“زيارة السيد الوزير”.. كوميديا سياسية

تدعو المسرحية إلى التفكير النقدي السليم المسؤول المستند إلى المصلحة الذاتية والاجتماعية للفرد والمجتمع وليس الانجرار وراء رغبات وأهواء ومصالح القادة من دون مناقشتها أو فهم أبعادها. إن معالجة هذه المسألة مسرحياً في بلدنا ومجتمعنا تتيح لنا الإضاءة على مكامن الخلل في العلاقة بين الحاكم والمحكوم بشكل غير مباشر في شكل كوميدي ساخر يغطي مضمون درامي إشكالي معقد ومؤثر جداً في حركة تطور مجتعنا. فالاصلاح السياسي أو الاجتماعي يبدأ من إصلاح قناعات الناس وبيئتهم الفكرية لذلك يلعب المسرح دوراً أساسياً في عملية الاصلاح هذه.

نستند في النشاط المسرحي المقترح إلى نص مسرحي بعنوان "زيارة السيد الوزير" الذي يتحدث عن مرور أحد الوزراء في قرية نائية واضطراره لدخول المرحاض في أحد بيوتها. هذا الحدث العادي أفقد سكان القرية عقولهم نتيجة لولائهم الأعمى الذي يصل إلى درجة التقديس لزعاماتهم السياسية. فينتظروا من تلك الزيارة الانماء وتحقيق المصالح والتغيير ويحلمون بالمستقبل الزاهر الذي سيحققه الوزير حتماً بعد مروره في قريتهم ولا يصدقون أن مرور هذا الوزير هو صدفة عادية لا تتعدى حاجته لاستعمال المرحاض. هذه الرمزية في العلاقة بين الحاكم والمحكوم والتي تعتمد الموقف الكوميدي الساخر تضحك المشاهد لكنها تجعله يفكر ويعيد النظر بقناعاته لأنه يظهر أبلهاً كشخصيات المسرحية. فالقصة هي انعكاس للواقع السياسي والاجتماعي الذي نعيشه في مجتمعنا وقد لا نعي اننا نعيشه بهذه الكاريكاتورية وهو ما يؤثر على تربيتنا وقناعاتنا وهو ما يعيق عملية تطورنا الفكري والسياسي والاجتماعي وبالتالي الحضاري.

هذه المسرحية هي كوميديا هادفة وساخرة تعالج مشكلة الولاء الاعمى من قبل الانسان العادي للزعيم، تُضحك المشاهد من خلال الاضاءة على علاقته بالحاكم بأسلوب كاريكاتوري، لكنها تجعله يفكّر بالموضوع المطروح ويقوم بتحليل ابعاده وأهدافه جدياً، انطلاقاً من مقولة " شر البلية ما يضحك".

في مسرحيتنا نقدم تجارب جديدة في التمثيل المسرحي وخصوصاً التمثيل الكوميدي، كما نقدم لأول مرّة في لبنان شخصيات مسرحية من الدمى المتحركة للكبار تلعب ادوارها جنباً الى جنب مع الممثلين.
تأليف وإخراج: الدكتور هشام زين الدين ( استاذ التمثيل والاخراج في معهد الفنون الجميلة – الجامعة اللبنانية)
موسيقى: زياد الاحمدية
تمثيل:
– هشام خداج
– جيزيل خوري
– ميشال ابي هاشم
– ربيع ايوب
– امل طالب
– تامر نجار
– رامي ابو حمدان
– دانا جمول
– مساعدة مخرج : رشا ابو حمزة

السابق
إطلاق جامعة اللاعنف واختصاص تعليم اللاطائفية
التالي
نار الغلاء تفتك باللبنانيين:حلقة مفرغة من الجمود