المركزية: حكومة ميقاتي تستقي بندي المحكمة والمقاومة مـن بيان سابقتها

 بين رزمة الوعود الإصلاحية التي أطلقها الرئيس السوري بشار الأسد معلناً الحوار الوطني عنواناً للمرحلة الراهنة، واستعداد الاتحاد الاوروبي لتشديد العقوبات المفروضة على دمشق، باعتبار ان صدقية الرئيس الأسد تتوقف على إصلاحاته الموعودة، تنشغل الساحة اللبنانية بلملمة ذيول عاصفة طرابلس الأمنية من جهة والانكباب على إعداد مسودة البيان الوزاري الذي تلتئم لجنة صياغته في السراي مجدداً يوم غد في ظل اجماع على العمل بوتيرة سريعة لإنجاز المهمة تعويضاً عن الوقت الضائع بعد مخاض التأليف العسير الممتد على أكثر من أربعة أشهر.

استنساخ: وأشارت المعلومات المتوافرة الى أن الرئيس نجيب ميقاتي أعد المسودة الأولى والفعلية للبيان ووضع الخطوط العريضة للملفات الحساسة والدقيقة تمهيداً لعرضها على اللجنة غداً.

وأوضحت مصادر وزارية لـ"المركزية" ان البيان سيستنسخ الفقرتين الخاصتين بالمقاومة والمحكمة الدولية من البيان الوزاري لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة الرئيس سعد الحريري، من دون اي زيادة، في محاولة لتخفيف النقمة الداخلية، والضغط الخارجي بعدما ربطت دول الغرب مواقفها من الحكومة الميقاتية ببيانها الوزاري.

اجتماعات دبلوماسية: وفي خطوة استباقية شرع الرئيس ميقاتي اليوم في عقد اجتماعات مع ممثلي البعثات الدبلوماسية في بيروت فالتقى اليوم السفراء ثم سفيرة الولايات المتحدة الأميركية مورا كونيللي ظروف تشكيل الحكومة شارحاً ومساعيه التي لم تفلح في جعلها حكومة مشاركة جامعة، وذكر بالتزام لبنان قرارات الأمم المتحدة وعدم قدرته على الغاء المحكمة بقرار احادي من جهة وإرادة اللبنانيين بإحقاق العدالة وتجنيب بلدهم مخاطر أمنية تهدد استقراره من جهة ثانية.

اتصالات المعارضة: وسط هذه الأجواء. أكدت مصادر في المعارضة لـ"المركزية" ان خطوط الاتصالات مفتوحة بين اركانها لتحديد توجهات المرحلة والتعاطي مع الحكومة الميقاتية بمنظار موحد، وأوضحت ان المعارضة انبثقت من رحم اسقاط الحكومة السابقة على اساس عناوين سياسية واضحة تشكلت وفقها الحكومة الجديدة. اما المعارضة اليومية والبرلمانية فتكون على اساس كل مشروع وملف على حدة بحيث نوافق على الايجابي ونرفض السلبي. ولفتت الى انها وفي انتظار اقرار البيان الوزاري ولا سيما الفقرة المتصلة بالمحكمة فإن المشاورات لا تنقطع بين قيادات قوى 14 آذار لتنسيق المواقف. وسألت عن الهدف من إطاحة حكومة الرئيس الحريري في ضوء المعلومات التي تتحدث عن تبني بندي المقاومة والمحكمة الخاصة بلبنان من البيان الوزاري لحكومته.

طرابلس في السراي: من جهة ثانية، حضرت حوادث طرابلس في النشاط السياسي من خلال مجموعة لقاءات توزعت بين السراي "والسادات تاور" في مقاربتين مختلفتين للملف، ذلك ان الرئيس ميقاتي رأس اجتماعاً وزارياً أمنياً بحث في الخطوات الميدانية التي أنجزت في المدينة. وأكد ان طرابلس لن تكون جبهة يمكن تحريكها في اي وقت كما يحاول البعض الترويج له، مشدداً على حفظ الأمن من دون تمييز بأقصى درجات المسؤولية الوطنية وعدم تسييس الاجراءات التي تتخذ إذ لا فرق في حفظ السلامة العامة بين موال ومعارض.

… لجنة لطرابلس: من جهته عقد رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة اجتماعاً مع وفد من نواب وقيادات الشمال عرض لسبل معالجة الحوادث الأخيرة ومواجهتها. أكد مجدداً شعار "طرابلس منزوعة السلاح" كما شكل لجنة لطرح تصورات حلول لقضية طرابلس ستعلن في الاجتماع المقبل الخطوات المناسبة. 

السابق
“الراي”: ميقاتي أكثر المتضررين من النهج العوني المهاجم للحريري
التالي
ابو فاعور: لن يكون إنقلاب على أي من الإنجازات