بابا.. نرجسية وذكورية وطفولة!

«بابا».. كلمة بات ينتظر سماعها بفارغ الصبر، بعدما كان يستغرب تشوّق شريكته للإنجاب واختبار شعور الأمومة…
هو شعور الأبوة الذي يترك في عمق مشاعر الرجل ـ الأب طفولة شبه دائمة، يعاود عيشها مع أطفاله حتى مرحلة نضوجهم.
ويرى خبراء فرنسيون في علم النفس أن «الأبوة أصبحت تبعث على الفخر عند الرجل الذي لطالما انتقد مبالغة الأم في حماية أطفالها.. أن يكون بابا، بات بالنسبة إليه أكثر الأدوار الحياتية أهمية».
الأم العاملة
مدعاةٌ للفخر باتت تُقرأ في سطور المدونات الالكترونية للآباء العصريين، او في كتيبات متواضعة عن تاريخ العائلة ومعنى الأبوة او حتى على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنها قد تتحوّل في كثير من الأحيان إلى دور «صعب» وربما «ثقيل» مع اتجاه الأم إلى تأسيس حياتها المهنية، والتي عادة ما تنجز 80 في المئة من الأعمال المنزلية يوميا.
وتقول الخبيرة الفرنسية في علم النفس باتريس هويير، إن عنوان «أسطورة الآباء الجدد» هو «الحياة الصعبة» خصوصا عندما يشعرون انهم يستثمرون طاقتهم في مهمة غير سهلة لدى اهتمامهم بأطفالهم». وتشير هويير الى ظاهرة «أب المنزل» التي كثيرا ما تستحضر مشاكل التنافس بين الشريكين على الصعيد المهني، وما تؤدي اليه من عدم استقرار نفسي تحت السقف الواحد وصولا الى تعاطي الشريكين مع بعضهما على قاعدة «انا الافضل».
النرجسية الأبوية
وبعيداً عن الوجه السلبي للخلل الذي قد يشوب ميزان الأدوار بين الأم والأب، يبقى للأبوة بالنسبة إلى بول (35 عاما)، نكهة فريدة.. يتناول العشاء مع زملائه، فيسترسل في الحديث عن طفله، واصفا الابوة بـ«أكثر المشاعر معنى في الحياة»، مشددا على ان «العيش بعيدا منه امر مستحيل».. ببساطة انها «قصة حب من نوع غريب».
يمثل بول نموذج الأب المبالغ في «سرسابه» على أطفاله، وهي الصفة التي لطالما لحقت الأم «الدائمة القلق» لعقود، قبل أن تخرج الى مجتمع العمل وتفصل بين حياة المنزل وخارجه. إلا أن الانتقادات لا تطارده كما تطاردها، بل يقف الجميع مندهشين أمام اهتمامه بأبنائه، فكلّما كان قريبا اليهم كلما قُدّر على ذلك.
وتقول الخبيرة في علم النفس جونوفياف ديلاسي انه «مع ازمة الذكورية، ضربت نرجسية الابوة صفوف الآباء بشكل ملحوظ خصوصا أن الامر يجعلهم يختبرون رجولتهم اكثر. فبعدما كانت لعبة الركبي او الدراجات النارية وراء تعزيز هذا الشعور، أصبح الاعتناء بالطفل الرضيع كافياً لاختبار الشعور ذاته».

السابق
هذا التخريع
التالي
أمن لبنان من أمن سوريا واقع أم قدَر؟