“نبوءات” رامي مخلوف

لم يقرأ كثيرون جيدا حديث السيد رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار الاسد، وربما قرأ البعض الرسالة السورية قبل مدة، لكن الواضح ان كلام مخلوف لم يكن عبثا، وربما لم يكن إلا رسالة من الذراع الامنية في دمشق الى من يهمه الامر. وهي رسالة الاتجاه المتعدد، والتي تجزم ان القيادة السياسية لم تعد الممسكة بالامور.

قال مخلوف: "لن يكون هناك استقرار في اسرائيل اذا لم يكن استقرار في سوريا"، وهذا يعني ان أمن البلدين مترابط، كان وسيكون، وان ثمة اتفاق، ولو ضمني، على ذلك وخصوصا على جبهة الجولان المستنكفة عن المقاومة منذ نحو اربعين عاما.
وتابع في حديثه الى "النيويورك تايمس" قبل نحو عشرين يوما: "لا اتحدث عن حرب، لكنني اقول لا تمارسوا ضغوطا كثيرة على الرئيس. لا تدفعوا سوريا الى القيام بما لا ترغب فيه"، وقد ترافق كلامه مع اعادة الاتحاد الاوروبي النظر في العقوبات بحق النظام السوري واتخاذه قرارات متشددة في هذا الشأن، قبل ان يعود الاتحاد ليشمل الرئيس السوري شخصيا بالعقوبات.

هكذا نرى ان النظام الذي قال عنه مخلوف انه "لن يستسلم بسهولة وسيقاتل حتى النهاية"، بدأ تحركات من تلك التي لم يكن يرغب بها، بدءا من تحريك المتظاهرين في اتجاه الحدود مع اسرائيل في الجولان ومارون الراس في لبنان، وصولا ربما الى تغطية خاطفي الاستونيين ومفجري الدورية الايطالية، حتى لا نذهب الى حد الاتهام من دون ادلة، علما ان اكثر من مسؤول امني اشار الى ان الفيديو الخاص بالاستونيين ورد من العاصمة السورية، وتوقع المسؤولون اياهم ان يكون التعرض للايطاليين رسالة سياسية تأتي جوابا على العقوبات الاوروبية، وهو ما فهمته الاسرة الدولية جيدا وتنبهت له. اما "مسيرة العودة" المقررة في الخامس من حزيران المقبل، وهي طارئة على مسيرة النضال للعودة المتوقفة منذ زمن بعيد، فقد تكون حتما الفصل الجديد من السيناريو للضغط على المجتمع الدولي من خلال تهديد امن اسرائيل، وايجاد ملف ثان يجذب الاضواء ويحجبها عما يجري في الداخل السوري، وهي خطة لاشراك لبنان في الصراع الدائر واعادة تعويم حلفاء سوريا في لبنان عبر توفير الساحة لهم للحراك، بل اعادة تسلم زمام اللعبة في الشارع اذا اقدمت اسرائيل على اي عدوان جديد ردا على التحركات غير المبررة في التوقيت.
فهل يمضي حلفاء سوريا اللبنانيون في عملية "استجرار" الحرب الاسرائيلية على بلدهم؟

السابق
تخريج المستفيدين من مشروع التدريب المهني لضحايا الالغام
التالي
السفير: استهداف ‘اليونيفيل’ سبقته تحذيرات ومحاولة إطلاق صواريخ