أنا وطني وهتجوز 4

ما قبل الثورة المصرية لا يشبه بأي حال ما بعدها.. كل ما هو مصري اكتسى طابعاً وطنياً وبعداً قومياً حتى أكثر الأمور حميميّة.. الزواج. فبعد أن أعادت بنات مصر صياغة مواصفات عريس ما بعد الثورة، أنشأ عدد من الشبان المصريين مجموعة على «الفيسبوك» تحت عنوان «أنا وطني وهتجوز 4»، فيما اعتبروه حلاً لمشكلة العنوسة المتزايدة «علشانك يا بلدي، علشانك يا مصر».

بدأت الصفحة على «الفيسبوك»، في أول يوم لها، بـ 500 مشارك ثم زاد عدد الأعضاء إلى 10 آلاف مشارك خلال أيام قليلة، لتضم الآن أكثر من 35 ألفاً يتناولون المشكلة بطريقة كوميدية تميّز المصريين عن غيرهم، وتجعلهم يتحدثون عن دورهم في حلّ هذه القضية التي يعاني منها الكثيرون من الشباب، بعد أن أصبحت في نظرهم مشكلة وطنية.

«تقوم فكرة الصفحة على مناقشة مشاكل الشباب بطريقة كوميدية تخفّف عنهم الضغوط التي يعانون منها، ولا تبعدهم عن مشاكلهم»، يقول مؤسس الصفحة إسلام العطار، موضحاً أنه استوحى الفكرة وأصدقاءه أثناء إحدى السهرات في ميدان التحرير خلال الثورة بعد جمعة الغضب الأولى.
وتعدّدت ردود الفعل في أوساط المشاركين بين من تحمّس كثيراً وقال» أنا بحب مصر أووي ..أنا فدائي ..هضحّي عشانها وأتجوز أربع .. بس يا ريت نعمل أفراح جماعية ويبقى مشروع قومي»، وبين من تخوّف «لو كل واحد اتجوز أربعة احتمال كبير إن الناتج المحلي من البنات ما يكفيش.. في الحالة دي هنضطر نلجأ للاستيراد من الخارج»، وكان السؤال هو « نستورد منين؟؟ أوكرانيا، الهند، الصومال، البرازيل…»، فيما أصر المشاركون على استبعاد الدول المتقدمة «ما حدش يجيب لي سيرة دول الاتحاد الأوروبي ولا أميركا ولا الأشقاء العرب.. عاوزين حاجة اقتصادية في متناول يد الجميع». وتراوح التأييد بين أوكرانيا «المُزز» والهند الشعبيّة وحتى الصين، فيما استبعدت الصومال من اللائحة تحت طائلة تحويل صاحب الاقتراح إلى «المحاكمة العسكريّة بتهمة الخيانة العظمى للناتج المحلي».
وكانت بنات التحرير حدّدن شروطهن قبل شهرين لاختيار العريس بضرورة أن يكون قد شارك في خمسة أيام على الأقل في الثورة وفي اللجان الشعبية كذلك، وليس له أي نشاط سياسي قبل «25 يناير»، وأن يكون من أول 500 ألف مشترك في صفحة «كلنا خالد سعيد» على «الفيسبوك»، والأهم لا ليبرالي ولا إخواني ولا سلفي.
وبين مطالب بنات «التحرير» وشهامة شبابه.. «ربنا يقدّم اللي فيه الخير».(«

السابق
أبحاث وطرائق لمواجهة الجوع
التالي
مركز الشؤون الاجتماعية يكرّم طلاب بنت جبيل