شكرا جنرال

إن الأوطان لا تُبنى بزعماء يدّعون الحرية ويخافون الكلمة الحرة، ولا برجال يدّعون الجرأة ويخشون الاعتذار.

من الرجال مَن يتحمّل مئة كلغ من الـ"ت. أن. ت"، ومنهم مَن لا يتحمل مسؤولية كلمة، فلا تدفعه جرأة أدبية كافية للاعتراف والاعتذار إذا صدق، ولا يروي غليله نفي ،إذا كان بريئاً مما نسب إليه.

الياس المر نجا بأعجوبة من محاولة اغتياله بتفجير سيارة مفخخة بمئة كلغ من المتفجرات، في 12 تموز 2005 ، ولم يدَّعِ على أحد.

والجنرال ميشال عون الذي نشرت له "ويكيليكس" كلاماً قاله أو نسب إليه في وثائق صادرة عن السفارة الأميركية، ونقلته "الجمهورية"، لم يتحمّل، فرفع شكوى أمام قاضي التحقيق في بيروت على الياس المر و"الجمهورية". أما الموعد فهو 11 تموز 2011، أي عشية ذكرى تفجير المر.

عندما تبلغنا الدعوى من القاضي ،اعتقدنا للوهلة الأولى، أن الجنرال عون "اكتشف" مَن فجّر الياس المر ،وأحب أن يودع القضاء "هديته"، في هذا التاريخ بالذات، لكن تبيّن أنه اكتشف شيئاً آخر، وهو أنه "لم يقل ما قاله" ، وأنه كالعادة ضحية، وصح فيه المثل: ضربني وبكى..

منذ أشهر، يجري بث "الحقيقة – ليكس" حيناً، و"الويكيليكس" أحياناً، في استهداف شخصيات وطنية ، ثم يجري التهديد بأن دعاوى ستُرفع في وجوههم لمحاسبتهم على ما نقل عنهم.

وأتينا بما لم يُنشر من "الويكيليكس" لتكون اللوحة مكتملة ومتوازنة أمام الرأي العام، فنشرنا الجزء القليل من الوثائق، فادّعوا أمام القضاء علينا.

ينشرون فيّدعون، ننشر فيّدعون!

إما أن "ويكيليكس" صحيحة، فليتحمّل الجميع مسؤولية أقوالهم، وإما أنها غير دقيقة فينفى غير الصحيح منها.

إن شكوى العماد عون لن تشفع له في البراءة مما قاله في الجلسات المغلقة، ولن تكون "الجمهورية" وحدها أمام القضاء، إذا استمر هذا المسار، كما أن الجنرال ليس وحده ضحية أو نجم… "ويكيليكس".

شكراً جنرال.

السابق
خطر على بسمات وطن
التالي
عون: لا خيار أمام نصرالله سوى الانصياع لأوامري