الحزب وسوريا

تصل إلى أعلى المراجع في حزب الله، معلومات ومعطيات مصدرها الشارع السوري، ومواقع التواصل الاجتماعي تُفيد بأنّ <شعبية الحزب> في سوريا تتراجع على خلفية موقف الحزب من الأحداث الجارية من سوريا·
قرأتُ كثيراً من التعليقات عبر الـ <فايسبوك> إثر خطاب السيد حسن نصر الله قبل الأخير، الذي تحدّث فيه عن الأوضاع في سوريا·· تعليقات من كل نوع، فيها العاتب، فيها المُتحامِل، فيها المصدوم، وفيها المتفهّم لموقف المقاومة اللبنانية، لكنها جميعها تصب في جملة واحدة:

شعبية حزب الله تتراجع في الشارع السوري·

في جزء من الانتقادات المُوجَّهة لموقف حزب الله من الأحداث، ما لا يخلو من ركوب الموجة للتحريض على المقاومة مذهبيا وطائفيا·

هكذا يصبح تناول الأمين العام للحزب بشتى العبارات القاسية، جزءا من التعبير عن غضب واضح لدى شريحة المنتفضين السوريين من <المقاومة اللبنانية التي ساندها الشعب السوري وفتح لها قلبه وبيوته> كما علّق أحد الشباب السوريين على صفحته الـ <فايسبوكية>·

البعض يريد تأييدا كاملا، والبعض طالب بالترحُّم على <الضحايا> على الأقل، والبعض الآخر وجد في الصمت تضامنا بشكل أو بآخر·

في الواقع، موقف حزب الله تجاه الأزمة السورية صعب وحسّاس، ولا يُحسد عليه إطلاقا· الشعب السوري لم يُقصِّر في مساندة المقاومة معنوياً وعاطفياً، وهو ظهير شعبي وعمق استراتيجي لها في الحرب والسلم وفي مختلف الظروف·

في المقابل يُمثِّل النظام الرئة التي تتنفّس منها المقاومة، ولن يختلف إثنان عندما يصل الأمر إلى تقييم حجم الدعم العسكري والسياسي واللوجستي الذي قدّمته <سوريا الاسد> للمقاومة اللبنانية وفي مقدمتها <حزب الله>·

عند المعتدلين والصادقين في الموقف تجاه المقاومة، لم يصل الأمر بعد إلى وضع <حزب الله> أمام خيارين سوريين اثنين فحسب: الشعب أو النظام·· ليست الأمور بهذه الحدّة حتى الآن وجمهور النظام الواسع لا يزال على مواقفه المؤيِّدة للمقاومة، لكن <العتب> المتداخل مع المحبة يحمل في مضمونه مطالبة للحزب بأنْ يلعب دوراً في دفع الأمور نحو الإصلاح، واستخدام نفوذه عند القيادة السورية لتشجيعها على خطوات جدية في هذا المجال، وألّا يتبنّى الرواية الرسمية بالكامل·

السابق
سفير لبنان في السويد نفى مجددا تعرض اللبنانيين لمضايقات
التالي
فوبيا الاسلام في وعي الاخر