انسوا اخلاء المستوطنات

أقوال نتنياهو في الكونغرس عن أن بلدات اسرائيلية في يهودا والسامرة ستبقى في سيناريو مستقبلي خارج حدود الدولة، يستدعي تفكيرا متجددا، من اليمين ومن اليسار. ليس لان الخطاب هو مؤشر على ما سيأتي بل لانه حان الوقت لوضع الامور على الطاولة.
منذ التسعينات يطور اليسار الاسرائيلي خططا احتياطية لاخلاء المستوطنات. كل سياسي وأحلامه، كل حزب وخطته السياسية. في نهاية المطاف تكون الخطط مشابهة وفيها جميعها يتم الحديث عن اخلاء الناس من منازلهم.
ثمة من يدعي بانه من خلال قانون اخلاء – تعويض جيد يمكن تحقيق تصفية المستوطنات طوعاً. آخرون يتحدثون عن قرار عسير لا مفر من اتخاذه وتنفيذه ونحن نعض على الشفتين. الحقيقة هي أن هؤلاء واولئك، بدلا من أن يطبقوا فكوك ارتباط اضافية، فكوا ارتباطهم عن الواقع. في اسرائيل اليوم لا يمكن اخلاء مستوطنات. نقطة. ولا يهم أي اتفاق يوقع.
الهدية الاخيرة لارئيل شارون ومشروع الاستيطان هي انه منذ 2005 كل فكرة اخلاء جماعي مآلها الفشل. اخلاء جماعي اضافي متعذر ليس بسبب خطر الحرب الاهلية، بل لانه في المجتمع الاسرائيلي، الجيش الاسرائيلي، غير قادر على عمل ذلك. من يستخلص من اخلاء بؤر استيطانية صغيرة في السنوات الاخيرة الاستنتاج بانه يمكن الاخلاء – مخطىء. دولة اسرائيل ستتمزق اربا. كل هذا، بالطبع، دون ان نذكر الجانب الاخلاقي في الامر: كيف يمكن لدولة تعارض بمعظمها فكرة الترحيل أن تقبل بخفة كهذه خططا من ليبراليين ومحبي حقوق الانسان لترحيل عشرات ومئات الاف اليهود.
الامكانية الوحيدة القائمة للتوقيع على اتفاق هي نقل كمية قليلة من البلدات الى سيطرة فلسطينية. صحيح حتى اليوم فان احدا لا يوافق على هذا. من جهة، عنصرية فظة. الفلسطينيون يريدون دولة بلا يهود، ولهذا فانهم يعارضون ان تكون بلدات يهودية جزءا من دولتهم النظرية، اما اليسار، كعادته، فيبدي حساسية تجاه كل ما يريده الفلسطينيون، حتى وان كان في ذلك اخفاقا منطقيا. من الجهة الاخرى يوجد اليمين، الذي يعارض بشكل عضال كل تنازل للفلسطينيين، رغم أنه يوجد ايضا هناك من يوافق على أنه عندما يتم نقل الارض – فان المستوطنات ستبقى ايضا لدى الفلسطينيين.
من ناحية عملية لا فرق بين نقل بلدة اسرائيلية الى سيطرة فلسطينية وبين نقل مدينة عربية اسرائيلية الى سيطرة فلسطينية. المقيم الذي يريد، يمكنه
ان ينتقل في كل لحظة. الترتيبات الآنية اشكالية، ولكنها ممكنة.

ترجمة النهار

السابق
الراي: نصر الله دعا إلى تطوير النظام في لبنان بالتوافق وبلا غلَبة
التالي
14 آذار، لا تخفي رأسكِ في الرمال!