الشرق الاوسط: مصدر أميركي يكشف عن ضغوطات أميركية على لبنان للابتعاد عن الأسد

قال مصدر أميركي أمس إن الولايات المتحدة تضغط على حكومة لبنان للابتعاد عن تأييد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك لأن تصرفات الحكومة اللبنانية، منذ بداية المظاهرات في سوريا، قبل ثلاثة شهور تقريبا، تبدو وكأنها تأييد أو سكوت على القمع. وقال المصدر لصحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأميركية، إن الضغوط الأميركية زادت مؤخرا مع توقع عرض مشروع قرار في مجلس الأمن يدين سوريا، لأن لبنان هي الدولة العربية الوحيدة في مجلس الأمن.

وأضاف المصدر أن جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشرق الأوسط، الذي زار بيروت الأسبوع الماضي «قال للمسؤولين اللبنانيين إن التيار قد تحول ضد نظام الأسد، وإن الوضع في سوريا لا يمكن أن يعود إلى ما كان عليه، وإن العقوبات الدولية التي شملت الرئيس الأسد معناها أنه صار معزولا عالميا، رسميا وشخصيا، وأنه لن يكون أبدا مثلما كان رئيس دولة محترما». وأضاف المصدر أن الحكومة الأميركية «تتفهم تعقيدات الوضع في لبنان، وتتفهم التعقيد الحاضر»، في إشارة إلى عدم وجود حكومة ثابتة، وذلك بعد استقالة حكومة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، وعدم قدرة رئيس الوزراء الجديد نجيب ميقاتي على تشكيل حكومة. وقال مراقبون في واشنطن إن حملة الضغط الأميركية تشمل دولا عربية أخرى غير لبنان، ومنها الإمارات والبحرين اللتان كانتا أصدرتا بيانات تؤيد حكومة الرئيس الأسد، وإن الحكومة الأميركية تريد من جامعة الدول العربية إصدار قرار يدعو حكومة سوريا، على الأقل، إلى حل الوضع حلا سلميا، إذا لن يكن في الإمكان إصدار قرار يدين قمع المظاهرات.

وفي بيروت، أكدت مصادر الخارجية اللبنانية أن «الموقف اللبناني الرسمي متخذ، وأنه في حال عرض أي مشروع قرار ضد سوريا على التصويت، سيصوت لبنان ضده»، لافتة إلى أن «هذا موضوع إجماع وطني لأنه ليس من مصلحة أحد من فرقاء الداخل السعي للتصويت مع هكذا قرار». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «السجال الداخلي الذي حصل مؤخرا خلال التصويت على بيان في مجلس الأمن يدين الأحداث في سوريا، جرى على الشكل الذي تم به اتخاذ الموقف اللبناني وليس على المضمون». وأعربت المصادر عن اعتقادها أن «الضغوطات الأميركية لن تنجح مطلقا في تغيير الموقف اللبناني في هذا الخصوص، والذي ينطلق من ثوابت لا رجوع عنها».

وقال مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة السفير نواف سلام في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «أنا على تواصل مع الخارجية اللبنانية ومع المسؤولين اللبنانيين في هذا الخصوص، لكن الأمور لا تزال في بدايتها، وأي قرار نهائي بإدانة ما يحصل في سوريا لم يتخذ بعد في مجلس الأمن على الرغم من توزيع نص مشروع القرار».

تجدر الإشارة إلى أن لبنان كان قد صوت في أبريل (نيسان) الماضي ضد مشروع البيان الصحافي الذي أعدته بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال، والذي «يندد بالعنف الدموي الذي تمارسه السلطات السورية حيال المتظاهرين المسالمين»، مما أثار حفيظة بعض قوى 14 آذار التي اعتبرت أنه كان يتوجب الامتناع عن التصويت، منتقدة طريقة اتخاذ القرار في هذا الشأن من دون العودة لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري

السابق
الشرق الاوسط: عون يقاضي رزق وصحيفة «الجمهورية
التالي
خطاب أوباما… نفاق أم جبن؟