الراعي: لعقد إجتماعي جديد من وحي الميثاق الوطني

 ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في كنيسة السيدة في الصرح قداسا وألقى عظة قال فيها: "لقد تدارسنا في هذا الأسبوع أوضاع كنيستنا في لبنان والشرق الأوسط وفي بلدان الإنتشار، وتوقفنا عند حاجاتها الملحة، وسنواصل التعمق فيها واتخاذ التدابير بشأنها، طيلة يومي الإثنين والأربعاء في الأسبوع الطالع، ونعود بعدها الى ابرشياتنا وبلداننا، حاملين الرجاء ومقاصد الخير والتطلع الى آفاق جديدة. وكم نتمنى أن يلتئم المسؤولون السياسيون في لبنان، ويعقدوا، بروح الرب، مؤتمرا وطنيا جامعا، لوضع عقد اجتماعي جديد من وحي الميثاق الوطني، مجددين الإتكال على عناية الله، والثقة بالنفس وبعضهم ببعض، مبتعدين عن المحاور والتجاذبات الإقليمية والدولية، نابذين البرامج الأحادية والفئوية التي تسوق الشعب الى حيث لا يريد. ومن دواعي خيبات الأمل تمادي المسؤولين عندنا في عدم تأليف الحكومة، وبالتالي في تعطيل عمل المؤسسات الدستورية والإمعان، بقصد أو عن غير قصد، في شل الحياة العامة إقتصاديا وتجاريا وسياحيا، ان مسؤوليتهم لكبيرة أمام محكمة الله والضمير والتاريخ! فهل من ضمير حي واع ومسؤول عندنا ولا يسعى الى إيجاد صيغ على مستوى الصلاحيات للخروج من هذه الأزمة؟".

أضاف: "وذكرنا في صلواتنا اخواننا وأخواتنا وأبناء كنيستنا في بلدان الشرق الأوسط، الذين يعانون من أحداث العنف الجارية في بعضها، ويقلقون على مصيرهم ومصير أوطانهم، ويتوقون الى الأمن والإستقرار والى حل المشاكل المطروحة بالحوار والتفاهم والإصلاح البناء المنشود. ولا بد من التذكير بأن العنف يجلب العنف في دوامة يسقط ضحيتها الجميع. ولا تستطيع الأوطان أن تعيش بسلام وتحقق العدالة والإستقرار وطيب العيش معا، على تنوع الآراء والثقافات والأديان، إلا على قاعدة أساس هي مركزية الشخص البشري وكرامته". 

السابق
التجدد الديمقراطي: الخروج من الأزمة ليس بالتصعيد بل بإعادة بناء الجسور
التالي
قطع الطريق امام قوة امنية في قانا