّ مضجعه إلى اليوم لأنّه مازحه يوما متحدّيا عودته إلى لبنان، فكيف بالحريّ بسياسيّين استدرجوه إلى التراب تحت عنوان جبان وخائف وسوى ذلك؟

يلفت مراقبون وثيقو الصلة بالتطوّرات المحلّية والإقليميّة أيضا، أنّ خطة تركّب لاستدراج سعد الحريري إلى لبنان، بهدف كشفه أمنيّا في أكثر من موقع، ويتولّى – ولو ربّما عن غير قصد – العماد عون هذا الاستدراج، سواء عبر استفزازه معنويّا من خلال الـ one way ticket أو عبر استفزازه سياسيّا وشخصيّا من خلال التهديد بالسجن، تماما كما حصل إبّان اجتياح سوريا لجزء من المناطق الحرّة في العام 1990، فهرب عون إلى السفارة تاركا عائلته و"جنوده" مع مخلّفات القصر، ولم يستفزّه أحد للعودة، بل على العكس، وفي ظلّ ثورة الأرز كان يصرّ على الرئيس إميل لحّود والوزير عدنان عضّوم في حينه، بواسطة كريم بقرادوني أن يقفلا ملفّه المالي قبل أن يطأ أرض المطار.

ماذا وراء الاستفزاز؟

قرأ المراقبون مجموعة علامات مثيرة للقلق وراء الاستفزاز المقصود والمرصود للرئيس سعد الحريري، وهو في ما يهدف إلى دفعه نحو العودة السريعة إلى لبنان، بالرغم من التقارير ألأمنيّة والاستخباراتيّة، المحلّية والدوليّة، والتي تؤكّد وجود خطة جاهزة لتصفيته وفقا لمجموعة اعتبارات هذه أبرزها:

1- يقول ديبلوماسي أوروبّي، أنّ الحريري يشكّل رمزا من رموز الربيع العربي في نظر العديد من الشباب السوري خاصّة، وهذا يشير إلى ضرورة بقائه بعيدا منعا للاستفزاز، ولأنّ لبنان "الآذاري"، آثر على نفسه عدم التدخّل، أو أخذ موقع الحياد في ما يحصل في سوريا.

2- تقول مصادر متطابقة، إنّ القرار الظنّي "الدولي"، في اغتيال رفيق الحريري، صار على قاب قوسين أو أدنى من إعلانه، وقد يطال على الأرجح ما تداولته بعض وسائل الإعلام، سواء من قيادات حزب الله وصولا إلى قيادات سوريّة، آخذا بالاعتبار، هرميّة القرار، ومبنيّا على أدلّة دامغة وموثّقة. وتتابع المصادر نفسها، أنّ هكذا مواقف قد تدفع نحو ردود فعل سلبيّة، تفاقم الاضطراب من زاويتي المتّهم والضحيّة في الوقت نفسه.

ولمّا كان المطلوب من سعد الحريري امتصاص نقمة الشارع لدرء الفتنة، فإنّ إقامته في الخارج لاختيار توقيت أمني وسياسي مؤاتٍ، قد يصحّ التعويل عليه.

وختمت المصادر، خطة الاغتيال جاهزة، فليكفّ المحرّضون على عودة محفوفة بالخطر عن استفزازهم، لأنّ للجريمة وجوها عدّة، والتحريض أحدها!

السابق
جزين: معركة الانتخابات مستمرة
التالي
ترو:الحكومة لن تمارس سياسة الكيدية